منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
وجه الحقيقة / إبراهيم شقلاوي. تحرير سنجة: الأبعاد الاستراتيجية والسياسية للتحول في ميزان الحرب . اخطر تقرير يكشف المؤامرة الاقليمية على شعب السودان ... استراتيجيات د. عصام بطران يكتب سماء السودا... خبر وتحليل عمار العركي دلالات ومؤشرات تحرير مدينة سنجة `زاوية خاصة نايلة علي محمد تكتب :` `ياشهيد عادت سنجة` تنفيذي شندي: تزامن انتصارات الجيش في سنار مع استمرار أعداد المقاتلين تأكيد على ان إرادة السودان لاتق... خبر و تحليل عمار العركي زيارة الوفد الإماراتي لجوبا : هل الإمارات خلف الانقلاب الفاشل فى جوبا حاوره مزمل صديق : مدير زكاة بلدية القضارف : 80% من مواردنا يتم صرفها علي النازحين... و هذا ما يفعله... مسارات محفوظ عابدين يكتب : مليشيا متعددة الجنسيات بتمويل من حكومة الولاية وصول جهازي الرنين المغنطيسى و الأشعة المقطعية لولاية القضارف مصطفى عبد العزيز ود النمر يكتب نسمو فوق الجراح و نبتهج فرحاً للفيتو الروسي وعبورا للمونديال الافريق...

*خربشات على جدران شهداء الحرس الرئاسي*

0

*أبوبكر محمد يوسف يكتب خربشات علي جدران شهداء الحرس الرئاسي*:

*مجرة ال 35 قمراً*

أدوا فروضهم بخشوع.. شدوا قاماتهم الممشوقة كما سيف بن الوليد.. استلموا تكليفاتهم المعهودة ( ومتى كانت مهامهم اعتيادية؟ ).. خلية نحل يجوبونها في حماس يشبههم ولا زالت نسمات الفجر تداعب وجوههم السمحة والخرطوم الآمنة بهم تتمطى وتسرع في نفض بقايا نعاسها في فجر يوم السبت الأخضر ك (خدرة) ايهابهم ودواخلهم النضرة وقلوبهم المؤمنة (وهل كان اخضراً ذاك اليوم)؟ .. بعض (هبوب) ساخن يحاول اقتحام المكان.. لا تدري اهي نفحات صيف ابريل ام بعض زفرات (حِرة قلوبهم) المعتادة؟ . شباب خُرش تتدفق دماء الحماس في شرايينهم لتكاد تسمع ازيزها ان مررت قربهم.. يخبرك بنيانهم عن أي مهام يعركون.. صدورهم المشرعة على ميدان الرجالة كما اطلالة ميدان المولد على شارع الحرية بالخرطوم *تنبيك عن سؤالك* من هؤلاء؟.
يتممون على عتادهم ويتحسسون استعدادهم ويرفعون تمام الثقة فيما بينهم.. يقودهم خفافاً فرحاً ما استطاعوا سبر أسبابه.. ف مهامهم دائما أعجل وادق واعمق من ان تسمح لهم بالتفكير فيما عداها.. تبادلوا القفشات ونثروا وصاياهم كعادتهم بداية كل صبح.. يأخذونها من بعضهم (زي ما قال الكتاب) يشملهم يقين قوي بأن كل واحد منهم مشروع شهيد وان وصاياهم ستنفذ من زملائهم كما ارادوها وأنهم سيخلفون في اعزائهم كما يجب .. ولكن متى كان الموت يوقفهم؟ .. لم يدركوا ذاك الصباح انه لن يتبقى منهم حتى حامل الوصية.. وان علموا فلن يبالوا.

كوب الشاي في يد احدهم لا يكتمل (ليلفحه) آخر في تشاكس حميم يكسرون به حده الخطر حولهم.. فنجان القهوة في يد آخر ينتظر عبارة (يا سلاااااااااام) وهو يشمه قبل تذوقه في إشارة للكيف المرتجي منه وتتعالى التعليقات الضاحكة من الرفاق.. ثم وفجأة يصيح بالفنجان *كمكُت* ليدلق محتواه على أرض وطأتها أقدامهم على عجل ويظل الفنجان الشاهد الوحيد على بسالة تحتاج لحرف فوق الثمانية وعشرين حرفاً لتحكي عنها.
إذ فجآة.. زغرد القصدير وهرج الار بي جي ورطنت الدوشكا ورزم الثنائي حولهم.. ما احتاجوا لأكثر من جزء من الثانية ليدركوا انهم أوتوا من مأمنهم وان خيانة ما تحيق بهم. وفي جزء من الثانية ايضا وقعوا بنظراتهم على ميثاق غليظ بينهم ان لن تؤتي الخرطوم ولن يدنس عرضها وهم حماتها.. ففردوا صدورهم العارية لرصاص الغدر ولفوا زنودهم القوية لتطوق القيادة وقائدها في بسالة ارضعتهم اياها *ام الكلالي* ومن سواها يفعل؟.
دماء هنا وأشلاء هناك.. وتكبيراتهم تهز المكان ويقينهم يثبته.. عالم من كل شئ إلا الخوف علي الروح فقد استنفدوه على الخرطوم معشوقتهم وعرضهم الذي اقسموا الا يدنس من شارات الصفيح المستقاة من كرتونة خلا لم تُستَحق بتدريب ولا دراسة ولا دفعة ولا عقيدةٍ مؤسسة. طالت المعركة وحمى وطيسها وخذلها تخطيط أراد لها أن تنتهي في سويعات يسندها عنصر الصدمة و المفاجأة والغدر .. مؤامرة اُحكم تخطيطها وكثُر معاونيها وتشعبت فصائل طامعيها وكل يمني نفسه بوجه جديد للخرطوم ذو سحنة واحدة تطغى على فسيفساء سكانها الحميم وتمازج اختلافهم وتصاهر تنوعهم.. واقع جديد يخطط لتدنيس سيمائها وآخلاقها وعمق تدينها وكان عنصر المفاجأة مطيتهم لذلك.. ما علموا وقتها ان هناك خمسة وثلاثون هزبراً يربضون على بوابة قيادتها يحرسون ثغورها ويزودون عن حياضها حتى وان استوطنها من لا يستحق ولا يشبهها ..
ساعة وساعتان وثلاث والدماء الذكية تتفجر.. والحناجر تغص بالقلوب والمنايا تنتقي.. وبدأ الارتقاء.. قمرٌ ف قمر نجم ف نجم وشهاب اثر شهاب يعلو ولا اقول يهوي.. حتي مضى ال خمسة والثلاثون دون القيادة وقائدها.. خمس وتلاثون قمرا شيدت اساس صرح معركة الكرامة.. فكان ما تلاها من معارك مداميكآ ارتفعت ببنيان الصرح حتى طاول السماء ليلتقي بأرواحهم المحلقة تراقب سماء الخرطوم وتطمئن على جسارة زملائهم من بعدهم وما بدلوا تبديلا..
خمسة وتلاثون قمراً انارت حتى اعشت أنظار غادريهم وقلبت حساباتهم واربكت توهمهم في انهم سيأتون الخرطوم من (حشاها) وما علموا ان الخرطوم لا تلد الا بواسلاً يبردون حشاها. كما يوم 15 ابريل ويفتحون بدمائهم نفقاً يسلكه أبنائها لمعركة الكرامة.
خمسة وثلاثون قمراً من الحرس الرئاسي وضعوا دستوراً للعسكرية يخفق من لا يدرّسه ويستوعبه ويقتفي اثره.
خمسة وثلاثون قمراً كل منهم مجرة لوحده ومجموعة شمسية كاملة من الأخلاق والبسالة وصدق الانتماء.
خمسة وثلاثون شهاباً كان كل واحد منهم رقما.. كان عمرا.. وحلما وبيتا وعائلة.. كان قلبا ينبض بالامنيات والطموح والتخطيط له.. ارتقوا لننجو نحن ولتنجو الخرطوم وليسلم السودان.
خمسة وثلاثون قمراً كونت مجرة جديدة في المجموعة الشمسية اسمها بواسل السودان.
اللهم انهم عندك في حواصل طير خضر.. فشفعهم فينا. وارزقنا القدرة على تقفي آثارهم وإكمال ما بدؤوه.

*أبوبكر محمد يوسف موسي*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.