منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بكري الصائغ يكتب : *في الذكري الرابعة علي سجن البشير وانتهاء المدة : أين هو؟!!، ولماذا اختفت أخباره؟!!*

البشير
0

بكري الصائغ يكتب :

*في الذكري الرابعة علي سجن البشير وانتهاء المدة : أين هو؟!!، ولماذا اختفت أخباره؟!!*

عودة الي خبر له علاقة بالمقال :
(…- المصدر- قناة “الكوفية الفضائية”- 14 ديسمبر- 2019م- قضت محكمة سودانية، اليوم السبت ، بإيداع الرئيس السوداني المخلوع ، عمر حسن البشير، في مؤسسة إصلاحية لمدة عامين ، ومصادرة أمواله. وبحسب القانون السوداني ، فإن أقصى عقوبة في التهمتين اللتين يحاكم فيهما البشير تبلغ 13 عاما ، لكن القاضي أصدر حكمه المخفف بإيداعه لمدة عامين في مؤسسة إصلاحية ، نظرا لتجاوزه سن الـ70 على أن تراجع المدة عقب انتهائها.

يشار إلى أن الحكم الصادر يقضي بحبس البشير لمدة 10 سنوات ولكن المحكمة خففت الحكم نظرا لتجاوز المتهم سن الـ70 عاما. واتهم ، عمر البشير ، بالحصول على أموال من مصادر أجنبية واستخدامها بطريقة غير قانونية. أنتهي-
في عام ٢٠٢٢م ، أكمل البشير مدة العقوبة عامين واصبح مواطن حر عادي مثل الاخرين مجرد من لقب رئيس جمهورية او مشير بالقوات المسلحة، خلال العامين واجه الكثير من المشاكل والصعوبات كانت اولها عندما ظهرت مشكلة عدم وجود مؤسسة إصلاحية بالبلاد يتم فيها وضع البشير ، جاء اقتراح من مسؤولين في المجلس العسكري الانتقالي أن يتم وضع البشير مجددا في سجن كوبر نظرا لعدم وجود مأوى او دار يقضي فيه مدة العقوبة إلا ان إدارة سجن كوبر رفضت بشدة الاقتراح علي اعتبار أن السجن مخصص للسجناء وليس للعجزة ، واكدت ادارة سجن كوبر انه لو تم وضع البشير في السجن ، فهذا يعني وجود سابقة تسمح مستقبلا باستقبال عجزة وهو امر غير مقبول … مستشفي السلاح اعتذر هو الآخر عن استضافة “رفيق السلاح” ولكن مكفلة بعلاجه كمريض عسكري قديم وليس كمقيم دائم بالمستشفى العسكري حتي وان كان رئيس جمهورية سابق.

قد يطرح أحد القراء سؤال باستغراب شديد عن فائدة كتابة مقال حول شخصية كانت في الزمان السابق عندها مكانة كبيرة ومميزة وطارت منه ولم يعد اليوم عنده أدنى دور في الحياة العامة؟!!، ومن عنده اهتمام بالبشير اين هو؟!! وماذا يفعل ، بل وإن كان حيا او رحل للدار الاخرة؟!! .

هناك سبب قوي للكتابة عن البشير اليوم بمناسبة مرور اربعة اعوام علي قرار المحكمة بسجنه ، وانتهاء مدة العقوبة ، كل الرؤساء السابقين سواء كانوا وطنيين او اجانب ، والذين حكموا السودان منذ عام ١٨٨٥م حتي اليوم – أي خلال الـ (١٣٨) عام الماضية – نعرف عنهم الكثير وكيف كانت نهايتهم ، وأين ماتوا؟!!، نعرف عن قرب وكثب تاريخ أغلب هؤلاء الحكام وكيف كانوا وقت السلطة وكيف فيما بعد اصبحوا مواطنين عاديين ، ونعرف أيضا تاريخ نهايتهم بعد ان زالت عنهم السلطة ، كلهم عرفنا عنهم كثير من جوانب حياتهم حتي نهايتهم … الا نهاية البشير مازالت غامضة تحتاج لمن يفك طلاسمها.

عرفنا من كتب التاريخ، انه في يناير عام ١٨٨٥م اغتيل الجنرال/ غردون ويقال أن رأسه بعد قطعها من الجسم ، دفنت في امدرمان وتحديدا في المكان الذي شيد فيه المسرح القومي ، اما باقي جسده فدفن في مقبرة جماعية ضمن عشرات الآلاف من القتلى الذين ماتوا في واقعة تحرير الخرطوم يوم الجمعة ٢٦/ يناير ١٨٥٥م.

عرفنا أن ، الامام/ عبدالله التعايشي لقي مصرعه في يوم الجمعة ٢٤/ نوفمبر ١٨٩٩م في معركة “ام دبيكرات”.

عرفنا ايضا من هم الرؤساء الاجانب السابقين الذين حكمونا:
١-المشير الميداني/ هوراشيو هربرت كتشنر الذي حكم السودان بقبضة حديدية ، توفي يوم ٥/ يونيو عام ١٩١٦م إثر غرق سفينةٍ كان يستقلها في مهمةٍ رسميةٍ إلى روسيا بواسطة لغمٍ ألماني.. ويقال أن المخابرات البريطانية في لندن هي وراء حادث الاغتيال بسبب تطرف كتشنر في تصرفاته العسكرية التي لم ترضي ملكة بريطانيا عنها.
٢- سير/ فرانسيس ريجنالد ونجت ، توفي في يوم ٢٩/ يناير ١٩٥٣م.
٣- سير/ لي استاك ، اغتيل في القاهرة يوم ٢٠/ نوفمبر ١٩٢٤م.
٤- سير/ ويسي استيري حاكم عام السودان من نوفمبر ١٩٢٤م حتى يناير ١٩٢٥م.
٥ – سير/ جيفري آرتشر حاكم عام 5/ يناير ١٩٢٥م حتي يوليو ١٩٢٦م.
٦- سير جون لودر مافي حاكم عام – من ٣١ اكتوبر ١٩٢٦م – حتي ١٠/ يناير ١٩٣٤م.
٧- سير/ جورج ستيوارت سايميز ، حاكم عام من 10 يناير ١٩٣٤م حتي ١٩/ أكتوبر ١٩٤٠م.
٨ – سير/ هيوبرت جرفويس هادلستون ، حاكم عام من ١٩/ اكتوبر ١٩٤٠م حتي ٨/ ابريل/نيسان ١٩٤٧م.
٩- سير روبرت جورج هاو ، حاكم عام ، من ٨/ ابريل ١٩٤٧م وحتي ٢٩/ مارس ١٩٥٤م.
١٠- سير الكسندر نوكس هيلم حاكم عام ، من ٢٩ مارس ١٩٥٤م وحتي 12 ديسمبر ١٩٥٥م.

عرفنا من كتب التاريخ من هم الرؤساء السودانيين السابقين الذين حكمونا- ١٩٥٦م – ٢٠٢٣م!!:
١- إسماعيل الأزهري، (٢٠/ أكتوبر ١٩٠٠م – ٢٦/ أغسطس ١٩٦٩م) شخصية قومية وسياسية سودانية. كان أول رئيس وزراء للسودان بين عامي ١٩٥٤م -و١٩٥٦م، ورئيس السودان من عام ١٩٦٥م حتى أطاح به جعفر النميري في عام ١٩٦٩م.
أيامه الأخيرة :- كان الأزهرى فى السجن بامر من النميري، وطلب إذناً لتشييع جنازة شقيقه علي الأزهري وظل طوال اليوم يتقبل العزاء فأصابه إرهاق شديد من مراسم العزاء الطويلة ، كان على مشارف السبعين من عمره وأصيب بجلطة دموية نقل على إثرها إلى المستشفى الجنوبي ، وظل بها تحت عناية مركزة ، بعد أن رفض المسئولون السماح بسفره لتلقي العلاج فى الخارج (بحسب أرملته) التي قالت: كان الحرس يقف خارج الغرفة في الصباح ، وكان الأزهري يتلقى التحية من المعتقلين السياسيين الموجودين بالمستشفى وفي يوم وفاته حضر للزيارة ابننا الوحيد محمد كعادته ، وكان عمره آنذاك ١٢ عاماً ، إلا أن الحارس أوقفه ومنعه من الدخول ، وما كان من محمد إلا أن صرخ في وجه الحرس ، عندها أدار الأزهري رأسه ونظر حيث يقف وحيده ، ورفع له يده مطمئناً ومحيياً طالباً منه الإمتثال لأوامر الحرس، كان احساساً غريباً ، انتابتنى مشاعر متباينة لم أصدق أن والده على فراش المرض ووحيده على بعد خطوات منه لكنه لا يستطيع احتضانه ، لأن هناك حارساً ببندقية عند الباب.
وفاة الزعيم : تواصل أرملة الأزهري حديثها : شاءت الأقدار أن يكون ذلك المشهد هو اللقاء الأخير بين الأزهري ووحيده ، بعدها دخل فى غيبوبة ، وبعد لحظات فارق الحياة عند الساعة الرابعة من عصر الثلاثاء الموافق 26 أغسطس 1969م ووري جثمانه الثرى في يوم الأربعاء 27 أغسطس من ذلك العام بمقابر البكري بأم درمان.

٢- الفريق/ إبراهيم عبود، (٢٦ أكتوبر ١٩٠٠م – ٨ سبتمبر ١٩٨٣م)، رئيس جمهورية السودان ورئيس الوزراء السوداني للفترة (١٩٨٥م- ١٩٦٤م)، عاش حياة هادئة بعد تنحيه من الحكم.

٣- سر الختم خليفة ، (١٩١٩م – ١٨/ فبراير ٢٠٠٦م) شغل منصب رئيس وزراء حكومة أكتوبر بعد قيام ثورة أكتوبر الشعبية في السودان عام ١٩٦٤م ، ثم سفيرا للسودان في إيطاليا (١٩٦٦م – ١٩٦٨م)، وفي بريطانيا (١٩٦٨م – ١٩٦٨م) ، ونال لقب (سير) من ملكة بريطانيا. تقلد منصب مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي (١٩٧٢م – ١٩٧٣م) ، ثم منصب وزير التربية والتعليم العالي (١٩٧٣م – ١٩٧٥م). ثم مستشارا لرئيس الجمهورية للتعليم خلال الفترة (١٩٨٢م – ١٩٨٥م). منذ عام ١٩٨٦م كان من المؤسسين لمؤسسة حجار الخيرية وتولى رئيس مجلس إدارتها إلى أن توفاه الله في ١٨/ فبراير ٢٠٠٦م.

٤- جعفر محمد نميري، ٢٦/ أبريل ١٩٣٠م – ٣٠/ مايو ٢٠٠٩م) ، الرئيس الرابع لجمهورية السودان خلال الفترة من ٢٥/ مايو ١٩٦٩م إلى ٦/ أبريل ١٩٨٥م ، توفي في يوم السبت ٣٠/ مايو ٢٠٠٩م بعد صراع طويل مع المرض .

٥- عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب – (١٩٣٤م – ١٨/ أكتوبر ٢٠١٨م)، خامس رئيس للجمهورية السودانية منذ عام ١٩٨٥م ، عندما تسلّم السلطة أثناء انتفاضة أبريل ١٩٨٥م بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات. توفي يوم الخميس الموافق 18/ أكتوبر ٢٠١٨م بالمستشفى العسكري بالرياض بالمملكة العربية السعودية عن عمر ناهز الـ٨٤ عاما ، وقد استجاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، لوصية سوار الذهب بأن يدفن في المدينة المنورة ، فأمر بنقل جثمانه بطائرة خاصة إلى المدينة المنورة ليُوارى الثرى هناك تنفيذا لوصيته.

٦- أحمد الميرغني ، (١٦/ أغسطس ١٩٤١م – ٢/ نوفمبر ٢٠٠٨م)، رئيس السودان في الفترة من ٦/ مايو ١٩٨٦م وحتى ٣٠/ يونيو ١٩٨٩م عندما أسقطت الحكومة المنتخبة ديموقراطيا على يد الرئيس المعزول عمر البشير.

واخيرا ، عمر حسن البشير ، شخصية اختفت اخبارها تماما واصبح في حكم المنسي ، ولم تعد الصحف والمواقع السودانية والاجنبية تهتم برصد اخباره ، ولا نعرف أين هو الان ، وكيف يعيش؟!!… البشير هو الشخصية الوحيدة بين كل الرؤساء الذين جاء ذكرهم في المقال لا نعرف له نهاية!! … ليتنا نعرف شيء ولو قليل عنه حتي تكون سيرته في التاريخ السوداني كاملة غير ناقصة مثل من سبقوه من الرؤساء الوطنيين والأجانب الذين حكموا البلاد.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.