إبراهيم مليك يكتب : *تصوّر كيف يكون الحال لو استبيحت مدني ؟!!!*
إبراهيم مليك يكتب :
*تصوّر كيف يكون الحال لو استبيحت مدني ؟!!!*
الاثنين ٢٠٢٣/١٢/١٨
من الأمثال الشعبية فى المجتمع السوداني (الضاق عضة الدابي بيخاف من جرّ الحبل )
بمعنى أن الذي لدغه الثعبان يصاب بالخوف مجرد رؤيته لأثر الحبل لتشابه أثره مع الثعبان..
إن الخراب والدمار الذي أحدثته مليشيا الدعم السريع بولاية الخرطوم من قتلٍ ونهبٍ وحرقٍ وتدميرٍ للمنشآت العامة والخاصة ..
وكذلك تخريب مدينة نيالا التى لم تسلم فيها الأسواق والبنوك وجامعتها المميزة بمعاملها ونهب السيارات والبيوت …
وقتل أهل الجنينة وتشريدهم وغيرها من الجرائم التى لم يسبق لها مثيل فى تاريخ السودان …
الذي رأي جرائم التى ارتكبتها المليشيا المتفلتة سيخشى دخولها لأي ولاية أو منطقة …
بالأمس استباحة هذه المليشيا المتفلتة منطقة الأُضَيَّة بولاية غرب كردفان وعاثت فيها فساداً نهبت وسرقت كعادتها …
بسبب هذه الجرائم أشفق أبناء السودان على ولاية الجزيرة وحاضرتها مدني التى تعتبر المدينة الثانية بعد الخرطوم من الأهمية والكثافة سكانية بعد الأحداث الأخيرة إن لم تكن الأولى …
وهي مدينة متميزة من حيث الموقع الجغرافي وتعتبر قلب السودان يتنوعها السكاني الذي جمع أهل الشرق والشمال والغرب والوسط والجنوب فكانت بوتقة انصهر فيها أهل السودان وعاشوا فى وئام ومحبة وسلام ..
لو قُدّر لهذه المليشيا الاستيلاء على مدني لساد الخراب والدمار والفوضى ولنُهِبَت أموال وممتلكات المواطنين الأبرياء…
رأينا كيف بدأ النزوح إلى الولايات المجاورة لولاية الجزيرة بسبب الإشاعات التى أطلقها القحاتة والغرف الإعلامية التابعة للمليشيا بغرض إخلاء المواطنين منازلهم والضغط على المنكوبين الذين لجأوا للجزيرة هرباً من هذه المليشيا…
إن منهج الإفساد والفوضى التى تسلكه هذه المليشيا جعل الشعب يتحاشى ويبتعد ويفر منها فرار السليم من الأجرب …
هجوم الدعم السريع على مدني رغم الرعب والهلع الذي أصاب المواطن إلا أنه أثبت أن هزيمة هذه المليشيا ليس مستحيلاً إنما مرهون بوعي الشعب وتلاحمه مع قواته النظامية وتضامنه مع بعضه وترك العصبية والقبلية …
فرح أهل السودان ومدني بسلامة مدينهم من الاجتياح البربري الغاشم والتخريب وعاد النازحين الذين فروا خوفاً من بطش المليشيا إلى مساكنهم …
وخسرت المليشيا المتمردة المعركة وخسرت معها الشعب وخاب القحاتة الذين هيأوا أنفسهم وراهنوا على انتصار يأجوج ومأجوج المفسدون فى الأرض لتوسيع الخراب وزيادة رقعة الفوضى بالبلاد (ويسعون فى الأرض فساداً والله لا يحبُ المفسدين ) ..
على الشعب السوداني أن يتعظ من هذا الصراع وألا يترك مجالاً للمخربين ولا يأوى محدثاً أمثال كيكل والبيشي وبقية المجرمين الذين لا يبالون بضياع الوطن…
دفع أهل دارفور الثمن عندما تعاون بعضهم مع التمرد وظنوا أن التمرد سيجلب لهم المنّ والسلوى فكان التمرد سبباً فى تفتيت وتقسيم المجتمع وضياع هيبة الدولة …
أحداث مدني ستكون بداية تعافى السودان من عام الرمادة الذى أصابه والتعافى يبدأ بعودة القحاتة والدعااامة لرشدهم وأن يدركوا أن هذا الوطن ليس ملكاً لفئة دون الأخرى إنما الوطن للجميع من أراد السلطة عليه ترك العنف والعمالة واحترام الشعب السودانى الذي لا يرضى الدنيّة فى دينه وقيمه وكرامته .