د. أسامة محمد عثمان يكتب : *لم يضنيهوا النضال بدنك يا مدني*
د. أسامة محمد عثمان يكتب :
*لم يضنيهوا النضال بدنك يا مدني*
مدني السني كما يحلوا ويطرب أهلها و يحلوا لهم النداء وكما يحلوا لأهل الجزيرة قاطبة الانتماء الي ود مدني حاضرة ولايتهم العريقة عراقة مشروعها الممتد عطاءا وخيرا ونماءا وبوتقة ملتقى السودانين قاطبة وهي عاصمة الثقافة والاقتصاد والزراعة والتعليم حيث حنتوب العريقة وتاريخ خريجيها الممتد وأثرهم الباذخ على تاريخ السودان، لذلك اختارها متمردي و مرتزقة الجنحويد لتكون هدفا للنهب والسلب والقتل يرفعون به معنويات قواتهم المنهزمة في جميع أنحاء عاصمة السودان التي ضاقت بهم ففروا الي ولاية الجزيرة الخضراء بحثا عن نصر ذائف وسد رمق الجوع و الوقود بعد أن قطعت الأجهزة الأمنية عليهم الطرق في الخرطوم وضاقت عليهم بيوت المواطنين فكان الانتحار على مشارق شرق ولاية الجزيرة الصامدة.
كانت القوات المسلحة و المستنفرين والأجهزة الأمنية في الموعد ومن خلفهم مواطنين حق لهم الانتماء لهذا الوطن في الوقت الذي كان فيه من ينتظر انهزام القوات المسلحة و دخول المليشيا الي المدينة ليقبضوا ثمن العمالة والأرتزاق بعد ان روعوا أهلها الإشاعات والتضليل و الحمد لله الذي أبطل كيد الخائنين.
مدني أرض للجمال طبيعة واصل و أهل تلاقحوا فيها لتكتمل لوحتها نسيجا اجتماعيا فريدا ومميزا جعلها توصف بأنها أرض للجمال حيث اجتمعت فيها كل مقوماته ايدي مبسوطة بالعطاء واوجهه بشوسة مستبشره و خضرة نضره من خضار الأرض المفلوحة بعرق الرجال قطنا و قمحا ونضار خضار قباب مساجدها ومأذنها وجلابيب الزهاد وطواقيهم.
ما كان لمثل مدني أنريطأ ارضها الانجاس لذا كانت لهم بالمرصاد اتاهم الجيش من كل فج عميق ومن حيث لا يحتسبون جندا من جنود الله يزلزلون الأرض وتضج بهم السماء فتششت جمع الأعداء بين قتيل وجريح ومفقود وبإذن الله سوف يكون هذا مصيرهم في أي أرض يطؤوها بعد اليوم.
إن أرض تقابة القرآن و ألسن و حناجر التالين المادحين الصالحين التي تلهج بالدعاء صباح مساء والنساء الأمهات يدفعن بفلذات اكبادهن للارض والعرض فداء ستظل مدني بإذن الله تعالى و صمود أهلها في امان وأمن وطمأنينة وسائر ارجاء الوطن الشامخ بإذن الله تعالى في عزة وإباء.