منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د/ محمد صالح الشيخابي اختصاصي الجهاز التنفسي بمستشفى الشعب التعليمي الخرطوم يكتب : سبحااااان الله .. حل قضية الدعامة و كافة مشاكل السودان في كتب الحكمة الهندية ..!

0

د/ محمد صالح الشيخابي
اختصاصي الجهاز التنفسي بمستشفى الشعب التعليمي الخرطوم يكتب :

سبحااااان الله .. حل قضية الدعامة و كافة مشاكل السودان في كتب الحكمة الهندية ..!!!

يحكي لنا التاريخ عن الحكيم و الفيلسوف الهندي *(( بيديا ))*.. و كان مقربا من إمبراطور الهند وقتها و كان هذا الإمبراطور يحب بلاده و يعمل على تطوير جيش بلاده و تقويته و رفاهية شعبه كما كان يحب العلم و العلماء و الحكمة و الحكماء و يقربهم إليه كان أيضا يحب كل ضروب الشعر و الأدب ..

طلب هذا الإمبراطور من الحكيم (( بيدبا)) أن يلخص له تجربة الشعب الهندي في الحياة و يجعل خلاصة الحكمة و العلوم و المعارف التي اكتسبها شعبه طوال تاريخه في كتاب واحد جامع و أمره أن يكون الكتاب من كتب القصص الشيقة و أن يجعل أبطال هذه القصص من الحيوانات بحيث تكون قصصا *رمزية* على ألسن البهائم و السباع و الطير .. و هكذا يظن العامة و الرعاع و الإنسان قليل الفهم أنها قصص عادية من قصص الأطفال بينما يصل معناها العميق و البعيد إلى الإنسان اللبيب ذو الحكمة و الفهم (( الإنسان المثقف )).. ففعل الحكيم بيدبا ذلك على أحسن وجه و قام بتصميم النسيج القصصي للكتاب على أكمل صورة فكان كتاب *(( كليلة و دمنة))* الشهير الذي يحوي خلاصة تجربة و حضارة شعوب شبه القارة الهندية و الشعب الهندي العظيم و قد تمت ترجمته لاحقا إلى كل لغات العالم و هو كتاب هام لا غنى لمكتبة اي مثقف عنه …

نقف مع قصة *رمزية* من قصص ذلك الكتاب و يا سبحان الله … كأنها تحكي حال ما يحدث في السودان منذ استقلاله و حتى الفترة الحالية فترة حرب الاستعمار الاستيطاني و الاحتلال الأجنبي الذي تتعرض له البلاد بواسطة الإمارات ( إسرائيل) باستخدام الجنجويد اليوم … و هي قصة *(( الحمامة المطوقة))..*

فإلى نص القصة منقول بتصرف:

(( الحمامة المطوقة هي سيدة الحمام)) و قائدة ركبه في حله و ترحاله يأتمرن بأمرها .. سقطت هي و معها سرب من الحمام في *شبكة صياد* مثبتة بأوتاد إلى الأرض ..
أصاب *الهلع* كل الحمائم فأصبحت كل واحدة منهن تدفع بالشبكة في اتجاهها *لتجد مخرجا لنفسها فقط..* … و هكذا ضاعت جهودهن و أصابهن الإنهاك دون جدوى ..هنا قالت لهن الحمامة المطوقة و هي سيدة الحمام .. بهذه الطريقة لن تنجو إحدانا و الصياد سيحضر ليجهز علينا ..فعلينا أن ندفع جميعا باتجاه الأعلى لننزع أوتاد الشبكة اولا فننجو جميعا ثم نرى ما نصنع بعد ..
و كان الصياد قد اقترب كثيرا فأسرعت الحمامة المطوقة تستحثهن..
و هكذا رفرفت الحمامات بأجنحتهن و هن يطرن للأعلى *فاقتلعن الشبكة اقتلاعا..💪*

و طرن بها مسافة عالية لم يقدر الصياد على الوصول إليها و لكن ظل يحاول و ما زال يقفز للامساك بالشبكة و يصوب سهامه نحوهن و لكنهن طرن بعيدا غير أن الحمامة المطوقة نبهت رفيقاتها لأن الصياد لا زال يجد في طلبهن و الشبكة تكبل حركتهن و سيصيبهن الإرهاق عاجلا أو آجلا .. فسالوها ما العمل فقالت إننا الآن نطير في أرض فلاة (( صحراء مكشوفة )) .. و لذلك فإن الصياد يرانا مهما ابتعدنا .. و أرى أن *نطير بالشبكة ناحية العمران* فنختفى وسط الدور و البيوت فلا يرانا ثم نهبط على سطح أحدها إلى أن نتدبر أمرنا .. و هكذا طرن ناحية العمران و اختفين من أعين الصياد الذي أيس (( يئس)) منهن و *انقطع أمله* في صيدهن و في *شبكته*(( أداة عمله))…

بعد ذلك وجهت الحمامة المطوقة صويحباتها ليسلكن مسارا عاليا لكي لا يقعن فريسة *صيادي المدينة..!!* ثم أمرتهن بالنزول بالشبكة على سطح أحد المنازل المهجورة إلى أن يتدبرن أمرهن .. و هكذا ظللن *مختبئات* في سطح المنزل إلى أن أرخى الليل سدوله و *نام الناس* فقالت لهن إن لها صديقا في هذه المدينة و أن *هذا يومه ..!!!* أي أن هذا هو اليوم الذي تحتاج فيه إلى موهبته و حرفته و كان هذا الصديق هو الجرذ أو الفأر ذهبن إليه في جحره و نادته المطوقة فخرج اليهن و بمجرد أن نظر لهن داخل الشبكة فهم الموقف و عرف المطلوب منه و بدأ فورا في قرض حبال الشبكة لتمزيقها و بدأ من ناحية صاحبته الحمامة المطوقة و لكنها نهته عن ذلك و أقسمت عليه أن يبدأ بصويحباتها لأنه إن بدأ بها فتر عزمه عن صويحباتها و هكذا حرر صويحباتها اولا ثم حررها و هكذا تم تحرير كل الحمام و الانتصار على العدو المشترك و الفضل في ذلك يرجع *للعمل الجماعي..*

*خاتمة :*

أهلي السودانيين : إذا لم توحدكم الآمال فلتوحدكم الآلام ..!!!!

إلى قادة البلاد : إذا لم تستطيعوا أن تكونوا على قدر آمال هذا الشعب فعلى الأقل كونوا على قدر آلامه..

*تصبحون على وطن ..*

*كتبه بإخلاص:* *محبكم الفقير لله د/ محمد صالح الشيخابي..* *اختصاصي الجهاز التنفسي بمستشفى الشعب التعليمي الخرطوم.*

*26 ديسمبر 2023..*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.