الصادق ساتي يكتب: *أنس والجزولي*
زمن أن كانت الرياضة السودانية ممتعة وجميلة كانت جماهير الهلال تهتف (حمد والديبة حاجة عجيبة) وذلك إشارة للاعبي الهلال الفذّين حمد والديبة.
▪️وعندما بدا التيار الوطني ومسيراته الميمونة تجوب المنشية قبالة مبنى الأمم المتحدة، عندها كان أنس والجزولي تكاد الجماهير الوطنية السودانية تهتف بإسمهما (أنس والجزولي حاجة عجيبة).
▪️كان إختطاف أنس والجزولي ضربة إستباقية مميته قصد بها مدبّري حرب الجنجويد من سادة الجنجويد، المستعمر الإسرائيلي والأماراتي، قصد بها المستعمر ضربة إستباقية للمقاومة الشعبية في مقتل، وكان ذلك بالفعل ما حدث، فقد غاب التيار الوطني وغاب دور الطيب الجدّ في النفرة الشعبية التي أعلنها البرهان في يونيو 2023.
تم إعلان النفرة الشعبية في غياب تام لمبادرة الطيب الجد والتيار الوطني، وأفتقد المجاهدين دور أنس عمر والجزولي في معسكر كرري، والذي لو دخلاه في إمارة المجاهدين لما بقي في السودان قادر على حمل السلاح لم يدخله لقدرتهما على جمع الناس وإلتفافهم حول أنس عمر ومحمد علي الجزولي .
▪️قدّر الله أن تظل المقاومة الشعبية محدودة جدا في مجاهدي كرري والمدرعات إلى أن سقطت مدني ومدن الجزيرة في يد الجنجويد.
الله تعالى يقول:
﴿كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٢١٦]
كرهنا سقوط مدني والجزيرة ولكن ما صنعه هذا السقوط من تدافع الأمة السودانية نحو التسلّح بأي طريقة كان فيه خيرا كبيرا.
▪️ما هي إلا أيام قليلة تلت سقوط مدني إلا وأصبح أي مواطن في نهر النيل يحمل سلاحه الخاص وذخيرته الكافية، وأصبح لا يخلو بيت في ولاية القضارف وسنار والنيل الأبيض من السلاح والذخيرة.
▪️وفي طريق تلك الولايات ولايات الشمالية والبحر الأحمر وكسلا.
﴿وَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مَّاۤ أَلَّفۡتَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾ [الأنفال ٦٣]
▪️بالمقاومة الشعبية أصبحت أي قرية من قرى الفاو والقضارف وكسلا وحلفا الجديدة، أصبحت كمين ثابت يستهدف حركة الجنجويد، وهذا والله من بشائر النصر.
▪️فائدة المقاومة الشعبية ليست في أنها قوة تستطيع الدفاع عن نفسها كما تستطيع صنع كمائن لمتحركات الجنجويد فحسب، بل المقاومة الشعبية ستكون هي السبب الرئيسي الذي تُحلّ به مشاكل السودان.
▪️بعد نهاية الحرب ستجلس جميع مكونات الأمة السودانية وفي يدها السلاح والجراح، لن تستطيع حركة مسلحة أن تستعلي على بقية مكونات الأمة السودانية ، الجميع سيتواضع ويتفق مع الآخرين في وضع ميثاق الأمة السودانية والذي هو مبادي ما قبل الدستور، وبذلك ستكون المقاومة الشعبية للأمة السودانية قد وضعت أعظم وألطف وأقوى حل لأكبر مشكلة وأكبر عقبة أمام الأمة السودانية .
*لله الحمد والشكر*