علي ادم احمد يكتب : *الدولة العميقة وافشال اختطاف السلطة*
علي ادم احمد يكتب :
*الدولة العميقة وافشال اختطاف السلطة*
مفهوم الدولة العميقة اكبر واشمل ومغاير تمامآ لما هو معروف فالدولة العميقة هو الارث الثقافي والسياسي وتجذر مفهوم الدولة في الوجدان الشعبي ٠
ولو وضعنا هذه الحرب في اطارها العميق اي ابعد من شكلها الظاهري المتمثل في اختطاف السلطة لصالح مجموعة سياسية معينة فهي مهدد حقيقي لشكل الدولة السياسي وديمغرافيتها هذا التهديد كان سيطال كل المنطقة في شكل التحالفات والتوجهات من ما يعني تغير المنطقة بالكامل ٠
لذلك على الدولة ان تنظر لنهاية هذه الحرب بمنظور مختلف عن بقية الحروب والصراعات التي قامت في فترات مختلفة من تاريخ الدولة السودانية لاختلاف طبيعة هذه الحرب واهدافها والادوات التي نفذتها فنهاية هذه الحرب بالطرق التقليدية التي كانت تفاوض بها الدولة الحركات المسلحة الوطنية في ادواتها وتوجهاتها يعني استمرار الازمة وترحيلها بمعنى اخر هو ان مهددات بقاء الدولة مازال قائمآ وقد ينفجر في اي وقت بصورة اكثر وحشية ودموية فالشعب اليوم تجاوز كل الاحزاب في رؤيته السياسية والمجتمعية للدولة السودانية ومستقبلها واي حزب او مجموعة سياسية ترى او تذهب الى ايجاد حل سياسي مع هذه المليشيا ستجد نفسها خارج السياق الوطني والاخلاقي بعد كل تلك الممارسات التي قامت بها المليشيا من قتل على الهوية والابادة العرقية في دارفور والخرطوم واستخدامها لمرتزقة اجانب من كل انحاء العالم ليس من افريقيا وحدها للاستيلاء على السلطة ٠ واي مساعي من تقدم او اي قوة تحاول اعادة عقارب الساعة الى ما قبل ١٥ ابريل سياسيآ وامنيآ سيكون موقفآ صادمآ للشعب السوداني وسيواجه بطريقة صادمة ايضآ من الشعب السوداني كفيل بان يلقي بهذه الاحزاب الى مزبلة التاريخ ٠
هذه الوعي الجمعي المتجذر لدى الشعب السوداني لمفهوم الدولة شكل حائط صد قوى ومتماسك منع انهيار الدولة السودانية رغم القوة الضاربة التي امتلكتها المليشيا وغطاء سياسي من الاحزاب المتماهيه معها في هذه الحرب وعتاد وسلاح واموال وفرته دولة الامارات العربية وبعض الدول الافريقية والمنظمات الارهابية الاخرى في العالم كفاغنر وغيرها من المنظمات الارهابية في غرب افريقيا كجبهة الخلاص التشادية انتصار الدولة العميقة هو نصر حقيقي للدولة السودانية لارثها السياسي و الثقافي والاجتماعي ٠