منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مر الحقيقة _10_ م. آدم محمد آدم عثمان يكتب : *رمم بحر أبيض .. .. توزيع الوقود نموذجا*

0

مر الحقيقة _10_
م. آدم محمد آدم عثمان يكتب :

*رمم بحر أبيض .. .. توزيع الوقود نموذجا*

الأثنين 26 فبراير 2024م

ننبه إلى أن هذا المقال بخلفية أهل البادية و لن تكتمل تصوراته و تتحلى و تتجلى إلا في عقول من ترعرع و نشأ في البوادي بين الهوام و المواشي و إني على ثقة كبيرة أنهم غالبية أهل السودان الآن بعدما تساوى الناس بين خلوي أصيل سكن المدائن و مدني أصيل لجأ الى البوداي نتيجة هذه الحرب التي تشنها دويلة الشر على بلادنا بمخالب و أنياب جرذان مليشيا الدعم السريع التي سوف ينزعها جيشنا واحدا واحدا و يسحقها جرذا جرذا.

الرمة هي الحيوان النافق، أي الذي مات لسبب من الأسباب لمرض ما أو كان ضحية صيد لوحش افترسه.

عند بداية نفوق الحيوان يسمى فطيسة و بعد فترة معينة بعد أن تقضي بعض الكواسر و الوحوش منه حاجتها و تبدأ ديدان الأرض و الباكتيريا في أخذ نصيبها منه يسمى رمة و وقتها تنبعث من هذه الرمم روائح معينة لا يعيبنا شئ إن شبهناها بروئح الجازولين و البنزين التي تفوح من محطات توزيع الوقود في ولاية النيل الأبيض.

حقيقة ما دعانا إلى هذا التشبيه هو التطابق الكبير لحد الذهول في روعة المنظر مع الإعتذار لشاعر الأغنية و المغني أبو عركي البخيت.

عندما تقع الفطيسة سرعان ما تلتف حولها صغار و ضعاف الحيوانات آكلة اللحوم في تنافس ديمقراطي عادي دون تعدي، كل ينتظر فرصته العادية لأخذ نصيبه من هذه الفطيسة سواءا كان جازولينا أو بنزينا و هؤلاء هم المواطنون العاديون أشباهنا (محمد أحمد)، ناس قريعتي راحت، الذين يصطفون في طابور طويل منتظم.

عادة الصقور المفترسة ذوات الأجنحة و الكواسر المدبجة بالنياشين تأتي متأخرة قليلا تتلب مباشرة إلى الخرطوش لا يهمها و لا يعنيها محمد أحمد في شيء.

و كلما زادت النياشين و النجوم و العلامات و عظمت و انتفخت الأوداج و أحمرت العيون كلما طال زمن الحضور للفطيسة.

و كلما زادت النياشين و النجوم و العلامات و عظمت كلما كانت نسبة الإستحواذ أكبر و أعظم من لحم الفطيسة.

في هذا المنظر الطبيعي العجيب الذي يمكن لأي مواطن أن يشاهده على قناة ناشيونال جيوغرافيك نشاهده نحن يوميا في محطات توزيع الوقود في ولاية النيل الأبيض.

في هذه التراجيديا تظل صفوف و طوابير المواطنيين العاديين محمد أحمد تقف لأيام و أيام تفوق الحد و العد تتحسر على أناس كان العشم فيهم حماية الوطن و المواطن و ليس الإستحواذ على حقه بالباطل ليكون أمام خيارين لا ثالث لهما.

إما أن يشتري ما يلزمه من وقود من هؤلاء في السوق الأسود بأربعة أضعاف سعره أو التخلي عن ضميره و اللجوء غصبا إلى خيارات العمل الحرام.

أين ولاة الأمر من هذا الذي يجري في رمم توزيع الوقود في ولاية النيل الأبيض؟

هم بكل تأكيد في حال واحد من ثلاثة إحتمالات.

الإحتمال الأول أن يكونوا ليسوا على علم بهذا الذي يجري! و هذا يعني أنهم ليسوا بجديرين بالمسؤولية و لا يستحقون هذه المناصب في هذا الظرف الخاص الذي تمر به بلادنا.

الإحتمال الثاني أن يكونوا على علم بالذي يجري أمام أعينهم و عاملين فيها رايحين و أضان الحامل طرشاء و بهذا يكون المصاب أعظم أنهم ضعفاء من أن يتخذوا القرار الحاسم لإيقاف هذا العبث و الظلم الذي يقع على المواطن و هم بهذا يجب أن يقالوا فورا و يحاسبوا على هذا التقصير.

الإحتمال الثالث و الأخير أنهم على علم تام بما يجري في الولاية و هم شركاء فيه و هذا هو الفساد بعينه و خيانة الأمانة الذي يستحق العقاب بأقصى درجات الإدانة و الجزاء و هو ليس أقل جرما مما ترتكبه مليشيا الدعم السريع في حق شعبنا.

ما هنت يا سوداننا يوما علينا…

هذا هو مر الحقيقة للأسف الشديد يا سيد البرهان. فليذق الشعب السوداني مر الحقيقة لعله يفيق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.