حفيف الحروف علاءالدين بيلاوي يكتب : *تأخر التحرير وسوء المصير*
حفيف الحروف
علاءالدين بيلاوي يكتب :
*تأخر التحرير وسوء المصير*
لعل الحكايات و القصص المؤلمة والماسي والأحزان والآلام والجراحات التي نطالعها كل ليلٍ وصباح عن فظائع ما يدور في قرى وارياف الجزيرة من جرائم اغتصابات مسكوت عنها ومن سحل وقتل واقتياد للمدنيين ومن نهب وسلب للأموال وصل حد اقتلاع حصاد المزراعين البسطاء وابقارهم في أكبر عملية تهجير قصري على مر تاريخ الدولة السودانية وكل ذلك على مرأى من عيون الدولة السودانية وقواتها المسلحة التي سقطت الجزيرة من بين يديها في أكبر عملية سقوط لولاية لم يطلق الجيش الذي يحميها ولا طلقه واحدة دفاعا عنها ليفتح الأبواب أمام الاحتمالات والتكهنات ونسج القصص والحكاوي عن قصة سقوط لا يعلم تفاصيلها الا الذين قاموا بها
ونفذوا فصلوها من داخل الكالوس
ولعل قبل السقوط كتبنا عن المستنفرين وعن قدامي المحاربين الذين كانوا يجمعون قوتهم داخل ودمدني يوميا وهم يتعشمون امل التسليح وقد حفيت اقدامهم من التواجد اليومي داخل قيادة الفرقة الأولى ممنين أنفسهم بالتسليح وبصدقون الوعود الكذوبة التي يسمعونها يوميا ولكن لم تثنهمَ عن القدوم المستدام ولتسقط ودمدني وهم على دوام هذا الحضور الراتب ليستشهد منهم المئات بعد السقوط عزل داخل قراهم وهم يدافعون عنها بالصدور العارية ورغم السقوط وتسارع الاحداث بعد السقوط تجمع ثانية أكثر من عشرة الف مستنفر من أبناء الجزيرة بالمتحركات الثلاث الفاو وسنار والمناقل يريدون القتال والموت من أجل تحرير أرضهم وكان ذلك بإلامكان قبل أن تستباح القرى بهذا الشكل المريع وقد ظل الجيش لا يعير المستنفرين كبير اهتمام بل يكلمهم دوما عن عدم وجود تعليمات للتحرك رغم انهم طلبوا قيادتهم فقط تحت إمرة القوات المسلحة وهم سيقاتلون وكل يطلبونه تسليح المستنفرين وقيادتهم ولعل الذين تجمعوا بهذه المتحركات نعرف ٧٠٪ منهم بالاسماء لأننا التقيناهم على مر السنوات مدافعين عن الوطن في جبهات القتال المختلفةو لكن المحير في الأمر تخندق القوات المسلحة وعدم رغبة القيادة في التحرك رغم ما حدث ومأيحدث ولعله يندى له الجبين ويقطع نياط القلوب والان قد تناقصت فرحت التحرير بعد ما حدث من سوء المصير
*حروف أخيرة..*
ولعل حكاية المستنفرين تشابه حكاية الجمل الأجرب وصاحبه الذي لايطيق قربه ولا يصبر علي ابتعاده ولا يتحمل طرده ولا يريد إدخاله لبيته ولعل ما يحزن تعامل الجيش مع من جاءوا لدعمه وإسناده بمثل ما جاء في هذه القصة فالقوات المسلحة لا تريد التحرك والمستنفرين يصرون على القتال والشهادة لكن الجيش يريد البقاء وانتظار التعليمات فالمستنفرين من أبناء الجزيرة لا يطيقون تحمل فظائع المليشيا والجيش يصبرهم بانتظار التعليمات
بذلك نقولها بملئي الفم كان الله في عون الجزيرة وانسانها المستباح فهي قد ضاعت بعد أن تم اجتياح قراها وخرابها فما جدوى تحرير مناطق اغتصبت حرائرها ونهبت أموالها وذل رجالها وكان بالإمكان حمايتهم قبل أن تدخلها هذه المليشيا فماذا يجدي تحريرها بعد ان بلغ السيل الذبي وملئت الدموع والأحزان مأقي الرجال في ظل تأخر التحرير وسوء ظلام المصير
::::::::::::::::::::::::::::::::::