منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مسارات محفوظ عابدين يكتب : *إستعادة (ذاكرة) الأمة السودانية*

0

مسارات
محفوظ عابدين يكتب :

*إستعادة (ذاكرة) الأمة السودانية*

مثل ما تحتفل أي أسرة ان كانت اسرة كبيرة او صغيرة بعودة(ذاكرة) إبنها الذي تعرض لحادث حركة وتأثر رأسه من قوة الحادث، وبدأ يتحسن موقفه الصحى وبدأ في إستعادة الذاكرة ومعرفة الشخوص من حوله ومعرفة الاحداث السابقة للحادثة فان (فرحة) هذه الأسرة بنجاة ومعافاة ابنها هي فرحة كبيرة لاتحدها حدود ،بها تطلق الزعاريد وتذبح الذبائح وتوزع الحلوى والتمر ويصبح البيت قبلة للمهنئين بالسلامة وعودة (الذاكرة) لابنهم.
بل يصبح الأمر (خبرا) تتداوله( الألسن) و وتتناقله( الوسائط) بان الذاكرة قد عادت لابن تلك الأسرة الذي تعرض لحادث.
بمثل ما احتفلت تلك الأسرة بعودة (ذاكرة) إبنها فان الشعب السوداني كانت فرحته كبيرة ولا توصف بعودة (ذاكرة) الأمة السودانية في الإذاعة والتلفزيون بعد ان نجحت القوات المسلحة في تحرير مبنى الإذاعة والتلفزيون من دنس التمرد وإستعاده ذاكرة الأمة من بين يدي المليشيا التي كانت تستهدف من حربها في الأصل (مسح) الهوية السودانية و(طمس) معالمها ،فكان الاستهداف الممنهج لكل( مؤسسة) أو (دارا) ،تحمل تلك الصفات ،ولم تسلم جميعها من عمليات الأعتداء ،فكانت، دار الوثائق والمتحف القومي والدار السودانية للكتب ودور العلم في الجامعات والمدارس واستهداف منارات الإعلام ان كانت في الإذاعة والتلفزيون القومي أوبقية الفضائيات والاذاعات المختلفة ودور الصحف والمطابع.
نعم كان مسح (هوية) الشعب السوداني وتدمير (ارثه) و(تراثه) و(طمس) المعالم الثقافية هي( مقصد) الحرب الاول لان الهدف من ذلك هو التغيير (الديمغرافي) و(استبدال) الشعب السوداني ب(شتات) عرب افريقيا في النيجر ومالي وافريقيا الوسطى وتشاد وغيرها.
إذا فان كثير من المتابعين لهذه الحرب التي شنتها المليشيا استغربوا من استهدافها لمؤسسات الثقافة والتراث والهوية قبل استهداف ممتلكات ونهب بيوت المواطنين والبنوك والشركات والمصانع وغيرها
ولكن ادركوا ان هذه الحرب التي بدأت ب(كذبة) وهي إستعادة الديمقراطية والحكم المدني، واستمرت ب(حقيقة) و هي ان الحرب قامت من اجل القضاء على دولة (56) ودولة 56 هي تاريخ الأمة السودانية ودولة (56) هي طرد الاستعمار ورفع علم الاستقلال ،ودولة (56) هي الحكم الوطني والابداع السوداني في العلم والثقافة والحضارة الممتدة لأكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد.
لهذا فان فرحة الشعب السوداني بعودة ذاكرة الأمة هي فرحة كبيرة لانها تعني ان كل الإرث الثقافي السوداني اصبح تحت حماية القوات المسلحة.
وفرحة الشعب السوداني بعودة ذاكرة الأمة السودانية تعني( فشل) مخطط المليشيا ومن يقف ورائها في طمس ومسح الهوية السودانية وهذا فشل للمخطط الاول وهو عمليات التغيير( الديمغرافي) لان كل المرتزقة الذين اتت بهم المليشيا( لاستبدالهم) بالشعب( السوداني) أصبحوا في عداد الهلكى والموتى.
ان أستعادة ذاكرة الأمة السودانية هي بداية (التعافي) من كل تلك الامراض التي كانت سائدة قبل الحرب ،وبداية لتغيير المفاهييم التقليدية التي تبطيء من عملية التطور والمواكبة ويقدم الشعب السوداني ارثا انسانيا جديدا للعالم بعد ان قدمه في قديم الزمان وشهدت له الحضارة السودانية التي أجمع كل العالم انها أول حضارة في الإنسانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.