منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الشفيع أحمد عمر يكتب : *سناء …. إفادات علي درب الشوك …. ورسائل لواقع مطلوب ….*

0

الشفيع أحمد عمر يكتب :

*سناء …. إفادات علي درب الشوك …. ورسائل لواقع مطلوب ….*

كانت اجاباتها هادئة . و متزنة وواقعية لدرجة بعيدة . تنزل علي السامع سلسة سهلة دون ما تعقيد أو حتي إلتباس . وكانت واضحة وأمينة حتي في الأسئلة الحرجة التي حاصرها بها الأستاذ المحاور . لكن كانت الكلمات تخرج منها صادقة لأنها تتقن الصدق وتدري أنه أفضل وأقصر الطرق إلي درب الحقيقة و التبيان و الوضوح المبين…
سناء حمد من الكوادر ذات الموثوقية العالية . وهي محل ثقة لدي كابينة قيادة الحركة . والحزب علي السواء ..وبحسها المتقدم ..وما يتوافر لديها من معلومات أدركت باكرا أن ما حدث من تغيير علي نظام الإنقاذ الذي تدرجت في مواقع التكليف فيه .ادركت أن الحركة التي تنتمي إليها (والتي تدير أمر الدولة وقتها) قد دخلت إلي معترك جديد مليئ بالتعقيدات و التحديات العظام ..مما يتطلب العمل علي تغيير أساليبها وخططها وتصوراتها ..حتي يمكنها التقدم في (درب الأشواك) هذا وفقا للرؤي الجديدة والمحكمة .و ما ذكرته من مقاربات و مؤشرات هو بلا شك منطوق القيادة . و حديث الهياكل المتقدمة والعليا ..التي تناوشتها السهام من كل جانب وحدب ..حتي من ذوي القربي .. والذين أصاب رؤوسهم دوار الأحداث . فجانبهم التركيز . وأصبحت قراءة الواقع لدي معظم العضوية المنتشرة . فيها كثير من الضبابية . والغبش و أسهم غياب المعلومة . وصعوبة التواصل القريب و إنقطاع التنويرات الأثر الحقيقي في إنفراط عقد (مسبحة) التنظيم ..والذهاب في التفسيرات التي لا تقف (علي أرجل ثابتة ) وقد كان كل ما يقال ..ويتداوله الناس في الأيام الأولي لتغيير العام 2019 لم يخرج من أمانات وهياكل (التنظيم). لأنه وقتها كان تحت (تأثير الصدمة) والذهول جراء (الإنحدار الكلي) للواقع والذي لم يكن في الحسبان ..
الإفادات التي قدمتها سناء هي شهادات للتاريخ وأثبات لمجموعة من الحقائق المهمة .. والإجابات عن إستفهامات حائرة كانت مسار جديل كثيف .. وقد أراح التوضيح البعض . وعمقت الظنون عند أخرين وساد صمت العقل للكثيرين .. ويمكن قراءة هذه الإفادات في التالي :
– إن أجهزة التنظيم الحاكم وعلي أعلي مستوياتها لم يكن لديها أدني رغبة في إحداث أي أعمال عنف او مواجهات لخيام الإعتصامات المنصوبة وسط العاصمة بعكس ما فعلته النسخة الثانية من ضباط التغيير ..مما يعزز فرضية أن التنظيم ليس له أي مسئولية تجاه ما تم لاحقا ..
– كذلك فإن الولاء المطلق .. للوطن فقط و أمن وسلامة البلاد والحفاظ عليها يظل من المبادئ السامية و المقدسة والتي يتجاوز فيها الكل الأطر الضيقة و والمظلات المغلقة المحددة ..
و هو بهذا التسامي فوق كل إعتبار فقد إنحاز العسكر لنبض الشارع والوطن متجاهلين كل الأمور الأخري … كون أنهم يمثلون (لجنة أمنية) لدولة يحكمها نظام معلوم الوجهة والتوجه .. وهو أمر إختلف فيه الناس بين مؤيد ومخالف وفي تقديري أنه يصب في مصلحة (التنظيم) المستقبلية بعكس تقديرات كثير من الحركات العالمية ذات التوجهات الاسلامية العقدية والتي مرت بتحديات و مصاعب مشابهة
– إن نفي الأمين العام للحركة و نائبه بما يدور وسط أروقة الجيش أو بالأحري الأجهزة الأمنية يعني أن ثمة إرتباك و إنقطاع تواصل أو تغييب معلومات قد كان موجودا ما بين أجهزة وهياكل التنظيم الخاصة ..وهذا يعضد الحديث المذكور من (صاحبة الشهادة) وجري علي تصديقها عديد الممسكين بالملفات ذات الصلة بأن (التنظيم) في نسخته الأخيرة ل(عشرة سنوات فائته) أصبح جزرا منعزلة و تحركه (مراكز نفوذ) قوية هي من تمثل (الرأي النهائى) داخله وليس بالضرورة أخذ الإذن أو حتي الشوري من هياكل التنظيم المعلومة ..وكأن لم يتعظ أهل الاختصاص من السابقة بإغتيال أحد الرؤساء .في وقت مضي والتي صاحبها تغييرات واسعة و مهولة وسط الكادر الأمني العامل علي كل المستويات
– من خلال الإفادات المذكورة وضح تماما إستغفال الدعم السريع . لقيادات الصف الأول من التنظيم وذلك بعد أن اتفقا علي (الاعتقال التحوطي) لفترة اسبوعين كحد أقصي ..ريثما تترتب الأمور .. وكانت الخديعة الكبري التي تطاولت سنينا عددا ..و فقدت فيها مجموعة من القيادات المؤثرة و الفاعلة علي رأسها أمينها العام ..
– علي ضوء ما تقدم ..فأن التحدي الفعلي الأن . يتمثل عبور الواقع الحرج والمتأزم . و كيفية (المزج) الحقيقي ما بين القيادات الشابة الحالية و أخذ تطلعاتها وتصوراتها و نزع حالة عدم التوازن الداخلي الذي صاحب فترات ما بعد التغيير والعبور بكل أشواقها هذه الي نقطة إبتداء جديدة تتغلب فيها علي عناصر الشك ..وبناء الثقة الحقيقية والإستناد علي تجربة التدافع الأمثل…. للكادر الملتزم إسهاما مع الجموع الوطنية الثائرة ..في التمترس في الصف الأول . مع الجيش الوطني وتقديم نمازج مدهشة من تضحيات جسام . لا شبيه لها …. فالأزمات الكبيرة والشدائد العظيمة تكشف لك طبيعة ونوع وأصالة الكادر الملتزم الذي يمكن (للتنظيم) تحسس بناءه اللاحق .عليه .. وما هي الطرق المثلي لكيفية الإعداد وبرامج التأهيل اللازمة لخوض المستقبل .عموما ما تم ..قد فاات . و واقع الغد ملبد بغيوم كثيفة ومصاعب جمة لا تحتمل .. ورسائل التتابع .. هي للشباب الرابض علي درب الوجعة الطويل بأن المستقبل الجديد يتطلب فهما مغايرا وتفكيرا عميقا متقدما يستصحب ما ذكرته (السفيرة) في توضيحاتها وتكون (مضابط) المراجعات التي تمت ..و (مخرجاتها) هي أجندة عمل و(عناوين) لخطط طويلة . مصحوبة بطول الصبر وطول الأمل وطول الرجاء …

*الشفيع*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.