محفوظ عابدين يكتب: *أمن المجتمع*
مسارات
حسنا فعل مدير عام قوات الشرطة بتعيين اللواء سيف الدين أحمد الحاج مديرا لشرطة( أمن المجتمع) في السودان.
ويجيء هذا التعيين في وقت مهم تحتاج إليه البلاد في مثل هذه الظروف التي تعيشها لهذا( الادارة) منذ ذهاب حكم (البشير) وحتى الآن فقد شهدت البلاد في تلك الفترة (خللا) كبيرا بسبب
(القوى السياسية ) التي تولت إدارة البلاد بعد ابريل 2019م حيث شهدت تلك الفترة (سيولة) أمنية وسياسية لم تشهدها البلاد منذ فجر الاستقلال وحتى الآن ،بل لم تكتف بهذه السيولة( الأمنية) و(السياسية) ولكن انتهت بحرب قضت على( الأخضر) و(اليابس)،بل استهدفت الهوية السودانية الثقافية والحضارية بل استهدفت الانسان السوداني صاحب هذا الإرث الثقافي والحضاري في محاولة يائسة لتغيير (ديمغرافي) لإقامة دولة جديدة بمفاهيم جديدة على الطريقة (الاسرائيلية) في فلسطين أو اكثر من تلك ولكنها تحطمت تلك (الاحلام) بصمود القوات المسلحة ومساندة الشعب السوداني لها.
فقد كشفت تلك الحرب الكثير من المهددات الأمنية التي كانت تتخفى وراء (جدر) تحمل لافتات مختلفة ،وخطرها يحدق بالشعب السوداني من كل (صوب) و(حدب).
ويكفي واحدة من تلك( المهددات) التي كشفتها الحرب هو الوجود( الأجنبي) الكثيف الذي كانت تحتضته عاصمة البلاد الخرطوم فقد بلغ (11) مليون اجنبي فلك ان تتخيل هذا العدد الكبير من( الاجانب) الذي يساوي عدد سكان دولة أو دولتين من الدول قليلة السكان.
وهؤلاء الاجانب في السودان هم جميعا مثل مرض (السرطان) منهم (حميد) وجلهم (خبيث) وفي نهاية كلهم (خطر) يتهدد( صحة) الامن للمجتمع السوداني.
واعتقد ان شرطة (امن المجتمع) هي (الجرعات الكيماوية) التي توقف انتشار (السرطان) في جسم السودان ،بل تعمل على( تساقط )الاجانب من السودان كما يتساقط (شعر) مريض السرطان من( راسه) بسبب تلك الجرعات الكيماوية.
وشرطة أمن المجتمع لو بدأت بملف الوجود الأجنبية مع الجهات ذات الإختصاص المشترك تكون قد قطعت نسبة( 50%) من مهمتها لان كل المهددات الأمنية التي تستهدف المجتمع السوداني بسببها الاجانب
ولعل الخطر الثاني الذي يتهدد سلامة المجتمع السوداني هو الانتشار الكثيف (للمخدرات) خاصة في فترة حكم (الحرية والتغيير) والذي يبدو ان واحدة من أهدافها (تغيير )أخلاق وعادات الشعب السوداني الجميلة،وهو جزء من المخطط الأجنبي الذي كانت تتبادل فيه الحرية والتغيير ومليشيا الدعم السريع (الادوار ) في تنفيذ المخطط الدولي الذي كان (ينفذ) على مراحل، و(انتشار) المخدرات وسط الشباب والطلاب في الجامعات والمدارس واغراقهم في (وحل) الخمول و(الفساد )و(الجرائم) واخراجهم من دائرة الفعل الأيجابي لنهضة واستقرار السودان.
وإن فعلت شرطة (أمن المجتمع) بالتعاون مع جهة الإختصاص في مكافحة (المخدرات) وسدت كل( المعابر) التي تدخل منها فان مهمة شرطة امن المجتمع ستكون مهمة سهلة جدا في تحقيق اهدافها بتأمين المجتمع من كل المهددات التي تحيط به من كل جانب.
ويبدو ان اختيار اللواء شرطة سيف الدين أحمد الحاج لهذه المهمة لم يكن (خبط عشواء) لان في الشرطة العشرات من يحملون مثل هذه الرتبة رتبة( لواء) ولكن يبدو انه توفرت فيه مميزات جعلته يتقدم كل المرشحين لهذا المنصب وقد تكون بعضا من هذه المميزات معروفة لدى( اقرانه) ،ومنها من تكون معروفة لأهله و(جيرانه)،ولكن معرفة القيادة لصفاته هو( المعيار) الذي جعله يتقدم في (مارثون) الوصول لهذا (المنصب)
ويجيء اختيار مدينة (عطبرة) لتكون رئاسة لأدارة شرطة ( أمن المجتمع) ،اختيار موفق لدرجة كبيرة لان اختيار المكان هو جزء مهم في نجاح تلك للادارة في مهمتها وتحقيق (امن المجتمع) لان عطبرة هي أصبحت منطقة وسط ما بين العاصمة (المنكوبة) الخرطوم ،وبين العاصمة (الادارية) بورتسودان،وبالتالي هي تكون أقرب الى مناطق التعدين التي أصبحت منطقة جاذبة للاجانب وانتشار المخدرات،وبالتالي تكون هذه البقعة تحت( نظرها )مباشرة وعبرها ممكن تصل الى كل الخيوط التي تقودها الى معرفة( العصابات) الرئيسية و(الفرعية) و(الدولية) منها و(الاقليمية) و(المحلية) التي تحاول ان تغرق البلاد في هذا (الوحل ).
والجميع في انتظار أول تصريح من اللواء شرطة سيف الدين أحمد الحاج الذي يدخل أسمه في دائرة( الاضواء) اكثر مما كان عليه خاصة اذا حققت ادارته نجاحا( سريعا) و(كبيرا) .