منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي ادم احمد يكتب: *النصر اخضر اللون*

0

لم نشهد على مدى تاريخنا السياسي صراع على السلطة بهذا الشكل الماساوي والدراماتيكي الذي راح ضحيته الاف الشهداء والجرحى والمفقودين لقد خلف فراغ السلطة بعد سقوط نظام المؤتمر الوطني حالة من السباق والصراع بادوات مختلفة من اجل اختطاف السلطة مهما كان الثمن الذي سيدفع وليس اخرها الاطاري المشؤوم الذي ادخل البلاد في حرب لم تبقي ولم تذر دفع فيها الشعب السوداني اثمان باهظة ولا اظن ان تطوى هذه الصفحة دون اجراءات سياسية وقانونية قاسية ليتحمل كل اطرافها نصيبآ من المسؤولية القانونية والاخلاقية والسياسية ٠
الحديث عن شركاء النصر والداعمين للقوات المسلحة صار ياخذ منحيات تصاعدية في اروقة تلك الاجسام السياسية والحركات المسلحة ولجان المقاومة الشعبية المسلحة في ظاهرة تنذر ببداية شكل جديد من اشكال الصراع السياسي السوداني كاننا لم نتعلم من كل هذه المآسئ والفشل الذي لازم حياتنا السياسية والاجتماعية بدلآ من الانخراط في نقد التجربة السياسية الفاشلة التي لازمت الدولة السودانية من ٥٦ حتى هذه الحرب بدانا باعادة انتاج الازمة قبل ان يهدا غبار المعركة دون احترام او تقدير لارواح والشهداء والمكلومين من ابناء الشعب السوداني هذا بالضرورة يحعلنا نتسال عن قدرة هذه الاحزاب والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني الاخرى في انتاج عملية او تجربة سياسية رشيدة تستطيع ان تحفظ البلاد من المنزلقات الامنية والاجتماعية المدمرة ٠
هذه الاحزاب والحركات والمنظمات معظمها تعاني من فقر سياسي وفكري وغير قادرة على ادارة شؤونها الداخلية فكل تحركاتها تقوم في الاساس على الفردانية والنفوذ المناطقي او القبلي او تكون تابعة لمحاور اقليمية ودولية كما شاهدناها في الفترة الاخيرة بالتالي لا يمكن ان يكون لديها القدرة على خلق واقع يمكن ان يسهم في استقرار الدولة دون ان تقوم الاحزاب والحركات بمراجعات حقيقية وجذرية من اجل اصلاح شانها اولآ ومن ثم يمكنها الحديث عن اقامت نظام ديمقراطي مدني وطني ٠
بالضرورة دعمها للقوات المسلحة وهي على هذه الشاكلة من العلل والامراض سيكون مضرآ للقوات المسلحة والدولة في آن لابد ان نتجرد من العواطف ونحن نتحدث عن معركة الكرامة ومواقف الاحزاب والحركات ولجان المقاومة الشعبية الداعمه للقوات المسلحة حسنآ فعلت قيادات القوات المسلحة وهي تشير بانها لن تكون طرف في اي عملية سياسية ولن تكون شريك لاي قوة سياسية او اجتماعية في الفترة الانتقالية التي تعقب هذه الحرب ٠

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.