صادق ساتي يكتب: *معالم على طريق المقاومة الشعبية*
الأمة السودانية لن تكون مستفيدة من ثمن الحرب الذي دفعته إخراج وخراب للديار، ونهب للأملاك ، وأرواح ودماء، وكرامة مهدرة ، وأنتهاك الأعراض.، لن تستفيد الأمة السودانية من هذا الثمن الغالي الذي دفعته إن لم تجعل الأمة من المقاومة الشعبية أكبر تنظيم مجتمعي يتحطم على شاطئه……
طموح المستعمر،
ويقهر دناءة العملاء، ويعي فهلوة وإستهبال قحّاطة عرمان ،
ويمنع مظاهر التسييب في المجتمع مخدرات وشواذ وخمور.
لن تستفيد الأمة السودانية من ثمن الحرب الذي دفعته غاليا إن لم تكن المقاومة الشعبية أعلى من كل مؤسسات الدولة النظامية، الحكومة المركزية، والأجهزة الأمنية بما فيها جيش البلاد، ومن الأحزاب السياسية والحركات المسلّحة.
تنظيمات الأمم في كل العالم هي التي تضع وتحمي مبادئ ما قبل الدستور والتي هي مرجع الدستور والتشريعات والقوانين ،ولذلك هي أعلى تنظيم في كل الدول.
ما فعلته مؤسسات المجتمع الأمريكي عندما رفض ترامب الإلتزام بنتائج الإنتخابات الرئاسيه، مؤسسات المجتمع الأمريكي أدخلت ترامب في علبه في زمن قياسي.
وكذلك مؤسسات المجتمع التركي أنزلت جنود الجيش من دباباته عندما انقلب على النظام المعتمد بالدستور.
وهكذا المجتمعات الحرّة دائما، هي أعلى سلطة في الدولة الحديثة.
وحتى في الشركات التجارية والمؤسسات، أعلى سلطة فيها هي الجمعية العمومية.
وكذلك الحال في الصلاة التي نؤديها خمس مرات في اليوم، الإمام والمصلين ملتزمين بمنهج صارم لا يستطيع الإمام تجاوزه لا عمدا ولا سهوا فنطام الصلاة محروس بالمصلين، وما الإمام إلا قائدا ملتزم بمنهج الصلاة.
لابد أن تخرج الأمة السودانية بعد هذا الإبتلاء العظيم لابد أن تخرج وهي سيدة بلدها لا يعلوها طموح مستعمر ولا غدر عميل ولا حتى طموح مغامر عسكري أو فهلوة سياسي مدني.
الله أكبر
الأمة معلوم أنها لا تجتمع على ضلالة، هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله أجمعين، الأمة لا تجتمع على عمالة ولا خيانة ولا فساد ولا إلحاد ولا على قوانين تحمي تجارة الخمور والمخدرات والشذوذ.
تنظيم الأمم مؤسسة مجتمع لا تنافس الأحزاب السياسية في رئاسة ووزارة ومعتمدية، التنظيم المجتمعي للأمة السودانية قوته تكمن في قوة المجتمع، الآن كلنا نشهد كيف أن الحكومة السياسية والجيش والأجهزة الأمنية ينفذون أمر المقاومة الشعبية رغم الضغوط العالمية من المستعمر والعملاء على القادة، الشعوب إرادتها لا تنهزم.
وللذين يخافون أن تتجدد محنة الجنجويد في المقاومة الشعبية مستقبلا نقول:
هنالك فرق بين أن تكون المقاومة الشعبية تحت إمرة جيشها الوطني المتخصص المهني، وبين أن تكون المقاومة الشعبية صوتها هو الأعلى عند تحديد:
من هو الذي يجب أن تحارب الأمة السودانية ومن تصالح؟
متى تحارب الأمة السودانية ومتي تقبل الصلح؟
كيف تضع الأمة العقيدة القتالية لجيشها، وما هي تشريعات الدولة تجاه العملاء والخونة والمأجورين.
عندما يعم السلام في البلد المقاومة الشعبية لن تحمل السلاح، ولن تسمح لأي جهة كانت أن تحمل السلاح، وسيكون السلاح حكرا على مؤسسة الدولة الرسمية المهنية قوات الشعب المسلحة السودانية.
يعني ذلك أنه لا علاقة بالحالة التي وصل لها حميدتي والدعم السريع وما يمكن أن تصل له المقاومة الشعبية في تطوراتها المختلفة.
المقاومة الشعبية تنظيم قوته هي قوة المجتمع، وقوة المجتمع لا تتوفر ولا تجتمع على ضلالة أبدا، لأنها ليس لها إمتياز إختيار رئيس ولا وزير، ولا هي تدعم حزبا سياسيا، ولا تمنح رواتب وإمتيازات.
هي مثل صلاة الجماعة تجتمع لتحمي الإيمان والوطن والقيم والمكارم والأخلاق والمبادئ وتمنع سيولة المجتمع والفساد والمخدرات والشذوذ والخروج عن معروف الإنسانية. وينصرف أفرادها كل لوجهته وحزبه كما ينصرف الناس من الصلاة بالسلام.