د. عصام بطران يكتب: *البرهان في ولاية الخرطوم: (دلالات التوقيت) !!*
قبل ايام قلائل تطرقت الى الزيارات المتتالية للفريق اول عبدالفتاح البرهان الى عدد كبير من الفرق والمناطق العسكرية التي تقع جغرافيا في الولايات والتقائه بالولاة باستثناء ولاية الخرطوم ، على الرغم من زياراته المتعددة الى منطقة وادي سيدنا التي تقع ضمن الرقعة الجغرافية لولاية الخرطوم لم يكن (الاستدراك) لزيارة ولاية الخرطوم مطلب لتفقد حكومة الولاية ومواطنيها الصامدين في اجزاء واسعة من المحليات الامنة التي استعادتها القوات المسلحة وانما تجسد الزيارة رمزية تكمن في استعادة الثقة لمواطن الخرطوم من صدمة اندلاع الحرب وموجة النزوح واللجوء والتشرد. زيارة البرهان الاولى الى ولاية الخرطوم والالتقاء بالوالي احمد عثمان حمزة رئيس لجنة امن الولاية واعضاء اللجنة له دلالات مهمة من حيث التوقيت خاصة بعد استعادة منطقة امدرمان الكبرى وسير العمليات في محليات بحري والخرطوم بصورة واسعة يجعل من خيارات المواطنين العودة الطوعية الى منازلهم بعد عام من النزوح الى الولايات الاخرى.. اهم (الدلالات) من واقع توقيت زيارة البرهان الى ولاية الخرطوم واشادته بالتضحيات وتثمينه الجهود الكبيرة لحكومة ولاية الخرطوم وتاكيده على دعمها للإستمرار في استقرار المواطنين هو ارسال رسالة في بريد الشعور بعودة الامن التدريجي الى الولاية المنكوبة. والي الخرطوم خاطب البرهان بلسان حال (عزيز القوم الذ ذل) قائلا: (فقدنا كل مواردنا المالية وما يصلنا من دعم يوجه لخدمات المواطنين والعاملين بلا مرتبات لمدة 9 اشهر) ، هذا بعد ان كانت ولاية الخرطوم منارة الولايات والعاملين فيها نوارة الخدمة المدنية بلا استثناء حيث ظلوا يقدمون الغالي من ارواحهم في سبيل تخليص الوطن من جور المليشيا المتمردة ، وقد كانت الخرطوم تحتضن العاصمة القومية ومرافق الحكومة الاتحادية وترفد الولايات الاخرى بفائض مخصصات قسمة الموارد الاتحادية فمن الاولى اكرام العاملين بالولاية بصرف مرتباتهم التي افتقدوها مع ممتلكاتهم المغتصبة من المليشيا.