اشرف خليل يكتب: *مريم الاخري!.*
دققت في خطوات مريم الصادق الباريسية المجتزأة عبر كاميرات الفيديو في موسم ردم مؤتمر باريس وحاولت ان اراها مجددا..
واصطدت من بين ركام الهرج والمرج كلمات مريم الحري:
(والله ما بعتو)..
كانت ترد على اتهامات (الجمهرة) ببيع الوطن!..
أطل منها حزن عميق ودموع ليست للنسيان..
وبرغم عسر اللحظة تمدد وجدها أقوى وأبعد من تلك اللحظة المخنوقة..
ليعبر إلى اتساع لا يريده (الاوغاد) و(الأبالسة) وبعض (البلابسة)..
كانت تقول:
(ليس مقبولا ما يحصل)..
(انني اعطيت ما استبقيت شيئاً)..
ودعونا من أمر العنصر المعنوي..
لي زعم قديم ان لمريم الصادق موقف وطني وجيد..
كان هذا من قبل الحرب بزمن..
ابحثوا لها عن موقف واحد تلبست فيه بتلك (الظنون)..
متى اساءت للجيش.. متى دعمت المليشيا؟!..
تصريح واحد ويتيم يكفي لإسكاتي..
ولا ادري سببا لكل ذلك التنمر الذي شمل البعض في أمر د. مريم الصادق..
صحيح إنها فشلت في قيادة الحزب الكبير للاضلاع بدوره المهم في ترتيب الحياة والسير..
وان صوتها كان ضعيفا في (قحت) (تقدم)، إذ لم تفلح محاولاتها المستميتة -حتى الآن- في تعديل الدفة وتصحيح المسار..
ولكنها تحاول ..
وهي ليست وحدها المسئولة عن تلك التقاطعات..
فجأة تباعدت المنصات وذهب الخليل عن الخليل..
فهل تأتي وحدها من غير ناسها وفصيلتها ودون رقبة؟!..
ام (تبكي بس)؟!..
ثمة تعقيدات كثيرة في خطوط السَير والحيوات والسَّير..
(ومن لم يكن بلا خطيئة فليرمها بحجر)..
مريم لا تتباكى ..
تبكي عن حرقة وأسى..
واظنها تبكي ذات الأصوات التي تناوشتها غداة المؤتمر..
فبينما كانت محتاجة (لمقالدتهم) و(البكاء معاهم) علي التفريط في أمر البلاد، افرط (الدرب الحسود) في (تشتيت الجهود)..
قد لا تعود مريم من الدموع التي سكنتها..
وقد لا تجف المدامع النادمة..
فمتى نبكي نحن اسرافنا في امرنا..
ماذا تبقى لنا بعد الحرب من نار لنشعلها؟!..
قد غفرنا للبرهان ونسينا كل الفات بفتح صفحة جديدة وناصعة ليس فيها إلا (الرمي قدام)..
فلماذا نغلق الأبواب ونوصد القلوب في معركة استعادة القلوب، وهي التي نعرف انها بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء!.
*أشرف خليل*