منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. عثمان البشير الكباشي يكتب : *محكمة الشيماء الدلالي قضية ام رسالة؟*

0

د. عثمان البشير الكباشي يكتب :

*محكمة الشيماء الدلالي قضية ام رسالة؟*

تنعقد اليوم الثلاثاء السابع من مايو 2024 بلندن المحكمة للنظر في القضية التي رفعتها الشيماء الدلالي الطالبة البريطانية من أصول تونسية وسودانية والتي سبق أن فازت في انتخابات حرة قبل عامين برئاسة اتحاد الطلاب في بريطانيا بأغلبية الثلثين ، ولكن اللوبي الصهيوني كاد لها حتى عزلتها الجامعة عن رئاسة الإتحاد التي وصلتها عبر صندوق الانتخابات ولكن تبين أن للديموقراطية تعريفات أخرى في ذهنية الصهاينة وليست حكم الأغلبية كما توهمنا في العالم الثالث .
لجأت الشيماء للمحكمة لاسترداد حق آلاف الطلاب الذين انتخبوها. محاكمة اليوم أكبر من مجرد نزاع قانوني عادي بين أطراف .
ولكن القضية هى التجلي الأهم لرمزية صراع الأجيال الجديدة من الشباب المسلم وحلفاؤهم من الأحرار بمختلف دياناتهم مع الصهيونية الاستعمارية المتعجرفة الظالمة .
ومهما تكون نتيجة المحكمة فقد أثبتت القضية مدى هشاشة الإدعاء والوهم الكذوب بسيطرة السردية الصهيونية على عقول الأجيال الجديدة في عقر دار الغرب ومن بريطانيا صاحبة وعد بلفور والدولة الاستعمارية التي زرعت الكيان الصهيوني في خاصرة الأمة.
انتخاب الشيماء رئيسة للاتحاد بأغلبية الثلثين هو الحدث الأهم بكل دلالاته السياسية ، وهو رمزية للتغيير الكبير في الأجيال الجديدة وهو المؤشر الأهم على من يملك المستقبل ، وهو البشرى الأعظم بقرب إفول نجم الصهيونية وانهيار أباطليلهم.
وعزلها وهى المنتخبة هو دليل آخر على هزلية دعوى الديموقراطية التي تشبه عند الصهاينة وحلفاؤهم آلهة العجوة التي يأكلونها إذا ثار فيهم جوعهم لقهر وإذلال الشعوب والوصاية على خياراتهم حتى لو كانت عبر انتخابات مبرأة من كل شبهة .
لقد أسقط القوم القداسة عن الديموقراطية بمجرد أن تكون نتائجها لغير دعواهم ، حتى لو كانت نتيجة اتحاد طلاب في داخل بريطانيا ( العظمى )
تتزامن المحكمة مع مظاهرات الجامعات الأمريكية والبريطانية والغربية ضد الابادة الصهيونية لأهل غزة .
انتخاب الشيماء رئيسة للإتحاد كان يبدو قبل عامين حدثا ملفتا للنظر ومؤشر لأحداث قادمة ما كانت منظورة حتى
جاءت تظاهرات واعتصامات طلاب جامعات أمريكا وأوروبا ضد الصهاينة لتفسر للعالم بأن انقلابا مفاهيميا ضخما يتشكل وبقوة في وعى الشباب الأمريكي والأوروبي ، وأنه يوما بالغ تمامه في اقتلاع الاستعمار والوصاية الصهيونية على أمريكا وأوروبا والتي تشبه الاحتلال الصهيوني لفلسطين في المضمون وإن اختلف الشكل.
على كل ومهما كانت نتيجة المحكمة فإن المؤكد بأنها ستكون محطة ستخلد في كتاب تاريخ إفول نجم الصهيونية الظالمة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.