————
ولا تحتاج المأساة في ود النورة إلى تلك المقدمات والتواشيح والموشحات..
انه وقت القصاص..
كيف ننتقم لهؤلاء الأبرياء..
ابن ذهبت القوة التي دخلت ود النوبة الآن؟!..
في اي جحر انحشرت؟!..
لا صلة لنا ولا دخل بكامل المشهد..
ود النورة اختزلت كل شئ..
صارت كل شئ..
كل النقاشات مؤجلة إلى ما بعد القصاص..
(بنكملهم جت)..
و(بنسحقهم زت)..
ونبلعهم (جب وجب)..
ود النورة خيمتنا الاخيرة..
(مبتدانا ومنتهانا)..
ستحدثوني عن الحكمة..
الحكمة لا تغادر قصاصنا لود النورة..
بلغ الاوباش فيها أقصى مدى من الصلف والغطرسة والاستبداد..
ولابد أن تحرقهم ذات النيران التي أشعلوها..
لو تبقت لنا حفنة واهنة من الرصاص والرجال فإن ود النورة هي المقصد والمراد..
الغضب المقدس والزئير..
فليجربوا غضبنا..
تعودوا على المقدمات (التحانيس)
وتعودنا على الصبر وسياسة النفس الطويل..
ود النورة غيرتنا..
(خشوا في اللحم الحي)..
لنكون علي ذات الغضب والمرجل..
عدو بلا اخلاق ولا ذمة..
نحن ذاتنا ما عندنا ليهم اخلاق..
(ديل ما ناس)..
فليمصصوا ام قرون..
فوالله من بعد ود النورة استحال العار زمنا مستحيلا فاستبد بنا ضمير غسله والانتقام..
لن نعود الي ذواتنا إلا بعد آخذ الثارات..
نثأر اولا ثم نعاود حربنا..
نفش غبينتنا اولا ولتخرب مدينتنا..
(التبقي تبقي)!..
دماء النورة (حسابه برا)..
و(كلو كوم ورد النورة كوم)..
(اغضب ولا تسمع أحد
اغضب
فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب فإن الأرض تـُحني رأسها للغاضبين
اغضب فإن الريح تذبح سنبلات القمح
تعصف كيفما شاءت بغصن الياسمين
اغضب ستلقىَ الأرض بركانا
ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبين
اغضب فإن حدائق الزيتون
لا تؤوى كلاب الصيد
لاتنسى دماء الراحلين
الأرض تحزن حين ترتجف النسور
ويحتويها الخوف والحزن الدفين
الأرض تحزن حين يسترخى الرجال
مع النهاية عاجزين
اغضب فإن قوافل الزمن الملوث
تحرق الأحلام
فى عين الصغار الضائعين
اغضب فإن العار يسكـُنـُنا
ويسرق من عيون الناسلون
الفرح يقتـُل فى جوانحنا الحنين
ارفض زمان العهر
والمجد المدنس
تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب ففى جثث الصغار
سنابل تنمو
وفى الأحشاء ينتفض الجنين
اغضب فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب فإن الناس حولك
نائمون
وكاذبون
وعاهرون
ومنتشون بسكرة العجز المهين
اغضب إذا صليت أو عانقت كعبتك الشريفة
مثل كل المؤمنين
اغضب فإن الله لا يرضى الهوان لأمة
كانت – ورب الناس – خير العالمين
فالله لم يخلق شعوبا تستكين)..
*فاروق جويدة واشرف خليل*
……
#منصة_اشواق_السودان
