ابراهيم عثمان يكتب : *هوامش على متن الخيبة .. كلاكيت ثاتي مرة*
▪️كثيرون تابعوا خطاب المتمرد حميدتي عبر تلفزيونات/ شاشات/ هواتف غير التي كانوا يملكونها، بعد أن نهب ضباطه وجنوده ومرتزقته تلفزيوناتهم وشاشاتهم وهواتفهم ، وقد أصبح حديثه عن الإغاثة يعني الكثيرين منهم لأنهم قد نهبوا أيضاً أموالهم ونهبوا محاصيل بعضهم، والأكيد أنه في لحظة بث الخطاب كانت هناك عمليات نهب جارية .. لم يحدث في تاريخ التمردات أن كانت المسافة بين الأفعال والأقوال بهذا الاتساع !
▪️قال المتمرد حميدتي في خطابه الأخير إنه يتمسك باتفاق ( يبعدنا نحن العسكريين من السياسة )، تُرَى، كم يحتاج المرء من “التغابي” ليصدق أن غاية المتمرد حميدتي من الحرب هي ابتعاده الحقيقي من السياسة والسلطة ؟ وكم يحتاج من التغابي ليصدق أنه سيقبل فعلاً بالابتعاد دون أن يكون ابتعاداً شكلياً يضمن له تحكم أكبر عبر وكلاء/ احاضنة يتحكم فيها بالكامل ؟ أقول “التغابي” لأنه لا يوجد غباء يكفي للتصديق !
▪️ لو كان لدى التنسيقية القحتية الحد الأدنى من القناعة بصدقية ونظافة وعدها الديمقراطي لكان أهم وأكبر مجهود تبذله الآن هو النأي به عن الوعد الديمقراطي الكاذب شديد القذارة الذي يعد به آل دقلو !
▪️ لا شيء سوى “الشديد القوي” يمكن أن يجبر قوىً سياسيةً على تقاسم الكراهية مع المتمردين الذين لم يتركوا باباً لكراهية الشعب لهم إلا وطرقوه بقوة وبإلحاح لا يسمح أبداً بعدم الاستجابة ! ولا يسمح أبداً بعدم شمول داعميهم بذات الكراهية !
▪️ اعتماد التنسيقية القحتية على المتمردين، ورغبتها في أن يكون تفاوضهم نيابة عنها ومن أجل انفرادها بالسلطة، هذان العاملان يجعلان الإثبات الوحيد لمبدئية وصدقية إيمانها بالسلام وبوقف الحرب هو قبولها بوقفها بدون الاتفاق على انفرادها بالسلطة أو هيمنتها عليها والتحكم في نوع وعدد مشاركيها فيها !
▪️ ما لم تفطن له التنسيقية القحتية هو أنها بموقفها من المتمردين، وبتعامل المتمردين مع قضية انفرادها بالحكم كأحد أهم “جذور المشكلة” الواجب مخاطبتها بالتفاوض، قد هبطت “بقضيتها” من علياء “الادعاء الثوري” وادعاء “تمثيل الشعب” إلى درك تمثيل المتمردين الذين يشنون حرباً قذرة على الشعب !
▪️من أهم وأصدق أسئلة الراهن : هل تملك التنسيقية القحتية التي – تضم عرمان وأسماء محمود والنور حمد وعمر القراي وجعفر حسن – من أخلاق الكبار و”التسامح مع الآخر” ما يكفي لامتناعها عن التحامل على المدنيين في القرى المستباحة، الذين تعلم أنهم في غالبهم، على الضد منها، يعادون الميليشيا، ويناصرون الجيش، ويستعجلون قدومه، ويحتفلون به عندما يصلهم ؟
▪️ السؤال الآخر الجوهري الذي ينبغي ألا يغيب عن أذهان قاددة التنسيقية القحتية هو : ما مدى استعداد الشعب لقبول فكرة أن يختار لهم حكامهم، أو حتى يشارك في اختيارهم، المتمرد حميدتي الذي عندما تمكن من الانفراد بهم اختار لهم الإفقار والإذلال والطرد من البيوت والموت في حالة المقاومة، وأحياناً بدونها !
▪️ المسافة بين المواطنين والقحاتة/ التنسيقيين تساوي المسافة بين نظرتين إلى المتمردين: نظرة إليهم كعدو يشن حرباً مباشرة عليهم، ويستحق بسببها المحاسبة الشديدة، ويستحقها معه كل المتواطئين معه، ونظرة إليه كصديق تعرض لعدوان وفي أثناء الدفاع عن نفسه وقع في “تفلتات” لا تستحق تسمية “الحرب على المدنيين”، وله قضية عادلة، ويستحق أن ينال، بالتفاوض، من المكافآت ما يكفيه ويفيض على حلفائه !
▪️لا يمكن للتنسيقية القحتية أن ترفض تصنيف الميليشيا المتمردة كجماعة إرهابية دون أن يكون في هذا الرفض قدراً كبيراً من التحامل على الضحايا، ودون أن يكون فيه إلغاءً لتعريف الإرهاب وإخراجاً لكل الجرائم منه ( القتل العمد، الاغتصاب، الخطف، الابتزاز وفرض الاتاوات، السرقة، النهب، احتلال البيوت، التخريب .. إلخ ) مهما كانت ممنهجة ومقصودة وواسعة النطاق !
▪️إذا أراد أستاذ منطق أن يشرح لتلاميذه “سوء التعليل” بمثال من خطابات الساسة، فلا أعتقد أنه سيجد ما هو أنسب من قول حالد سلك ( الدعم السريع ما حق السودان، ما حق الدولة، حق حميدتي وأخوه، حقهم هم، داير تبعدهم توديهم وين ؟ )، هذا القول الذي يحول تمكُّن حميدتي وأخوه في السنوات الأخيرة من الامتلاك الفعلي الكامل لقوات تمولها الدولة من عيب أولَى بالمعالجة إلى ميزة تؤهلهما لميزة أخرى واستثناء خاص من قاعدة ابتعاد العسكريين من السياسة !
▪️ إذا كان هناك شخص لا يعرف انتماءات ( ياسر عرمان، النور حمد، آمنة المكي، زينب المهدي، محمد عصمت، جعفر حسن، محمد لطيف، فيصل محمد صالح )، وتابع تصريحاتهم وشروطهم لإخلاء المنازل والمرافق، وعلم أنه لا يوجد من قادة ومستشاري الميليشيا المتمردة من صرح أو اشترط مثلها، فإن الذي سيغلب على ظنه أن هؤلاء يمثلون جناحاً متطرفاً في الميليشيا المتمردة !
……
#منصة_اشواق_السودان