عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب: قراءة في تقرير الفورن بولسي
عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب:
قراءة في تقرير الفورن بولسي
*تقرير ال فورن بولسي الأمريكية :هل هو محاولة لتغطية الفشل و العجز الأمريكي أم خارطة جديدة للسياسة الأمريكية*
* نشرت دورية ال “فورين بوليسي” الأمريكية في يونيو 2024 تقريراً يتهم الإمارات بدعم مليشيا “الدعم السريع” و دورها في إطالة أمد الحرب في السودان ، حيث تناول التقرير بالتفصيل كيف ساهم الدعم الإماراتي في تمكين المليشيا من الاستمرار في القتال و تعزيز قوتها مما أدى إلى تعقيد الجهود الدولية لحل النزاع.
* أثار التقرير جدلاً واسعاً حول مدى تأثير دعم الإمارات للمليشيا المتمردة في إطالة أمد الحرب بتزويدها للمليشيا بالأسلحة و الموارد ، و أشار التقرير إلى أن هذا الدعم لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يشمل أيضًا حماية المصالح الاقتصادية الإماراتية في السودان، خاصة في مجال تجارة الذهب.
* تواجه الإمارات ضغوطاً متزايدة من المجتمع الدولي و من الولايات المتحدة على إستحياء التي تجد نفسها في موقف صعب بسبب تراجع نفوذها في المنطقة ، هذا التراجع الأمريكي يمكن إعتباره جزء من إستراتيجية أوسع تعكس فشل واشنطن في لعب دور الوسيط المحايد في الصراع السوداني سواءً في جنيف أو القاهرة .
* تتزايد هذه الضغوط يوماً بعد يوم على الإمارات بالرغم من نفيها تقديم دعم لمليشيا الدعم السريع، حيث أن هذا الدعم ساهم بشكل كبير في تقوية المليشيا و تمكينها من مواصلة القتال ضد القوات الحكومية مما أدى إلى إطالة أمد الحرب و زيادة معاناة الشعب السوداني .
* فشل الإمارات في تسويق نفسها بشكل جيد من خلال الوساطة و طرقها للمواضيع الإنسانية التي نتجت من الحرب دون الإشارة لدور المليشيا المتمردة فيها مما جعل السودان يتمسك بموقفه الرافض لأي دور للإمارات في حل الصراع ، مما أضعف من قدرة الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط جدية على الإمارات للحد من دعمها للميليشيا المتمردة حيث يعكس التقرير الإنتقادات المتزايدة للولايات المتحدة لفشلها في كبح جماح الإمارات و دورها في الصراع .
* إن تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة و السياسات الأمريكية الحالية تعكس عجزاً عن فرض ضغوط حقيقية على الإمارات للحد من دعمها للمليشيا المتمردة و يعزز من الصراع مما يضع أمريكا و حليفتها في موقف لا يجعلهما وسيطاً محايداً في وقف الحرب في السودان .
* إن تسليط الضوء على الإمارات في دعمها للمليشيا من خلال هذا التقرير ربما يكون خارطة طريق جديدة للسياسة الأمريكية تجاه الصراع الدائر في السودان أو ربما هو محاولة لتغطية فشلها في إدارة الأزمة السودانية بشكل فعال .