منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة جيش بأخلاقِ يُوسف

0

`زاوية خاصة`

`نايلة علي محمد الخليفة`

`جيش بأخلاقِ يُوسف`

بعد أن بسط الجيش سيطرته على مدينة سنجة ، قفز إلى ذهني سؤال فحواه ، ماهو مصير القرى التي تقع مابين مدينة سنار وسنجة ، وحسب معرفتي بها تعد من أكبر الحواضن الإجتماعية للمليشيا ، قبل إندلاع التمرد ، بل وبعد التمرد مباشرة أصبحت هذه القرى، خط إمداد بشري تستنفر أبنائها لفزع المقاتلين ، بمناطق الحرب في الخرطوم ، والأخطر من ذلك أن منهوبات الخرطوم ، كانت تعبر ولاية الجزيرة وصولاً لسنار ، حيث الحواضن الإجتماعية ، الأمر الذي شجع الأهالي باستنفار كل القادرين ، على حمل السلاح للحاق بركب ~الاشاوس~ ، ونيل نصيبهم من غنائم ، مواطني الخرطوم والجزيرة لاحقاً.

سار فضولي بعد معركة استعادة سنجة ، لمعرفة ما سيلحق بهذه الحواضن ، وما المصير الذي ينتظرها ، فحاولت تقصي الأمر ، فعرفت أن هذه القرى والحواضن ، لم يبقى فيها سوى كبار السن ، والنساء والأطفال ، اما المقاتلين فهم مابين مجغوم و معرد ، لا يدري إلى أين ينتهي به المصير ، وبعضهم قادة مازالوا في الخرطوم ، لا يُعلم عن أمرهم شيء .

تداولت وسائط التواصل الإجتماعي ، فيديو يُظهر تواجد القوات المسلحة ، في واحدة من أكبر الحواضن الإجتماعية للجنجويد ، في منطقة المنتصف بين سنجة وسنار ، يتحدث فيه أحد جنود القوات المسلحة ، وقد أجاب على كل التسؤلات ، التي تدور برأس كل من يبحث عن مصير حواضن المليشيا ، فذكر هذا الجندي أن النقطة التي يقف على مدخلها ، من أكبر حواضن الجنجويد ، وتحدث بأخلاق يوسف عليه السلام ، عندما قال لن نعامل أهالي الدعامة ، بما فعله أبنائهم ، وسنلاحق الفارين من المقاتلين ، في أي موقع يلجأون اليه ، وسنؤمن النساء والأطفال والكبار ، ممن تركوهم في هذه القرية ، فلا أخلاقنا ولا قيمنا ، ولا تربيتنا ولا ديننا ولا شيمنا ، تحثنا على المعاملة بالمثل والإنتقام .

وكأني بهذا الجندي الشاب ، يُجسد قوله تعالي في قصة سيدنا يوسف ، (قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَٰعَنَا عِندَهُۥٓ إِنَّآ إِذًا لَّظَٰلِمُونَ) صدق الله العظيم. فقطع الطريق أمام من يريد الإنتقام بالمثل ، وفي نفس الوقت بعث رسالة طمأنينة للأهالي ، مضمونها اننا وفي قانون القوات المسلحة ، لن نحاكم أحداً بجريرة آخر ، مهما كانت صلة القُربى ، فقضيتنا مع من حمل البندقية ، وقاتل في صفوف المليشيا ، وإن فعلنا غير ذلك ، فما الفرق بيننا وبينهم ، فنكون في الظلم علي حد سواء ….لنا عودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.