موسى داؤد يكتب : *شمس الدين كباشي وياسر العطا: رموز الشجاعة ورفقاء الدرب في ساحات المجد*
موسى داؤد يكتب :
*شمس الدين كباشي وياسر العطا: رموز الشجاعة ورفقاء الدرب في ساحات المجد*
بورتسودان الثلاثاء 4 فبراير 2025م
موسى داؤد : ( مساعد الرئيس الناطق الرسمي بإسم حركة تحرير السودان المجلس القيادي)
في مشهد يجسد أسمى معاني الوفاء والرفقة العسكرية، التقى الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، برفيق دربه الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، في وادي سيدنا. صورة تحمل في طياتها ملامح العزّة والشرف، وتنطق بروح الجندية التي لا تعرف الانكسار.
ليس مجرد لقاء، بل رمزٌ لعلاقة راسخة امتدت عبر العقود، حيث جمعتهما ميادين الشرف منذ أن كانا ضابطين في الكلية الحربية السودانية، أحدهما في الدفعة 32 والآخر في الدفعة 33. لم تكن تلك دفعاتٍ عسكرية فحسب، بل مدارس للقيم والمبادئ التي سطّرها رجال صدقوا العهد وأوفوا بالوعد، فعرفوا التميز في ساحات التدريب كما عرفوه في ميادين القتال.
صلاة الجندية المقدسة
لعل أجمل ما في هذه اللحظة أنها تعكس قدسية العلاقة بين أبناء المؤسسة العسكرية، حيث لا يكون الوفاء مجرد كلمة، بل نهجًا متجذرًا في النفوس، وحبًا خالصًا يتجلى في المواقف. إنها الصلاة الطيبة التي يؤديها القادة في محراب الوطن، صلاةٌ ترتفع فيها الأيادي لا بالدعاء فحسب، بل بالبسالة التي تذود عن حياض السودان.
شمس الدين كباشي.. حكمة القيادة وثبات المبدأ
منذ أن خطا أولى خطواته في ساحة العسكرية، كان شمس الدين كباشي مثالًا للقائد الصلب، الذي لا تزعزعه العواصف. ولد عام 1961، ليكون لاحقًا واحدًا من أعمدة القيادة السودانية، حيث حمل على عاتقه مسؤوليات جسامًا في أصعب الفترات التي مرت بها البلاد. كان صوته الهادئ الحازم شاهدًا على المواقف العظيمة، وكانت شجاعته منارةً تهتدي بها الأجيال.
ياسر العطا.. الشجاعة التي لا تلين
أما ياسر العطا، ابن الدفعة 33، فقد ولد عام 1962، ولحق برفاقه في الكلية الحربية ليصبح جنديًا مقدامًا وقائدًا لا يعرف التراجع. في ميادين الحرب، كان الصوت الذي يبعث الطمأنينة في قلوب جنوده، وفي لحظات الحسم، كان القرار الذي ينقذ الموقف. ظل ثابتًا، صامدًا، متقدمًا الصفوف، رافعًا راية السودان في وجه العواصف.
رفقاء الكفاح في دروب القيادة
منذ العام 2019، تصدّر الرجلان المشهد، حين تم اختيارهما ضمن المجلس العسكري الانتقالي، ومن ثم مجلس السيادة. عاشا لحظات تاريخية، من سقوط النظام السابق إلى الأحداث المفصلية في 25 أكتوبر، ثم المؤامرة الكبرى في 15 أبريل، حين حاولت المليشيات طعن الوطن في خاصرته. لكن الأبطال لا يسقطون، بل ينهضون كالسيف في يد العدالة.
في تلك الساعات الحالكة، حين كان القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان محاصرًا، وحين سقط 35 شهيدًا من الحرس الرئاسي، وقف كباشي والعطا إلى جانبه، ثابتين كالأطواد، يقاتلون لا دفاعًا عن أنفسهم، بل عن شعبٍ اختار أن يهتف لهم: “شعب واحد، جيش واحد، لوطن واعد!”
رحلة النضال والتضحية
جاءت زيارة الفريق شمس الدين كباشي للقيادة العامة وسلاح الإشارة وسلاح المهندسين، حيث صمد ياسر العطا في وجه العدو، ليؤكد أن هذه الأرض لن تُسلم إلا على جثث أبنائها الأوفياء. ومن هناك، انطلقت معارك التحرير، حتى أصبحت القوات المسلحة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر الكامل، واستعادة الخرطوم وأمدرمان وبحري، ومن ثم تحرير كل شبر في السودان.
تحية للرجال الذين لا يساومون على الوطن
اليوم، ونحن نستذكر هذه اللحظات، نبعث بتحية إجلال وإكبار للفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق أول ركن ياسر العطا، قائدين من معدنٍ أصيل، لم تهزمهما المؤامرات، ولم تفتّ في عزيمتهما الخيانات، بل كانا وما زالا ركيزةً للقوات المسلحة، ودرعًا يحمي السودان من كيد الأعداء.
وفي تحيتهما، نُحيي كل جندي سوداني يقف في الميدان، حاملًا بندقيته ورايته، مؤمنًا أن الوطن أغلى من الروح، وأن التضحية لأجله هي السبيل الوحيد لحفظ شرف الأمة وكرامتها. المجد للسودان، والنصر للرجال الأوفياء!