خارج النص / ✒️يوسف عبدالمنان *حكومة العطاوة أم الجلابة؟*
خارج النص /
✒️يوسف عبدالمنان
*حكومة العطاوة أم الجلابة؟*
بعد مخاضٍ عسير، واجتماعاتٍ تنفض وأخرى تُعقد افتراضيًا، والكفيل الإماراتي يدفع، والسعودي يدفع، والليبي يدفع، وترامب يأخذ من مشيخات الخليج، يمضي مشروع آل دقلو المخادع للجميع على أشلاء الموتى وأنين الجرحى.
مشروع آل دقلو خدع البسطاء، واستثمر في الحمية العشائرية باسم دولة العطاوة التي تمثل ثلاث قبائل: الرزيقات، والمسيرية، والحوازمة. وهو جلباب ضيّق لا يتسع لخرقة من خرائط السودان. ثم تحوّر المشروع إلى دولة الجنيديون، في محاولة لتوسعة ثوب العطاوة حتى يرتديه التعايشة، والثعالبة، والبني هلبة، وبقية البقارة.
تشرنق مشروع آل دقلو في سردية مواجهة دولة 56، حتى أُعلنت في النهاية حكومة افتراضية من داخل جنينة مانجو في وادي نيالا، خوفًا من المسيرات الجديدة التي أُطلق عليها اسم “سفروق”.
فهل للعطاوة مكان في حكومة نيالا الافتراضية؟
أم أنهم استُخدموا ككلاب صيد، وحين جاءت ساعة الغنائم، قيل لهم: “الحسو كوعكم”؟
جاءت حكومة نيالا بـ”فارس النور” حاكمًا للخرطوم، وهو ضابط أمن شعبي كان يحظى برعاية علي عثمان محمد طه، حتى قبل السقوط بشهر واحد. وجاءت بـ”مبارك مبروك سليم” تاجر المخدرات، الذي لم يخض الحرب، ولم يُشارك عشرة من أبناء عمومته في حصار المدرعات، بل إن الرشايدة كانوا في صف القوات المسلحة ويمثلون مكونًا كبيرًا في قوات درع السودان. ومع ذلك، نال منصب حاكم شرق السودان.
أما النوبة، الذين لم تتجاوز مشاركتهم في قوات الدعم السريع وجود “عبدالباقي قرفة” و”الله جابو سرور” ككاتب صحفي، فقد تحالفوا مع عبدالعزيز الحلو، الذي بات اليوم نائبًا أول لحميدتي، وتم تعيين “جقود مكوار” حاكمًا لجبال النوبة.
وهكذا خرج الحوازمة بقد القفة، بعدما خاضوا حربًا باسم آل دقلو ومن أجل دولة العطاوة، وخسروا التعايش القديم مع النوبة، وخسروا البديرية في الأبيض، وخسروا الجوامعة، وأخيرًا خسروا المسيرية في الدبكر، وقعدوا في السهلة.
وكذا حال المسيرية، الذين عطّلوا مشروع البترول، وخربوا ديارهم بأيديهم، وقُتل الأشراف منهم في معتقلات آل دقلو بنيالا. وعندما حانت ساعة القسمة، نالوا جلد الجمل أو ريش الديك. وبدلًا من مكافأة المسيرية على تضحياتهم وفقدانهم لأكثر من ربع مليون شاب في المعارك، لم يُعيَّن منهم أحد في قيادة الحكومة الافتراضية، بل جاء “محمد الحسن التعايشي”، الذي يلعب على ورقة شيرية حزب الأمة، وورقة شايب التعايشة، و”محمد الحسن” نصف تعايشي، أما من يُمثّل مجتمع التعايشة فعليًا فهم: “علي محمود”، و”أم بدي”، وحتى “زينب محمد الطيب”.
ووجد الإقليم الشمالي، الذي لم يقاتل مع آل دقلو بجندي واحد، نصيبه من السلطة الافتراضية، لتعود بذلك دولة 56، التي رفعت البروفيسور “سليمان الدبيلو” مستشارًا للرئيس. ونال النوبة وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، ومنصب نائب القائد العام، ووزير ديوان الحكم الاتحادي.
الآن، سقطت شعارات دولة العطاوة، وسقطت ادعاءات الحرب على الكيزان، وجاءت حكومة نيالا تفتقر إلى المواهب والتمثيل القبلي الحقيقي، ونال حزب الأمة منصب حاكم الإقليم الأوسط كمكافأة على دوره في قتل مواطني “ود النورة” و”الهلالية”. ولأن هذا الحزب نال خُذاء (قواد) الجنجويد، تم تمثيله في حكومة نيالا مرتين، وثالثهم “البرمة ناصر” الموعود بمنصب شرفي في حكومة افتراضية.