حسن فضل المولى يكتب: ذكرى مولده ﷺ في مُلتقى الفنون ..
( وُلِدَ الهُدى فالكائِناتُ ضِياءُ
و فَمُ الزمانِ تَبَسُّمٌ و ثَناءُ ) ..
هذا ( أحمد شوقي ) ..
و هو يجاري الإمام ( البوصيري )
في ( همزيته ) ..
( كيف تَرقَى رُقِيَّك الأنبياء
يا سماءً ما طاولتها سماء
لم يساووك في عُلاك و قد
حال سناً منك دونهم و سناءُ ) ..
و هذا ( ابن الخياط ) ..
( كل القلوب إلى الحبيب تَمِيلُ
و معي بهذا شاهدٌ و دليلُ
أما الدليل إذا ذكرت محمداً
صارت دموع العارفين تسيل ) ..
و هذا ( عبدالله بن رواحه ) ،
رضي الله عنه ..
( إِنّي تَفَرَّستُ فيكَ الخَيرَ أَعرِفُهُ
وَاللَهُ يَعلَمُ أَن ما خانَني البَصَرُ
أَنتَ النَبِيُّ وَمَن يُحرَم شَفاعَتَهُ يَومَ الحِسابِ فَقَد أَزرى بِهِ القَدَرُ
فَثَبَّتَ اللَهُ ما آتاكَ مِن حَسَنٍ
تَثبيتَ موسى وَنصراً كَالَّذي نُصِروا ) ..
و تمر ذكرى ميلاده ﷺ هذا العام ،
و نحن نصطلي في جحيم مُزلزِلٍ
مُقيم ..
و لكن ..
إن غاب الاحتفال بذكرى مولده ﷺ ،
بصورته المعهودة في ( الخرطوم ) ،
إلا أن هذه الذكرى ظلت حاضرة
و مُتَّقِدة في وجدان كل سوداني ،
في المشارق و المغارب ..
و نحن السودانيين أدَّعِى أننا أكثر
الأمم صلاةً عليه و تسليماً و تلهفاً
لزيارة مسجده المعمور ﷺ ..
و هاكُم ..
( أهل السودان ..
بلا ادني شك ..
الأكثر محبة للرسول صلي الله عليه وسلم ..
ما من مجلس يخلو من ذكر الرسول ..
و ما من مبايعه في الأسواق تخلو من عبارة صَلِي علي النبي ..
و ما من مشاده كلاميه تخلو من عبارة يا اخوانا صلوا علي النبي ..
و ما من دعوه إلى طعامٍ الا وعبارة
صلي علي النبي ..
النساء في بلادنا تَخَسِّم او في الأصل تُقْسم بالصلاة علي النبي ..
هسه خسَّمْتَكُم تصلوا علي النبي قدر تقدرو ) ..
صلى الله عليه و سلم ..
هذا ( عبدالوهاب هلاوي ) ، و هو
ينفث أريجه الزاكي في ( ملتقى الفنون ) ، يوم أن دعا سادِنُ ( القروب ) ( شكرالله خلف الله ) إلى التداعي
إلى تعظيمه ﷺ ، في ذكرى مولده ..
عندها ..
تتحسر نجوى أدم عوض ..
( حليل القعدة في ”أمدرمان” ،
يا دكتورنا الغالي ( الفاتح حمدتو ) ..
تألمت جداً و أنا أذكر أيام المولد والخيام في حوش الخليفة ..
وبَلِيلَة الختمية ..
والوقوف صف طويل لحلاوة المولد
في محل الطيب سيد مكي ) ..
و هنا ..
يُذَكِرُنا ( شكرالله ) بأجمل أنشودة
اغترفت من هذه الليلة ، التي تتوهج
فيها نفوس العاشقين و تسمو ..
و هي من نظم ( محمد المهدي المجذوب ) ، و أداء ( عبدالكريم
الكابلي ) ..
( صلِّ يا رب على المدثرِ
وتجاوز عن ذنوبي واغفرِِ
وأعني يا إلهي بمثابٍ أكبرِ
فزماني ولِعٌ بالمنكرِ
رب سبحانك مختاراً قديراً
أنت هيأت القدر
ثم أرسلت نذيراً للبشر
ليلةَ المَوْلدِ يا سرَّ الليَّالي
والجمالِ
وربيعاً فَتَنَ الأنْفُسَ بالسِّحرِ
الحَلالِ ) ..
و ينبري دكتور ( الفاتح حمدتو ) ،
و هو في غاية الغبطة و السرور
بزيارة الرسول ﷺ ، و إن كانت
( الجيَّة جات مُتأخرة ) ..
( خير الانام سيد الورَى ..
جوّه القلوب حبّك سرى ..
كيف العُذُر يا هل ترى ..
فات العمُر روّح جَرى ..
والجيّة جات متأخِّرة ) ..
و استمعوا لها بصوت ( نادر خضر ) ..
و هي من ألحان بروفيسور ( الماحي سليمان ) ..
و ( للفاتح ) قصيدة أخرى ..
( جيناكا يا سيد المدينة ..
المصطفى المحبوب نبينا ..
في حضرتك سمِح الوقوف ..
والناس حِداك رافعين كفوف ..
أدّيِنا من روضك قُطوف ..
قرِّب رياض الجنّة لينا ) ..
و تضطرم لواعج الشوق الحرَّي
بين جوانح ( مصطفى و د المامور) ..
( سيدى الرسول راجى الإذن
وازورك
سهِلِى القيام عينيَّ طالبات
نورك
الناس قَبَلَت قاصدين مقامك
وسورك
وانا صعبان على مع انه
شوقى ازورك ) ..
و يصدع ( عبدالله البشير ) بأقوى
اليقين ..
( لو داير تنحلَّه
قول يارسول الله
يوم الناس تِنزَرَّه
قول يا رسول الله
لو داير ريقك يَتْبَلَه
قول يارسول الله ) ..
و يبلغ الوَجْد منتهاه ( بأم محمد ) ،
فترجو ..
بالله نَزِلوا لينا ..
( لمتين ازورك ويغمرني نورك
تجري الدموع وتروي سورك ) ..
كلمات ( علي شبيكة ) ،
و أداء ( ثنائي العاصمة ) ..
و تمضي ( أم محمد ) ..
(و ياسيدي الرسول الليلة جاتك حوبة
سودانا الحبيب بلد المديح والنوبه
عمَّاه الدمار حالة الجميع مكرووبه
دايرين السلام والحرب تطوى دروبا ) ..
صلوات ربي وسلامه عليه ..
و يُطِل ( هلاوي ) مُذكِراً ..
( ”شكرالله”ماتنسى ملحمة أخوي
”سعدالدين إبراهيم” ، و ”عقد
الجلاد” في حب الحبيب عليه
الصلاة و السلام ) ..
و هي ( السحابة ) ..
فيجيب ( شكرالله ) ..
( ”كبلو” ما يسمعني ..
قصيدة السحابه لسعد الدين إبراهيم
إشتغلناها في السبلوقه مصورة لعقد الجلاد ، قلت لسعدالدين دي براها بدخلك الجنة ، لمن جيت اشتغله ،
ضحك وقال لي و أنا عامِلَه لشنو !!) ..
و قد كتب ( سعدالدين ) رحمه الله
في ( آخر لحظة ) ..
( في ذكرى مولد حبيبنا و قرة عيوننا
المصطفى عليه السلام ، نجد أنه
من الجفاء الذي لا يليق أن لا نرطب
ألسنتنا و نعطر قلوبنا بمدحه عليه
الصلاة و السلام ، رغم التقصير
حاولت التعبير ..
( ياريتني السحابة أتشابى و أظلل
أطهر هامه فوقا و اكبر و اهلل
أو كنت الحمامه للكفار تضلل
يا محمد عشوقي يا منور طريقي
شايفك نور أمامي شقيش ما أقبل ) ..
و بينما أحد الرَبْعِ يتَشَوقُ لسماع قصيدة ( التيجاني حاج موسى )
في مدح الرسول ﷺ ..
( فاض بي الحنين لزيارة المحبوب ) ..
و هي مالم أقع على نصها ، تراءى
لي حينها ( محمد المكي إبراهيم ) ..
و هو يَسْبَحُ في مدينة الهدى و النور ..
( مدينتك الهُدى و النور
مدينتك القِباب
و دمعة التقوى و وجه النور
و تسبيح الملائك في ذؤابات النخيل
و في الحصى المنثور
مدينتك الحقيقة والسلام
على السجوف حمامة
و على الرُبى عصفور
مدينتك الحديقة يا رسول الله
كل حدائق الدنيا أقل وسامة و حضور
هنالك للهواء أريجه النبوي
موصولاً بأنفاس السماء و كأسها الكافور
هنالك للثرى طيبٌ
بدمع العاشقين ولؤلؤٌ منثور
هنالك للضحى حجلٌ بأسوار البقيع
و خفةٌ وحبور
هنالك للصلاة رياضها الفيحاء
و القرآن فجرياً
تضيء به لهىً وصدور
بساعات الإجابة تحفل الدنيا
و أنهار الدعاء تمور ) ..
و في ليلةٍ هي سلامٌ
في سلامٍ
في سلام ..
يُغرد دكتور ( عمر محمود خالد ) ..
( بكرة السلام حيعمنا
إلفة و محبة تضُمنا
كل الدموع تصدح غنا
و كل الشموع ترشح سنا
بدل اللغم و القنبلة
الطلقة تطلع سنبلة
و الدانة تزهر سوسنة
لا جراح هناك لا نواح هنا
تعظيم سلام ليك يا بلد
مليون تحية وانحنا ) ..
و مليون تحية و انحناءة من
دكتور ( عمر محمود ) ، تُفعم
جوانحي بأريج ( مليون سلام ) ،
تلك الأنشودة الخالدة ، التي عبأ
بها مشاعرنا ( هلاوي ) نظماً ،
و بروف ( أنس العاقب ) لحناً ،
و كنت شاهداً على ميلادها في
( تلفزيون السودان ) ، قبل ما
يزيد قليلاً على العشرين عاماً ..
( مليون سلام .. لي ذكرتك ..
مليون سلام ..
مليون سلام ..
خير الأنام .. مليون سلام ..
مليون سلام ما ليكا كائن انتمي
مليون سلام ما بيكا تائب .. احتمي ..
مليون سلام ما كلمه طارت في السما ..
بالحق .. تشق صدر الظلام ..
مليون سلام ) ..
و يأتي الختام من ( محمد طه ) ..
( يوم روحاني مميز ،
في حضرة رسول الامه
وخاتم الأنبياء والمرسلين ،
وسيد الخلق اجمعين ،
نبينا وحبيبنا المصطفي ﷺ ،
حفظك الله اخوي شكرالله ،
وبارك فيك وسلمك من كل
سوء بجاه رسولنا الكريم ،
و أن يحفظك الله ويرعاك ) ..
و هذا غيضٌ من فيضٍ أدركته
بمتابعتي غير المنتظمة ..
و السلام على خير الأنام ﷺ ..
الأول من أكتوبر ٢٠٢٣ ..