منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

سفيان ادم علي يكتب : *قرأة في ملف السودان ومؤامرة القرن و الخداع الإستراتيجي للرأي العام العربي و الدولي..*

0

سفيان ادم علي يكتب :

*قرأة في ملف السودان ومؤامرة القرن و الخداع الإستراتيجي للرأي العام العربي و الدولي..*

الموقع الحيوي لمنطقة العالم العربي جعلت منها هدفا استراتيجيا لقوي دولية من أجل السيطرة طرق و معابر التجارة الدولية و الاستيلاء علي الموارد الحيوية مثل مصادر الطاقة من بترول و يورانيوم و مياه و غيرها بالإضافة للتحكم علي معابر طرق التجارة الدولية و مصادر الغذاء النظيفة الخالية من الكيماويات و المواد المسرطنة ٠٠ وفوق هذا و ذلك تحديات موجات النزوح و الهجرة و مشكلات الكوادر البشرية للبناء و الخدمة العسكرية حيث ترتفع نسبة الشباب و اليافعين مع ارتفاع معدلات الإنجاب.
هذه العناصر جميعها جعل نظرة الدول الصناعية العظمي تركز علي هذه المنطقة الحساسة و هذه الحساسية تأتي لما تمثله من كونها مخزن او متحف تاريخي للتراث الديني لنشأة و انتشار العديد من الرسالات السماوية و مهابط الوحي و دور و مراكز للعبادة يحج إليها اتباع الديانات المختلفة طلبا للأجر و البركة من رب الأرباب و للاستزادة من العلوم الدينية و ممارسة الشعائر الدينية و يمثله ذلك من بعد معنوي لبناء و نهضة الحضارات الإنسانية المختلفة من أجل النهوض الحضاري و بسط النفوذ و السيطرة علي الأمم و الشعوب المطلوبة علي أمرها بوصفها السند و العماد للرفع و الارتقاء في السلم الحضاري و الرقي الإنساني.و هذا الركن الأخير هو مكمن الضعف الذي تعاني منه الحضارة المادية الغربية الحديثة القائمة علي الجدليات الفلسفية العقيمة التي أخرجت ارثها الحضاري من قائمة الرقي الحضاري ان لم نقل ادخلته في منحدرات أخلاقية جمة في عدة جوانب قد لا يسع المجال لوصفها مما جعلها تسصتدم بالجوانب الروحية و الدينية التي هي مكن الطاقة الايجابية و الخلاقة للإبداع البشري مما يجرد الحضارة الغربية الحالية اهم مقومات البناء الحضاري مما افرز ما نراه من حالة من الذعر و الجنون المدمر الذي أصبح يهدد توفير الأمن الإنساني بدافع تدمير اي مكمن او بادرة نشؤ او اي صعود روحي او ديني لأي قطب جذب حضاري جديد يبعث الأمل للبشرية بالنهوض و الأمن و الطمأنينة و السلام الذي أصبحت عناصره تتفكك في تلك المجتماعات الغربية الحديثة مما بات يعتبر مهدد فناء للحضارة الغربية.
مما سبق سرده تتضح لنا مراكز القوة و الجذب الروحي و المعنوي و الحضاري لمنطقة الشرق الأوسط ومعلوم بالضرورة أهمية موقعها الجغرافي في منطقة وسط بين قارات العالم اجمع.
من كل ما تقدم يسأل القاري ما هي علاقة ذلك بما يتعرض له السودان من استهدف دولي و غزو خارجي منظم و متواصل بأدوات و وسائل مختلفة؟
طبعا الإجابة تكمن في ما سنوضحه من خلال سردنا هذا و ذلك بأن السودان يمثل حلقة الربط و الوصل بين قطبي العالم العربي و مصدر أمنه من حيث الكوادر البشرية و العلمية و من حيث أمنه الغذائي و المائي.
و هذه العناصر مضافا إليها ارث تاريخي طويل من التاثير الايجابي علي الحضارات الإنسانية بشكل او اخر مما جعل السيطرة عليه مفتاح للسيطرة و التوسع الجغرافي من حيث السيطرة علي الأمم و الشعوب و اذلالها و استعمارها من حيث الاستفادة من موقعه الجغرافي و موارده الطبيعية و المائية و المعدنية وتعدد مناخه و انبساط أراضيه و خطوبتها و فوق ذلك تفرد انسانه بصفات جعلت منه كادر أمني و عسكري صلب بالإضافة لتمتعه بذكاء فطري يسهل من عملية تعليميه و تدريبه و اكسابه شتي المهارات و القدرات الجديدة فوق القدرات و المهارات التي يتمتع بها .
و من هنا جاءت استراتيجيات القوي المعادية للشعوب المتعددة الاثنيات عامة و الشعب السوداني و الأمة العربية و الإسلامية خاصة لتفكيكها و هذه المرحلة أنجزت تاريخيا ببدءا باتفاقية سايكس بيكو و و وتنفيذ مفهوم الدولة القطرية التي قامت بزراعة الكيان الصهيوني ببراعة كبيرة تم بموجبها نشأة مفهوم سيادة الدولة القطرية تحت سيادة القانون الدولي و الان أتت مرحلة تدمير مقومات الدولة الوطنية بإنشاء دول منزوعة السيادة بدعوي حماية الاقليات الاثنية او الثقافية و قد تم ذلك من خلال مرحلة حرب البلقان بالبوسنة و الهرسك و حرب الخليج و أفغانستان ،و حاليا نشهد مرحلة هدم الدول القديمة و انشاء دول جديدة بحدود جديدة و منزوعة السيادية ترضخ لسيطرة الدول الغربية وحماية حلفها الاطلسي تمهيدا لمراحل قادمة اكثر خطورة و أكثر تهديدا.و هذا يفسر السابق لنيل عضوية هذا الحلف و في المقابل نشؤ تحالفات دولية جديدة معارضة و مناهضة لسياسة دول حلف شمال الأطلسي و القطب الواحد تحت قيادة أمريكية منفلتة من قواعد و مبادئ القانون الدولي بعد ان تفكك حلف وارسو القديم عند تفكك الاتحاد السوفيتي و اتحاد ألمانيا و تقدم دول شرق اروبا للانضمام للحلف الاطلسي و هو ما ادخل الساحة الدولية افي حالة المواجهة و نزاع تعدد الاقطاب في الساحة الدولية و نشوب الصراع علي حدود اروبا الشرقية وهو ما اعتبرته روسيا تحدي لها و لمصالح حلفاءها..
و نواصل….
سفيان ادم علي
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٣م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.