د. محمد جلال هاشم يكتب : *ماهر أبو الجوخ: لماذا الافتئات والتكذّب على الشعب؟*
لا يا أبو الجوخ! المواطنون يريد العودة لمنازلهم ومعاقبة من احتلها ونهبها وجعلهم دروعا بشرية! في عام 1976م دخلت قوات الجبهة الوطنية بقيادة محمد نور سعد إلى الخرطوم، وعندما انهزمت، تراجعت أو سلمت دون أن يبلغ بها الجبن والتحلل من أي قيمة عسكرية أو إنسانية حد اقتحام الأحياء السكنية واحتلال منازل المواطنين ثم طردهم بجانب النهب واغتصاب الحرائر وتنزيح الملايين. وكذلك في عام 2008م دخلت قوات العدل والمساواة إلى أمدرمان بطول طريق الأسفلت من الدبة إلى العاصمة، وعندما خسرت المعركة، انسحبت دون أن تطلق ولو رصاصة واحدة في مواجهة أي مواطن بصرف النظر عن خلفيته الإثنية. بل أكثر من ذلك توقفت قوات العدل والمساواة في سوق ليبيا للتزود بالمؤن الغذائية، فاشتروها بحر مالهم، ولم ينهبوها من أصحابها كما فعلت ولا تزال تفعل مليشياتك الجنجويدية المجرمة.
هكذا يقاتل من لهم قضية نبيلة، إذ يرتفعون بأنفسهم إلى مستوى نبل قضيتهم. وهكذا تقاتل مليشياتك المجردة من كل قيم الشهامة والمروءة وقيم العسكرية، إذ اتصفت بقدر من الجبن والخوف والتحلل من كل القيم والأخلاق إلى درجة لم يسبقهم عليها احد، لا في الماضي ولا الحاضر، وغالبا حتى في المستقبل. أوتساومون الجيش السوداني بيوت المواطنين؟ هل هناك جبن وخور أكثر من ذلك؟ وتبلغ بك الجرأة ان تقول بأنهم قد التزموا بهذا؟ فلماذا لم يخرجوا؟ يا ماهر امشي اقنع الديك بمقولة إنهم لم يخرجوا عشان الجيش ما اعتقل رموز النظام السابق اللي نصفهم يقفون الآن مع الجنجويد، وباعترافك! ثم أصلا ما دام انقسم الفلول ما بين الجيش وبين مليشيات الجنجويد، فلماذا وكيف جاز لما تساوى فيه الطرفان أن ينسف مفاوضات جدة. يا ماهر إنت لو داير تتغابى، الشعب ما بيتغابى معاك! على الجنجويد أن يساوموا الجيش بالمواقع التي احتلوها من الجيش، وليس بمنازل المواطنين الذين احتلوها لأن المواطنين لا يحملون أي سلاح بخلاف إيمانهم بالله وبالوطن. بقى الجنجويد عينهم لي حامية الجيش في العيلفون، يخلوها ويخشوا الحلة وينكّلوا بالمدنيين، ويسرقوا وينهبوا ويفعلوا السبعة وذمتها، ثم الآن يطالبوا بالسماح لهم بالارتكازات في الشوارع؟ ليه؟ ما عندهم مقار ليطالبوا بالعودة إليها بخلاف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين؟ ثم لماذا ارتكازات الشوارع؟ للتفتيش والشفشفة، أم لماذا؟ كأن لم يبق لك إلا أن تقر وتعترف بالجبن المركب عميقا في جِبِلّة مليشيات الجنجويد التي تحتمي بالأحياء السكنية ومنازل المواطنين العزل، ثم بعد كل هذا تبلغ بهم الجرأة أن يطالبوا بالسماح لهم بعمل ارتكازات في الشوارع (مع توفير الحماية الدولية والإقليمية ثم الكومبرادورية لهم) لتفتيش المواطنين وأخذ الإتاوات منهم للسماح لهم بالمرور، هذا إذا لم ينهبوهم، وإذا لم يستولوا على سيارات وممتلكات المواطنين، ثم إذا لم يغتصبوا الحرائر.
ثم بعد كل هذا بلغت بك الجرأة على التكذّب والافتئات حد أن تتحدث باسم الشعب الذي تشتت ممتلكاته في جميع الأمصار والأسواق (بما في ذلك الملابس الداخلية للنساء والفتيات والأطفال فيا للعار) لتزعم بأن الشعب لا تهمه منازله وممتلكاته، بل كل الذي يهمه هو وقف الحرب! لنا الله! ولنا التاريخ! لماذا تطفف من معاناة الشعب، وتنسب له ما لم يقله ولم يطالب به؟ ماذا مسكوا عليك حتى تتكذّب على الشعب وبي عين قوية وبدون خجلة!
أللهم إنا لا نسألُك ردّ القضاء مما سلّطته علينا بكمبرودورات الإمبريالية من متعلمينا مقطوعي الطاري، لكنا أللهم نسألُك اللطف فيه! أللهم اقطع عنا الكهرباء وأقطع عنا النت، واغطش دوننا سماءك وليلك وشمسك، حتى لا تجد هذه القنوات المأجورة سببا فينا فإذا بها “تفقع مرارتنا” بهذا الشكل؛ أو فلترحمنا ولتأخذنا إليك أخذ عزيزٍ مقتدر ولتُرحْنا من هذه الحياة الغُمّة!
MJH
كمبالا – 4 ديسمبر 2023م