علي ادم احمد يكتب : *الثورة والثروة مزيج صنع الاستبداد والفوضى*
علي ادم احمد يكتب :
*الثورة والثروة مزيج صنع الاستبداد والفوضى*
يبدو انني تاخرت كثيرآ في كتابة هذا المقال ولا ادري سببآ يدفني لكتابته الان غير حالة الهذيان والتي ادخلتنا فيه هذه الثورة وما حملته معها من تغيرات ومفاهيم كارثية على الدولة السودانية ستظل اثارها السلبية مستمرة في شكل الدولة لعدة عقود قادمة ٠
في الميدان الاعتصام كنا نشاهد بداية انحراف الثورة من شكل المشاركات الخارجية المتمثلة في السفارات والبعثات الدوبلوماسية وشركات رجال الاعمال دون ان نشعر بالخجل من انتهاك سيادة الدولة السودانية وراح بعضنا بغباء او بعماله يرحب ويبتهج بهذه المشاركات السافرة لهؤلاء السفراء في المناشط والمظاهرات الثورية في تلك اللحظة المفصلية من تاريخ بلادنا بيعت الثورة ودماء الشهداء وبيع الوطن بحفنة من الدولارات والدراهم الملوثة ٠
كما يقال ما اجتمعت الثروة والثورة والا خسرت الثورة الرهان عليها تاريخ طويل من النضال والحلم بالدولة المدنية الديمقراطية التي تستوعب كل المكونات السياسية والمجتمعية دون اقصاء لاحد ولا وصاية من اي دولة على الثورة السودانية الخالصة يبدو اننا كنا اكثر رومانسية في نقدنا للانقاذ السيئة وممارساتها السياسية لاننا لم نشاهد الاسوء والاخطر بعد على الدولة السودانية في تاريخنا السياسي والاجتماعي ٠ اذا كان نظام البشير جاء على ظهر الدبابة فان نظام قحت جاء عن طريق الغدر والكذب على دماء الشهداء و اول ضحاياه الثوار انفسهم في كارثة فض الاعتصام بمشاركة المليشيا الارهابية الا اننا كنا في سكرة الثورة فالفكرة كانت بعيدة واستعصت عن المنال وبغباء ظل يردد جيل من المغفلين والمختطفين بفعل الثورة الكذوبة “معليش معليش ما عندنا جيش ” وكانت انشودة يطرب لها كل مغفل او قابض ثمن موقفه المخزئ لتفكيك قواته المسلحة لصالح مجموعة امتهنت الارتزاق لدول المحاور والمنظمات الصهيونية المشبوه الساعية لتفكيك الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية ٠
واخر فصول مسرحية العبث والهذيان كان الاطاري او الحلقة الاخيرة منها اتفاق مصنوع بالكامل من منظمات ودول وسفارات وضعت فيه خطط وبرامج تفكيك الدول ونقضها حجرآ حجرآ٠
في تلك اللحظات وقف قطيع المخدوعين يصفق باسم المخلص فولكر يمجمد اسمه في قلب الخرطوم بينما قبض قطيع المجلس المركزي ثمن غدره وارتزاقة لقرب تسليم السودان لدول المحاور العربية والعبرية وصلت بهم الجراءة على الله والوطن ان هددوا وطن باكملة ” التوقيع على الاطاري او الحرب ” مشروعنا او الحرب دولتنا المنشودة او الحرب ٠
هي الحرب المفروضة على شعبنا اذن حرب بلا نبل الفرسان ولا اخلاق الرجال حرب العدوان على اموالنا واعراضنا تحت سمع وبصر العالم ومنظماته ٠