منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نايلة علي محمد الخليفة تكتب: *الخارجية… أريتكم كان سردبتوا*

0

زاوية خاصة

عاشت أسرة فقيرة في بيت أمير الأمراء ، الذي عُرف بقسوته وشدته واستعباده للمحتاجين واستغلال حاجتهم للمال ، فكان رب الأسرة الفقيرة وأبنائه يعملون خدماً في قصر الأمير ، مقابل السكن ولقمة العيش.

وذات يوم طلب الأمير من ابنة الرجل الفقير أن تغسل له قدميه وتعمل على تدليكها ، فأستفز هذا التصرف والدها فرفض لإبنته أن تفعل ذلك ، فكان جزاء الأسرة الفقيرة أن طردهم الأمير إلى الشارع.

فحكى رب الأسرة مظلمته لكبير الخدم ، عندما سأله عن سبب طردهم من القصر ، فكان رد كبير الخدم ( ليتك غضضت الطرف كأن لم ترى شيئا )بالسوداني “أريتكم كان سردبتو” ، فقال له رب الأسرة هي ابنتي حبةُ عيني فكيف أرضى لها أن تداس كرامتها ، أمام ناظري ، فكل شيء يعود إلا الكرامة إذا ذهبت لن تعود.

عندما إنبرى كتاب الأعمدة والصحفيين لإنتقاد المسلك السعودي ، في التعامل مع الحالة السودانية لم يكن دافعهم تعكير صفو العلاقة بين البلدين ، بل كان دافعهم إلغاء حجر في بركة الخارجية الساكنة ، لتضع الأمور في نصابها ، بما يضمن سيادة السودان وصون كرامته.

الصحافة هي السلطة الرابعة والعين التي ترى ما خلف الحُجب ، وتدق ناقوس الخطر لتتحرك الدولة وفق مصالحها ، فتُقوٌم ماهو معوج.

حسنا يا خارجيتنا العلاقات السودانية السعودية فوق الممتازة ، ويجب المحافظة عليها وتطويرها ، لكنه لأمر مستفز ومحرج وطفرة فوق الأعراف الدبلوماسية ، أن ينتقل السفير السعودي من ارتداء الزي السعودي إلى إرتداء البدلة الإشتراكية ، في مقابلة رسمية وننتظر أن يتقدم إلى أخرى ، ويرتدي الجلابية والعمة والسديري والمركوب ويقابل من يشاء ، من مكونات المجتمع السوداني والمبعوثين من الخارج ، لمناقشة القضايا السودانية.

على الخارجية السودانية أن تضع فواصل خرسانية ، مابين طيبة الشخصية السودانية وما بين الأمن القومي ، الذي يعد في أي دولة خط أحمر وإن فعل سفرائنا في الخارج ما يفعله سفراء الخارج في السودان ، لتم طردهم بلا مهادنة.

واجب على الخارجية أن تحفظ للسودان عزته وكرامته ، عبر تقييد حركة السفراء ومنعهم من تكرار حركة حشر الأنف ، في كل كبيرة وصغيرة حتى بلغ بهم إطلاق اليد أن يشاركوا النساء “عواسة الأبري”.

كان الأجدى بخارجيتنا أن تصحح الخطأ بصمت ، وتلملم الشتات بدبلوماسية ، بدلا من توجيه سهام الإنتقاد للصحفيين وقياسا على ماسبق من قصة الأسرة الفقيرة والأمير “اريتكم كان سردبتو”…لنا عودة.
…..

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.