منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مصطفى الخليل شاكر يكتب : *عن افادات المبعوث الامريكى للسودان امام لجنة العلاقات الخارجية فى الكونقرس*

0

-اوضحت الافادات التى ادلى بها مبعوث الإدارة الامريكية الخاص بالسودان أن للإدارة الأمريكية الحالية رؤية سياسية محددة لمستقبل السودان ؛ وهي مساندة القوى التى تمثلها قحت لتتولى الحكم فى السودان بعد نهاية الحرب .و يتكلم المبعوث الاميركي بنفس شعارات قحت قبل الحرب ..و واضح ان الادارة الاميركية الحالية لا تكترث لقيم الديموقراطية فى التعامل مع الشأن السوداني ، بل تسعى لهدمها ان كان خيار الشعب السودانى بانتخابات حرة و نزيهة سيأتى بغير مجموعة قحت .. و اياً كان من سوف تاتى به الانتخابات الحرة النزيهة ( غير مجموعة قحت التى يعلمون انهم لن تاتى بهم الانتخابات) فليس مرحبا بهم و يوصفون (مهما كان توجه الفائزين فى الانتخابات ) فى قاموسهم السياسي بالاسلاميين ..و الأمر أن الانتخابات لم تقم بعد ولم يتعين وقتها ، و لكن مجرد خوفهم من ان تاتى الانتخابات الحرة بمن لايريدون فهم لن يدعوا الانتخابات تقوم …
-و يتكلمون ليس فقط عن اعطاء الحرب التى ينفذها الجنجويد و المرتزقة فرصة بدون تدخل معلن منهم ، بل يتكلمون عن استراتيجية لا اخلاقية قديمة تسللت لأدبيات المهتمين بالسياسة الخارجية الامريكية بان من وسائلهم للضغط على المتحاربتين للرضوخ للرؤية الأمريكية فى المفاوضات ؛ وهي ، زيادة تكلفة الحرب عليهم وهي تعنى زيادة فداحة اثار الحرب فى إزهاق الأرواح و أنتهاكات الحرمات ونهب الممتلكات و تدمير المقدرات الاقتصادية للافراد و الدولة ..
-و فى ردودهم على الذين ينادون باسبقية وقف التمويل و التموين للذين يقومون بهذه الانتهاكات يقولون لهم ان نظرتكم محدودة و قصيرة النظر .. -ولما سئل المبعوث تحديدا عن امكانية لجم الامارات عن تمويل التمرد الذى يقرون بانتهاكاته الفظيعة الممنهجة .. فان المبعوث لا يرى ذلك .. إذ هو يرى ان لدولة الإمارات (الحليفة و الصديقة لهم ) مطامع و مصالح فى السودان و يدعونهم للتعاون مع الاستراتيجية الامريكية لانهاء الحرب و إرجاع الاوضاع الى هيمنة مشتركة (بواجهة حكومة مدنية تسيطر عليها قحت و يعمل الجيش تحت إمرتها ) و يمكن للإمارات حينئذ الوصول للمصالح التى تريدها فى السودان بعد وقف الحرب .. و بدلًا من مجرد توبيخ الامارات ( وليس ادانتها و الزامها بوقف تمويل وتشوين الجنجويد ) فانهم يكافئونها بدخول الإمارات كطرف فى مفاوضات جدة لزيادة الضغوط على الجيش للخضوع لاملاءاتهم ..و سيضمنون لهم بذلك نصيبهم فى الغنيمة …
-كما وصف المبعوث الذين يرون أهمية اسبقية وقف الحرب لإيقاف المعاناة الإنسانية التى تسببها انتهاكات الدعم السريع المتزايدة بان نظرهم محدود وقصير المدى ، إذ أن رجال الإدارة الاميركية و أولهم مندوبهم المكلف بهذه المهمة ينظرون باستراتيجية بعيدة المدى وهي مساندة مجموعات الشباب و النساء الذين يؤيدون التغيير لصالح مجموعة الإتفاق الاطاري ، و المبعوث الخاص الامريكى يدَّعى ان الشعب السودانى مجمع على تأييد الاتفاق الاطارى و ان سبب تعويق التحول الديموقراطي هو إنقلاب اكتوبر على قحت.. و ان الإتفاق الإطارى هو خيار و موقف الإجماع الشعبى فى السودان .. و أن هذا الموقف يجب الا يتغير بوقف الحرب و هو الموقف الرسمى للإدارة الاميركية التى يعمل من أجلها المبعوث الاميركي الخاص للسودان.. و يصفون القوى التى تقف ضد الاطاري بانهم مجموعة الذين يدعون لرجوع الإسلاميين ..هذه هي الرؤية المستقبلية التى يريدون لها ان تسود و لو كان يرفضها غالب ألشعب السودانى اليوم .. ربما مستقبل سيداو و المثلية و الخضوع للهيمنة الامبريالية …
هو ما يسعى له مندوب الادارة الامريكية و المهمة التى يكرس جهده من اجلها .. وهذا الموقف يجعله شريكاً قويًا للقوى الغازية .. و ليس وسيطًا محايدًا نزيهًا يسعى لوقف الحرب .. وهو يغلق الطريق امام من يظن ان الادارة الامريكية تسعى لوقف الحرب لوقف المعاناة الانسانية من جراء الحرب أو ان يضمن بذلك علاقة مستقبلية طيبة بحكومة و شعب السودان فتعزز بذلك المصالح المشتركة التى تعود بالنفع و التقارب السياسي بين البلدين ..
-و ذكر آخر المعلقين الذى كان رئيسا سابقا للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس و كان يسبح عكس تيار المداولات ان الحرب بدات قبل سنة و لم تكترث الدول الكبرى ( طبعا بقيادة الإدارة الامريكية القائمة ) أن تفعل شيئًا ملموسًا لإيقاف الحرب .. وذلك يعنى عدم الاكتراث للمعاناة الانسانية بل التركيز على المصالح الغربية فى مالات هذه الحرب ..
-الامر الذى يشي عند كثير من المراقبين بانهم كانوا راضين بما حدث طيلة هذه الفترة ،وان موقفهم الجديد لم يغير من واقع الحرب شيئًا و لن يفيد قوات التمرد المندحرة من التهاوي و السقوط .. و يرون ان عبرة فيتنام و افغانستان لن تسمح للإدارة الأمريكية بالتدخل العسكرى المباشر فى السودان ، و هي تواجه معارضة داخلية من الشباب و قادة الرأي الاحرار لسبب مساندتهم لحرب الابادة التى تقوم بها إسرائيل فى غزة ….
-كما يشير كثير من المراقبين انه لا يتوقع ان تطول الحرب فى السودان كما هو الحال فى سوريا و اليمن و ليبيا ، فالوضع فى السودان مختلف عن اوضاع تلك الدول ، اذ ان الشعب السوداني بكامله و قواه الحية ( ماعدا قلة منبوذة من الشعب ) تقف شريكة مع الجيش مقاومة مسلحة و تمويناً و تمويلاً شعبياً و مساندة تطوعية واسعة ممتدة فى تقديم الخدمات و مضاعفة الانتاج و إدارة شئون الدولة .
….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.