توفيق جعفر يكتب: *(أين المبادرة الوطنية والعربية ..؟!)*
أفق جديد
برغم مآسي الحرب ومجازرها ولؤم الخصم المعادي وعدم معرفته بأصول الحرب : فقد وضع الخليفة الصديق لجيش اسامة بن زيد وهو يودعه وصاياه وهو تصلح ( مانفستو) بلغة اليوم وآدابا الحرب عند المسلمين : ألا تقتلوا شيخا ولا إمراة ولا تخربوا زرعا ولا ضرعا وألا تقاتلوا إلا من حمل السلاح ضدكم ..إلخ
فالعدو فاق اليهود في استهتاره بالارواح وفتكه بالعروض واغتياله الائمة والدعاة ..إلخ..!
فهذا واحد منهم يغني في باحة المسجد ويتخذ من مصلاة الإمام ساحة للرقص ومن ميكرفونه أداة للغناء ..!
وبرغم كل ما فعله العدو ومن ورائه ستة عشر دولة بمخابراتها فقد استعصي عليه استعمار السودان وتغيير نظامه ودافع جيشه بل وانتصر في معارك كثيرة ..!
لكن اين المبادرة العربية؟
أين مصر الدولة الجارة الشقيقة والتي يربطنا بها النيل ..؟
وكل مصالحها ومنافعها تقع في شطر الوداي جنوبا ؟
أم انها مغلوبة علي أمرها .. أرهقتها الديون وفشل اقتصادها ودخل العدو من اوسع ابوابها ..؟
اين العرب الذين علمنا أبناءهم وعالجنا مرضاهم وجاورناهم واستفادوا في تنمية بلدانهم في الخليج وغيره من خبراءنا في الدستور والقوانين ومهندسينا في الطاقة والنفط والكهرباء والاقتصاد والتعليم ..إلخ؟
اين هؤلاء الذين تعلموا علي ايدينا وانتفعت دولهم من خبراتنا؟
هل أصاب هذه الدول ما أصاب مصر من الحيرة والدوران ..!
كيف والعدو قد دخل دارنا واوسع فينا سلبا ونهبا وقتلا؟
قصدت بالمبادرة الذهاب لمحركي الفتنة بعد ان فشلت لأنهم الان يبحثون عن حل …!
وجامعة الخرطوم هذه المؤسسة الأكاديمية الوطنية الضاربة في العمق والمتجذرة بما قدمت كمؤسسة لها وزنها الدولي العلمي والاكاديمي .. اين دورها الطلائعي واين استقلاليتها؟
وكانت تقف امام النظم السياسية كشجرة باسقة لا تهزها رياح الحكام مهما كانوا ؟
أين كبار السودان وعقلاءه؟
اين اهل المروءة والنجدة؟
لأن ما يحدث من حرب يمثل انهاكا لبنية الدولة السودانية التي لم تجد نظاما يجدد طاقاتها ولا يبني مصانعا وطاقات وتكنلوجيا حديثة ولا حتي دولة راسخة انتظم مجتمعها في التنمية الاجتماعية و لا الاقتصادية ..!
مجتمعا ما زال في طور التجريب والعاطفة وعدم الاستقرار ..!
لم يحسم مجموعة اسئلة مركزية حول الهوية ومترادفاتها في العدالة والتنمية المتوازنة ..!
في بنية دولة بناها المستعمر ولم تجد ايدي وطنية تواصل بناءها؟
والمبادرة في السودان الآن في اشد حاجاتها وضروراتها فهل نجد من يفعلها؟؟
…..
#منصة_اشواق_السودان