منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي يكتب : الحركات والجبهات الإثيوبية وتحركاتها في أراضي السودان (1)

0

شهدت فترة الثمانينيات حراكا سياسيا كبيرا في المشهد الداخلي لإثيوبيا ، وذلك في فترة ازدادت قبضة النظام العسكري نظام الدرق العسكري للعقيد منقستو هيلي ماريام “1974 الي 1991 “علي كافة أنحاء البلاد ، هو الذي كان أقرب للمعسكر الشرقي ،في وقت كان العالم ينقسم الي معسكرين شرقي وغربي .
ومع تزايد حركة النزوح الي السودان بسبب الجفاف والضغوط السياسية التي شهدتها إثيوبيا في تلك الفترة ،كانت هجرات لكبار السياسيين والفنانيين والمثقفين ،حيث كان السودان بوابة للهجرة للغرب وخاصة الولايات المتحدة ، عبر منظمات كانت تعمل علي عدة أهدف أولها أستهداف النظام العسكري الذي كان مواليا للأتحاد السوفيتي ، وثانيا نشر المذهب البروتستانتي “الكنيسة الخمسينية ” والتي بدأت عقب الجفاف والمجاعة الشهيرة التي ضربت البلاد في منتصف الثمانينيات ،والتي كانت تعمل في عدة مناطق في المعسكرات القريبة من المدن السودانية عبر مبشرين كانوا يقدمون الأموال والدعم ، وتسهيلات حركة السفر الي أوروبا والولايات المتحدة .
ومن جانب أخر كان حراك أخر كانت تقوم به أسرائيل لتهجير اليهود الفلاشا من من مناطق قوندر بإقليم أمهرا، مناطق أندا اباقونا بإقليم تيغراي ، وكانوا يتواجدون في معسكرات بشرق السودان “تواو وام قلجة “،وقد تكللت بعمليات عدة في فترة حكم الرئيس السابق جعفر نميري ،وهو تاريخ طويل لعبت فيه عدة جهات دورا كبيرا ، وتكللت بالنجاح في نقل عدد كبير من اليهود الإثيوبيين “بيت أسرائيل “، هذه العمليات الشهيرة التي اطلقت عليها (عملية موسي ) وعملية ( سبا) او (سليمان )،هي عمليات أعتبرت من اكثر وانجح العمليات تعقيدا واخفي العديد من الصفقات التي تمت بموجبها عملية تهجير اليهود الاثيوبيين الفلاشا لدولة اسرائيل التي ساد حولها العديد من الغموض ،ومن كان المستفيد الرئيسي هل هي دولة اسرائيل ؟ام السودان ؟ ام حكومة العقيد منقستو هيلي ماريام الماركسية ؟ أم الحركات الاثيوبية المسلحة في وقتها (الوياني – الشعبية – والخ ).
ومن جانب أخر كانت الحركات الثورية الإثيوبية تعمل من دخل الأراضي الإثيوبي ،مستغلة التواجد الكثيف للإثيوبيين من لأجئين ومهاجرين في مناطق شرق السودان ،وقدمت عدة جهات تسهيلات لفتح مكاتب لتلك التنظيمات الإثيوبية والأريترية ،و كانت تحارب النظام الإثيوبي أنذاك تحت مرأي وأشراف الأجهزة الأمنية السودانية ،التي كانت تراقب تحركات تلك الأحزاب الإثيوبية ، وأغلبها كانت بالتعاون مع دول غربية عدة ،ويمكن مراجعة بعض المصادر وتحركات المخابرات الأمريكية والغربية في تلك الفترة لمراقبة الوضع الإثيوبي ، الذي كان يزداد تعقيدا مع تدهور الوضع الأمني والسياسي لحكومة الدرق العسكرية .
وظلت تحركات ،كل من حزب الأتحاد الديمقراطي الإثيوبي (( EDU ، وحزب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (TPLF ) ، وحزب الثوار الديمقراطيين الإثيوبي ،وجبهة التحرير الأريترية ، والجبهة الشعبية لتحرير أريتريا(EPLF) ،بالأضافة لأحزاب أخري إثيوبية في تلك الفترة كان لها صيت كبير في الداخل الإثيوبي ،وهي أحزاب مناطقية لها مطالب خاصة بمناطق محددة في شمال غرب إثيوبيا ، وشاركت في عمليات عسكرية ضد النظام العسكري الإثيوبي في تلك الفترة .
ومع تزايد الخلاف بين تلك الحركات ، حاولت الحكومة السودانية أن يكون بين تلك الأحزاب والحركات مناطق ،حيث كانت تتواجد المكاتب التنظيمية الخاصة بها في بعض المناطق علي أن تبتعد الأحزاب التي بينها خلافات عن بعضها البعض بسبب أحتدام الخلافات بينهما في تلك الفترة ،وصلت لأن جعلت بعض المناطق السودانية أرضا للصراع فيما بينها ، و قد وقعت عمليات قتل وتصفيات عدة لأعضاء وقيادات من تللك الأحزاب السياسية ، وتضرر منها أفراد كانت أنتماءأتهم لبعضا منها .
وضمت بعض الملفات الخاصة للاحزاب والحركات المسلحة الإثيوبية أسماء كبيرة من القيادات السودانية التي كانت لها علاقة وطيدة ملفات عدة خاصة الأحزاب الإثيوبية ، وتحركات لقيادت غربية تتواصل مع الأحزاب السياسية .
ومع مرور الوقت كانت تلك الجبهات تستعد لمراحل متقدمة من النضال وانتقلت من الحراك المسلح لأحزاب سياسية تستعد لمرحلة المشاركة في حكومة مدنية ،عقب تدهور النظام العسكري الإثيوبي الذي كانت يقوده العقيد منقستو هيلي ماريام ، في نهاية أبريل 1991 وصولا لمايو الذي كان فترة هروب العقيد منقستو الي دولة زيمبابوي ، واجتياح الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية للعاصمة أديس أبابا .
………………..سنواصل .
….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.