ام الخنساء تكتب :
قصتي مع السرطان (3)
*ليلة من ذات الليالي*
*أحلامنا زي سيفا لمع*
*فجاهو طول الليل قطع*
*لا لمَّ في آخر المطاف*
*لو لاقي سكته لا رجع*
صمت عميق وظلام يلف كل شئ بعناية
الجميع في سبات عميق
صمت ينتظر بكل الشوق أوقات السحر ليسلم رايته ويرحل مستسلما بلا إنهزام
وقبل ذلك الموعد بقليل
إستيقظت بعد رؤية منامية
بدأت في تخزينها سريعا
حتى لا يفلت منها شئ
فكانت بكل تفاصيلها تدور أحداثها
دون إسقاط كما يحدث معي دوما
كل تفاصيلها حاضرة
في الذاكرة
إستعدتها كشريط سينمائي بكل السرعات
أغمضت عيوني وسرحت معها وأنا أسأل نفسي
هل كانت رؤية أم واقع ؟
ولا زال السؤال متشبث
كان محكر كالملك
راجي الجواب
لا إتوارى غاب
لا كان كمان
طيف أو سراب
تيقنت أنها رؤية
فبدأت في إختبار الذاكرة والتأكد من أن شئ لم يتبخر
رأيت أنني أتحرك من سريري تجاه أمي فتلتقيني
في منتصف المسافة
أبادرها بأني قد ظهرت
( حاجة هنا )
وأشير إلى مكان معين وأضع يدي عليه بالضبط
وأقول لها ( بس قالوا لي ما فيها شي )
تحسست الموضع الذي أشرت إليه لظني أنها حقيقة
لم أجد شئ
تفلت وتعوذت وبدأت برنامجي المعهود
مرت أيام على الرؤيا حتى أنني نسيتها ومارست حياتي عادي
مع التفقد أحيانا والتحسس
*ومرت الأيام*
*كالخيال أحلام*
وفي اليوم الرابع تقريبا
أحسست بوخزة خفيفة
وكانت المفاجأة في ذات المكان وبذات الحجم
وكل شئ كما رأيته
تنزّل واقعا
دهشة ،،، ذهول ،،، تعجب
أحساس مضطرب ولحظات مرت كأنها قرون
تسمر معها كل شئ وتجمد
صمت أرهق كل الاصوات
وتسيد الموقف
كل الإحتمالات توافدت مسرعة
حَشْد كان بلا ميعاد
ما أعددت له عتاد
تخيرت مكانا قصيا
هززت جذوع صمودي
ليتساقط منها صبر وجلد
وحسن تصرف
تعلقت بالسماء
تذكرت كل الإبتلاءات التي عاصرت
أو سمعت أو قرأت
وإستلهمت من السيرة
والآثار كم من الدروس
لأسلي بها وأواسي
عزمت أن تربت كفي على كتفي
وأطيب خاطري بنفسي
*{ إنا لله وإنا إليه راجعون }*
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم أجرني في مصيبتي
علمت أنني على عتبة إمتحان لا أدري تفاصيله
قد يكون سهل لا يحتاج لجهد
وقد يكون صعب مرهق
ما تأكدت منه ولا سبيل لذلك
فقط علي أن أقتحمه
وأضع في ذهني وأقنعها
بأنني لا أريد النجاح
نعم لا أريد النجاح
والقنوع بالمتاح
لا أريد ما يخارجني
ويخرجني بأقل الخسائر
بل أتطلع للتفوق
للإمتياز
وفوقه مجاز
فأنا أبغى وأستطيع
من بعد عون الله
خلقني قوية
ولا زلت فلماذا أقنع بما دون القمم
هكذا كان أول إجتماع لي
مع نفسي
وأول حوار
سأحتاج إلى معينات حتى لا تهتز
قوتي ولا تتراجع خطوتي
كنت مشوشة حينها
ولكن ،،،
سنواصل مضابط الإجتماعات القادمة
إن شاء الله
حكمتي دوما
*( كن ذا أثر وتميز ببصمتك*
*ولا تدع فسيلة في يدك أبدا مهما كانت الظروف )*
حكمتي دوما
( كن ذا أثر وتميز ببصمتك
ولا تدع فسيلة في يدك أبدا مهما كانت الظروف )
أم الخنساء
#منصة-اشواق-السودان
