منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ام الخنساء تكتب : قصتي مع السرطان (5)

0

ام الخنساء تكتب :

قصتي مع السرطان (5)

*كلمني حاول حس بي*
*عاتبني وارمي اللوم علي*
*كلمني والكاين يكون*

مكالمة منتصف النهار من الأميره التي توجتها مشاعرنا
وفرشت لها القلوب أكاليل
المودة والمعزة ومهدت لها
الدروب لتتخذ عرشها مقرا
وتتربع عليه
تحايا وسلامات ككل البدايات
ثم مواضيع تتعلق ببعض
المهام في ترتيب بعض أعمالنا الطوعية
ثم سؤال دسته في وسط
الحديث السلسل
أربك كل دفاعاتي
سألتني إن كنت زرت إحدى الغوالي
العزيزة مثلها ولها مقام
كريم ومحبة وتقدير
والكثير الكثير
* هل ذهبت للعزاء ؟
تلعثمت حينها
فقد كان السؤال مفاجئ
لم يربكني هو بل ثم ماذا
بعد هذا ؟
أجبتها
* لا
* لماذا ؟
وهذا ما كنت أحذره
ذكرت لها سيل من المبررات والأعذار
صمت تام حتى أكملت
فاجأتني بأن
* ذلك ليس
مبررا
فقد فقدت ثلاثة أشخاص
من أسرتها على التوالي
أتبعت ذلك بمباغتة أخرى
* هل بينك وبينها شئ ؟
سؤال صاعق جدا
إندفعت في الحديث بعده
أحكي عن
علاقتنا ونقائها
وإن فرضنا صحة ذلك
وهو مستحيل
فلأهلها علي حق
وعشرة لا تستطيع قيود الدنيا حبسي
وقد صرت منهم وفيهم
ولكن ظرف صعب حال
*أحيانا نجعل من الظروف شماعة لتقصيرنا ،،، وحائط قصير نقفز عبره بكل خفة من حصار العتاب وحينها لم أكن كذلك ولكني إتخذتها وسيلة مغادرة سريعة لمحطة إن طال التوقف بها سأضعف*

*ما بقدر ابوح*
*انا ما داير اصرح*
*يمكن قول يروح*
*يمكن قول يجرح*

وكانت عزيزتنا المعنية
ما غابت عن خاطري أبدا هي الحاضرة في كل أوقاتي
وكنت أناجيها سرا وأقول
في
*كل لحظة تمر علي*
*بتذكرك انا*
*والهواجس والظنون*

حاصرتني بعتابها
حتى أسررت لها وطلبت منها الحفظ
وقبلها كانت أخرى أخبرتها في لحظة ضاق بها صدري
وصبري وخشيت ان أفقدهما
تألمت وهذا ما يزيدني ألما
قلت لها في سري
*لو شفتي كيف*
*مرو الليالي*
*وحال المساكين*
*الحيارى كأنه حالي*

وكنت أتحمل كل ذلك لأجلكم جميعا
حاولت معي بكل السبل أن أتوجه للفحص والإطمئنان
رفضت بكل حزم وصلابة
إمتثلت هي وإنتهت المحادثة
أو هكذا حسبتها
وكانت أكبر حسبة خاطئة

*لا تجزعي*
*إن كانت الأيام*
*قد عصفت بنا*
*فغدا يعود لنا اللقاء*
*و تعود أطيار الربى*
*سكرى*
*تحلق في السماء*

غدا إن مد الله في العمر
نتابع ونسعد بروحكم التفاعلية التي أكسبت
حروفنا الإستمرارية ومحاولة الإرتقاء لمقامكم

حكمتي دوما
*( كن ذا أثر وتميز ببصمتك*
*ولا تدع فسيلة في يدك أبدا مهما كانت الظروف )*

أم الخنساء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.