د. عبدالقادر محمد احمد يكتب
اثرياء الحرب
بتاريخ : 2024 /1/9
قرات في الوسائط خبرا يفيد بعقد اجتماع مجلس ادارة بنك النيلين في دبي. السبب كما يقولون ھو الحرب المشتعلة في السودان . بنك النيلين بنك حكومي مملوك بالكامل لوزارة المالية وبنك السودان . ھذا يعني ان ماله مال عام تقع مسؤولية الحفاظ عليه علي وزارة المالية وبنك السودان . وھذا يعني ايضا ان اعضاء مجلس الادارة كلھم من موظفي المالية وبنك السودان .ودورھم ھو الحفاظ علي اموال البنك وبالمقابل تمنح لھم حوافز سنوية .لكن المال العام تغيرت صفته عند ھؤلاء فاصبح يسمي المال السائب. عقد المجلس اجتماعه المھم لمدة تسعة ايام كما جاء في الخبر . تخيلوا (احدي عشر) نفرا ھم اعضاء المجلس يسافرون من السودان عن طريق مطار بورتسوان ويعقدون الاجتماع في دبي . ولا ادري هل بورتسودان موبوءة بالكوليرا حتي يهربوا منها . وكل ذالك علي حساب شعبنا المشرد في كل مكان يقتلھم الجنجويد والجوع والمرض. من اين اتي ھؤلاء؟ وتعلمون انه كلما طالت المدة امتلات جيوبھم بالمال السائب وبطونھم بما لذ وطاب من الاكل الحرام . وبالطبع ان اھم بند في الاجتماع ھو حافز مجلس الإدارة . لذلك يضعونه في اخر الاجندة. المعلومة التي لا يعلمھا كثيرون ان ھذا البنك من البنوك المرشحة للانھيار قبل الحرب وقبل النھب الذي تم. فكيف الحال بعد الحرب وبعد النھب .رحم الله الدكتور عبدالوھاب عثمان وزير المالية الاسبق . استدعاني ذات يوم في العام ١٩٩٨م. قال لي ساكلفك بمھمة صعبة وستكون عضوا في مجلس ادارة سوداتل . المال مال عام والحفاظ علي اموال المساھمين مسؤولية وزارة المالية . مھمتك ھي مراقبة وايقاف الفساد المستشري ھناك . بدات المھمة ولم تكن سھلة حوربت فيھا حتي تم طردي من كل وظائفي عندما اعترضت علي بيع موبيتل . فيما يتعلق بمجلس ادارة بنك النيلين ولو كنت في موقع وزير المالية ومحافظ بنك السودان لصادرت كل الاموال التي صرفت لصالح المجھود الحربي. لكن اذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة اھل البيت كلھم الرقص . افتقر الشعب كله ولكن قلة مجرمة اثروا ثراءا فاحشا .لعن الله الذين امتلات بطونھم عندما جاعت شعوبھم كما قال علي بن ابي طالب رضي اللھ عنه.
د. عبدالقادر محمد احمد
أمين عام ديوان الضرائب الأسبق.
والخبير الاقتصادي .
