منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة عندما تصبح شيئاً تافهاً

0

زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة

عندما تصبح شيئاً تافهاً

يُحكى أن شاباً إغريقياً كان على علاقة مع فتاة ، إستمرت لأكثر من عام ، فأراد أن يقننها فذهب إلإغريقي إلى بيت الفتاة وطلبها من أهلها ، فوافقوا بعد إشتراطات ، ظلت خطبة الإثنين معروفة في نطاق أسرة الفتاة ، مخفية على الجميع حتى أسرة الشاب الإغريقي لا تعرف شيئاً عن إرتباطه الجديد ، مضت شهور وأيام وسنوات والحال كما هو عليه، لا هو تزوج بها ، ولا أعلن خطبته منها امام الناس.

خرج ذات يوم شقيق الفتاة يبحث عن عمل ، في مدينة مجاورة ، واستقر به المقام عاملاً في شركة للنسيج مع شاب في تلك المنطقة ، هذا العمل اخرجه من دائرة الفقر والعوذ إلى سد الحاجة ، وذات يوم وبينما هو يتمشى في طرقات المدينة ، شاهد صاحب الشركة برفقة فتاة وعندما أعاد النظر إليها ، فإذا بها شقيقته خطيبة الإغريقي ، مُخدمه في العمل ، فأصبح الشاب بين امرين أن يفقد العمل ويعود فقيراً ، أو أنه يكشف لشقيقته عن حقيقة خطيبها فأختار الصمت بدلاً من كشف حقيقة الخطيب الذي عُرف بين أهله بعاشق المدينة ، حيث تزوج بشابة جميلة توفيت ولم يكمل معها عاماً ، فأعتزل بعدها النساء وبنى لها مقبرة في بيته يجلس إليها ويتكلم معها وكأنها حية ، تسعى بين الناس .

مابين شقيق الفتاة واحزاب الحرية والتغيير أوجه شبه ، وكأنهما توأم حيث اعتلت قحت السلطة ، ثم تسربت من يديها كما يتسرب الماء من بين الأصابع ، فلجأت قحت إلى عقد شراكة سرية مع مليشيا الدعم السريع المتمردة ، للعودة إلى السلطة عبر إنقلاب تحول لاحقاً بعد فشله إلى حرب لا أخلاقية ، مارس فيها الجنجويد الزراع العسكري للحرية والتغيير أفظع المجازر ، وأسوأ الإنتهاكات التي حلت بالبشرية ، المجازر التي يترفع ضمير الأدمي عن بشاعتها ، وصمتت عنها تقدم في وقت الحديث المباح ، تقديراً لشراكتها مع المليشيا ، فجاء صمتها خصماً على حسابها ، فارغ الرصيد من محبة الشارع السوداني .

تماهي أحزاب قوى الحرية والتغيير مع المليشيا المتمردة ، ومحاولة إظهارها بمظهر الذي وقع عليه الظلم ، وسكوتها عن الجرائم التي إرتكبتها المليشيا بحق المواطنيين الأبرياء ، جعلت من تقدم شيئآ تافهاً كمن تتبرز في العراء ، فتغطي وجهها بدلاً عن عورتها…لنا عودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.