منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بروف. كمال محمد جاه الله الخضر يكتب : ندوة: النفوذ الغربي في منطقة الساحل الإفريقي وأثره على الاقتصاد والتنمية

0

بروف. كمال محمد جاه الله الخضر يكتب :

ندوة: النفوذ الغربي في منطقة الساحل الإفريقي وأثره على الاقتصاد والتنمية

بدعوة كريمة من زميلنا (وأستاذنا) الأستاذ الدكتور/ محمد عاشور- وبرفقة جميلة مع الزميل الأستاذ الدكتور/ عمر عبد الفتاح، وكليهما من أعمدة كلية الدراسات الإفريقية العليا في جامعة القاهرة- تيسرت لنا المشاركة في ندوة مهمة ماتعة عن النفوذ الغربي (الفرنسي على وجه التحديد)، وأثره على الاقتصاد والتنمية في دول الساحل الإفريقي (تشاد ومالي وبوركينافاسو والنيجر وموريتانيا).

أقام الندوة المركز الإفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيحية (القاهرة)، بالتعاون مع المعهد الدولي لأبحاث النظم المتقدمة (موسكو)، وذلك يوم الأحد 25 أغسطس 2024، بفندق بيراميزا، قاعة اللوفر، الدقي- الجيزة. وقد وفّرت في ثنايا جلسات الندوة ترجمة فورية (عربي- وإنجليزي- وفرنسي). استمرت الحلقة لأربع ساعات، قسمت إلى ثلاث جلسات: أولى افتتاحية، واثنتين علميتين مطولتين. إضافة إلى لقاء ختامي، وزعت فيه شهادات للمشاركين.

كما هو متوقع اشتملت الجلسة الافتتاحية على كلمة الأستاذ الدكتور/ ألكساندر أجيف، المدير العام للمعهد الدولي لأبحاث النظم المتقدمة، وأخرى للدكتورة/ غادة فؤاد، مديرة المركز الإفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيحية. وتلا ذلك حديث علمي مركّز لموضوع الحلقة، والأوراق المتوقع عرضها- قام به الأستاذ الدكتور/ محمد عاشور، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية- جامعة القاهرة، تهيئة لمناخ تقديم الأوراق.

عرضت في الندوة موضوعات ذات طبيعة اقتصادية في المقام الأول، ولكنها رهنت ذلك العرض لتخصصات متداخلة معها، مثل: السياسة والتاريخ والجغرافيا. تحدث، في الجلسة العلمية الأولى الأستاذ أبو بكر الحاج مهمن (رئيس جالية النيجر في جمهورية مصر العربية)- عن تأثير السياسات الاستعمارية على النظام الإداري الحكومي الحالي في دول الساحل، النيجر نموذجا. وقد أرجع التأثير إلى: العملة، والنظام التعليمي، والنفوذ السياسي (الداخلي والخارجي)…

أعقب ذلك الحديث عن “نظرة تحليلية للتبعية النقدية للفرنك الإفريقي في دول الساحل”، حيث تطرق فيه الأستاذ/ محمد الطماوي، عضو مجلس مركز المعلومات والاستشعارات الإفريقية- جامعة القاهرة- إلى جملة من المحاور، تبين خطورة التبعية النقدية لهذا الفرنك في دول الساحل، وما يترتب عليها، مدعما ذلك بالبيانات، التي تؤيد أفكاره في هذا المجال.

أما سياكا كوليبالي، وهو محلل سياسي، من بوركينافاسو- فاستعرض في ورقته “تأثير السياسات الاستعمارية على النظام الإداري الحكومي الحالي في دول الساحل، بوركينافاسو نموذجا”- جملة من النقاط في هذا المجال، مع إبراز خصوصية هذه الدولة.

عقّب على هذه الأوراق العلمية- الأستاذ الدكتور/ جوناثان أريمو، وهو أستاذ للعلاقات الاقتصادية في نيجيريا، إضافة إلى أنه خبير في تجمع الإكواس. وقد رافقه في التعقيب الأستاذ الدكتور/ محمد عاشور، الذي نبّه إلى أن الحديث عن تأثير السياسات الاستعمارية على النظام الإداري الحكومي الحالي في دول الساحل- ينبغي ألا يتجاهل موضوعات مثل: بنية الدولة الإفريقية، وأنها دولة مصنوعة على مائدة مؤتمر برلين.

بدأ الحديث في الجلسة العلمية الثانية- الدكتور/ إسماعيل محمد طاهر، وهو باحث في الشأن الإفريقي (جامعة إنجمينا)، وصاحب الورقة التي بعنوان: “تأثير السياسات الاستعمارية على النظام الإداري الحكومي الحالي في تشاد”، والذي استعرض تجربة تشاد في هذا المجال، مبرزا خصوصيتها، وجيواستراتيجيتها، والأثر البالغ لتلك السياسات على تشاد.

ينتقل الحديث بعد ذلك للدكتور/ أحمد يعقوب دابيو، وهو خبير لفض النزاعات، ورئيس مركز الدراسات للتنمية والوقاية من التطرف، بإنجميا (تشاد)، ليعرض ورقته التي بعنوان: “أثر السياسات الاستعمارية على المؤسسات الإدارية والتعليمية وعلاقتها بنمو التطرف في بحيرة تشاد”. تم عرض الورقة باللغة الفرنسية، وأبرز فيها دابيو أهمية التعليم، من أجل مكافحة قضية التطرف في عموم دول الساحل، وفي تشاد على وجه الخصوص.

آخر أوراق الحلقة النقاشية- كانت من نصيب الأستاذ/ عمر أحمد البستنجي، وهو كاتب ومحلل اقتصادي أردني، وباحث دكتوراة اقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة، وقد تناول في ورقته “الدور الروسي في تنمية دول الساحل في ظل المكاسب المتبادلة والتحديات الاقتصادية”. وبذا يكون قد تطرق إلى متغير جديد، لكنه يعد جزءا أصيلا في موضوع الندوة.

عقّب على هذه الجلسة، أيضا، الأستاذ الدكتور/ جوناثان أريمو، والأستاذ الدكتور/ محمد عاشور. وأعقب ذلك توزيع شهادات للمشاركين في الحلقة.

بقي أن نشير إلى أن هذه الندوة- شهدت حضورا نوعيا من الدبلوماسيين، ممثلي الدول الإفريقية في مصر، إضافة إلى الأساتذة والخبراء المختصين في الشأن الإفريقي في العلوم السياسية والاقتصاد. كما حضر الندوة رؤساء الجاليات الإفريقية، والطلبة الدراسين في مصر، بالإضافة إلى باحثي الماجستير والدكتوراة المهتمين بالشأن الإريقي من دارسي الجامعات المصرية المختلفة.

الحق أن الندوة تناولت موضوعا مهما، وسلطت الأضواء على قضايا غاية في الأهمية، تهم منطقة الساحل الإفريقي من المنظور الاقتصادي، وعلى وجه التحديد من منظور تأثير السياسات الاستعمارية على وضع الحكومات الحالي، تلك التأثيرات التي ما تزال قائمة، وما تزال تشكل كوابح في طرق تنمية تلك الدول واستقرارها. ننتظر الوعد بتمليكنا للأوراق المقدمة في الحلقة لمزيد من الاستفادة، ولمزيد من عرضها للمهتمين، بدلا عن هذا الموجز التعريفي.

الأستاذ الدكتور/ كمال محمد جاه الله الخضر- أكاديمي سوداني*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.