محمد الفاتح حمد النيل يكتب : تداعيات سوريا .. هل تؤثر علي حرب السودان…
محمد الفاتح حمد النيل يكتب :
تداعيات سوريا .. هل تؤثر علي حرب السودان…
بعد السقوط الدراماتيكي لنظام الاسد في سوريا بعد قبضة اسرية وعشائرية قوية علي السلطة تجاوزت النصف قرن،،تتجه الانظار نحو التحولات الاقليمية والدولية واثر هذا الانهيار علي المشهد الدولي.
قد تبدو عملية الانهيار من وجهة نظري منطقية عطفا علي ما سبقها من أحداث ارتبطت بسوريا ارتباطا مباشرا او غير مباشر ،، فعمليات الإغتيال لعدد من القيادات المؤثرة في حزب الله وحماس وبعضها داخل العمق الايراني مع ردة الفعل الايرانية الخجولة تارة وغض الطرف تارة أخري مضاف الي ذلك قوة المد التركي وضغطه العسكري الكبير علي قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع حزب العمال،والاثر الظاهر لانشغال روسيا بحرب اوكرانيا كل تلك الاحداث كانت مؤشرا علي انهيار نظام الاسد وعدم قدرته علي الصمود في ظل اعتماده علي محور واحد متحالف معه وما يعانيه من عزلة عن محيطه العربي وضغط من امريكا والاتحاد الاوربي .
تحولات كبيرة وجوهرية طالت المنطقة وستطالها ولاتنفك بأي شكل من الأشكال عن مصالح القوي التي كانت حاضرة في المشهد السوري وكيف ستمتص هذه الصدمة بحيث تجنبها فقدان النفوذ في مناطق أخري.
ولعل ما تواتر من انباء عن نقل روسيا عتادها وجنودها من قاعدة (حميحم ) الي مناطق سيطرة خليفة حفتر في ليبيا والمتاخمة للحدود مع تشاد والسودان خاصة وان روسيا قد اتخذت من المنطقة قيادة لما تطلق عليه الفيلق الافريقي وهو الاسم المحور لتنظيم (فاغنر ) سيء السمعة قد اثار حالة من القلق فيما يتعلق بتطورات قد تشهدها الحرب في السودان التي تمضي نحو عامها الثاني والذي يتزامن من تقدم كبير للجيش السوداني والقوات المشتركة في كافة محاور القتال خاصة شمال دارفور التي استعصت حاضرتها الفاشر علي مليشيا حميدتي المتمردة .
فالرائج الان ان محاولات تجري من قبل روسيا لتقديم دعم لوجستي يمكن الفرقة المدرعة السورية التي انسحبت بكافة الياتها ولا يعلم يقينا مكان تمركزها، يمكنها من الانتقال الي مناطق تمركز الفيلق الافريقي في ليبيا .
قد يقلل اخرون من الخطوة كون مواقف روسيا ومنذ بدء الحرب داعمة للجيش السوداني ومعززة من مواقف السودان في مجلس الامن لدرجة استخدامها حق الفيتو،لكن طبيعة تعامل روسيا مع قوات فاغنر بوضعها الجديد عقب مقتل قائدها في تحطم الطائرة الشهير قد يبدو مثيرا للارتياب في ظل وجود خليفة حفتر كزراع عسكري داعم لمليشيا حميدتي وتماهي النظام في تشاد وتوفيره منافذ لتوصيل الدعم العسكري واللوجستي بما في ذلك تسهيل دخول المرتزقة.
لكن بالمقابل نجد الجانب التركي المناوئي لخليفة حفتر والداعم للحكومة الليبية المعترف بها حريصا كل الحرص علي استدامة الامن والهدوء علي ساحل البحر الأبيض المتوسط والدليل علي ذلك تقديمه الدعم الفي والاستخباراتي للجيش السوداني مما اسهم كثيرا في فرض الجيش السوداني سيطرته علي الشريط الحدودي، وغير بعيد من ذلك نظرة مصر لاي استقواء قد يمكن حفتر من إعادة نشاطه علي مثلث الحدود بينها وليبيا والسودان وهي مناطق تشكل تهديدا جوهريا للامن القومي المصري الذي يضع حسبانا لتحركات الجماعات التكفيرية المنشقة عن داعش وما يمكن ان تسببه من اضطرابات في مناطق جنوب مصر يتزامن مع ما يحدث في اقصي شمالها في سيناء ورفح تحديدا.
تبقي هذه المعادلة متعددة العناصر مفتوحة الأطراف وخاضعة لكل الاحتمالات ،مما يتطلب عملا دبلوماسيا واستخبارتيا كبيرا وعاجلا من جانب الحكومة السودانية قد يعيد تشكيل المنطقة وترتيب اللاعبين المؤثرين بما فيهم لاعبين جدد بالتزامن مع اقتراب انتقال السلطة في امريكا لادارة دونالد ترامب في ولايته الثانية.