منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عالم يرثى عالم : بروف عثمان أبوزيد و باشمهندس عبد العزيز عثمان كتب البروفسور عثمان أبوزيد ما يلي في حسابه على فيسبوك

0

عالم يرثى عالم :
بروف عثمان أبوزيد و باشمهندس عبد العزيز عثمان

كتب البروفسور عثمان أبوزيد ما يلي في حسابه على فيسبوك


رحم الله عبد العزيز عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
“ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم”.
وجدت هذه العبارة في رسالة الوداع لأديب من أمريكا اللاتينية إلى أصدقائه في العالم.
كانت المرة الأخيرة التي رأيت فيها الأخ المهندس عبد العزيز عثمان في مناسبة اجتماعية قبل سنوات بمسجد النور بكافوري.
أما المرة الأولى التي رأيت فيها الأخ عبد العزيز فكانت في مدرسة دنقلا الثانوية حيث يسبقنا في الدراسة بعام واحد. وقد سعدت بزيارته بقريته (كُلِمسيد) بالزورات شمال دنقلا، وتأخذ القرية اسمها من مسجد كلمسيد (مسجد الحجر) العتيق الذي يُقال بأن أول صلاة جمعة في السودان أقيمت فيه.
في السنوات المشغولة جدًا في أوائل التسعينيات صار من العسير مقابلة شخص عزيز مثل عبد العزيز؛ ينغمس في مسؤوليات جسام. لكني سعيت إليه لمجرد السلام عليه يوم كان في برج سوداتل مديرًا تنفيذيًا لشركة الاتصالات السودانية. وكانت ساعة صفاء أحطت فيها بما كنت أتطلع إليه من الوقوف على قصة النجاح الكبير في الاتصالات التي لم تسبقها إليها سوى دولة أو دولتين في العالم. وقد يتذكر الناس ما جاء في برنامج من سيربح المليون عن أفضل نظام للاتصالات في العالم، وكانت الإجابة هي أنه نظام الاتصالات في السودان.
وفي تلك الأيام من أوائل التسعينيات زارنا في الخرطوم أحد المسؤولين من دولة عربية نفطية وشاركنا في تدشين موقع الكتروني لإحدى المنظمات، فطلب بعد ذلك تصميم موقع لمنظمته وأن تكون إدارة الموقع من الخرطوم.
كان عبد العزيز وافر العقل كثير الخير. سارع لتلبية نداء الوطن عقب مجيء الإنقاذ، وكان في مرحلة الدكتوراة بجامعة أوكلاهوما (نورمان) بعد إنجازه شهادة الماجستير في الهندسة الصناعية من جامعة أوكلاهوما ستيت يونيفيرسيتي.
وكأنَّ المهندس عبد العزيز كان يستبق الخطى، فقد أفاده طبيب أمريكي سنة 1986 بأنه على وشك الوفاة إذ يعاني مرض الأزمة من صغره، ولكن طبيبًا عربيًا طمأنه بأن الأمريكان غير مستوعبين طبيعة أجسادنا! ـ وهذه الرواية من الدكتور محمد خيري فقيرـ والحقيقة أن الأمريكان غير مستوعبين طبيعة أجسادنا… وأرواحنا وأفكارنا!
رحم الله الأخ عبد العزيز وتقبله مع المهديين، ورفع درجته في عليين، وبارك عقبه إلى يوم الدين.
لكل أجل كتاب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

عثمان أبوزيد ـ مكة المكرمة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.