زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *مستشاري المليشيا وإدمان الكذب*
زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة
*مستشاري المليشيا وإدمان الكذب*
اشتهر أحدهم بالكذب في المدينة فعرف بأنه أكذب الناس فعندما يراد وصف موقع ما يقال (إلى جوار منزل فلان الكذاب أو أن امرك سينقضي عند زوجة فلان الكذاب أو هذه أشبه بابنة الكذاب) هكذا تعارف عليه أهل المدينة كبيرهم وصغيرهم.
فذات يوم جلس الكذاب في المجلس وقال لمن فيه اتدرون من كانوا ضيوفاً بداري أمس فقالوا له لسنا بالغيب عالمين فهلا أخبرتنا ﻗﺎﻝ لهم ﺍبا ﻟﻬﺐ ﻭ ﺍبا ﺟﻬﻞ والشاعر زهير بن أبي سلمى فقالوا له بصوت واحد ياهذا فهؤلاء جميعا موتى في زمان ليس بزماننا فأطلق الكذاب ضحكة مجلجلة وقال إن لم تصدقوني فسلوا ابني وهو يعرف ان إبنه أكذب منه فهو شبل كذوب من أب كاذب ففرك الإبن عيناه وشبك أصابعه ببعضهما البعض ثم قال والله لم أراى ضيوف ابي ولكن رأيت أمام درانا عربة كتب على لوحتها بالخط العريض ملاكي قريش.
فمستشاري مليشيا الدعم السريع الذين يظهرون على شاشات الفضائيات ونشطائهم اللايفاتية يبدو أنهم سيدخلون موسوعة غينيس لتحدي الكذب فكل واحد منهما يتنفس الكذب بالأمس أدعوا سيطرتهم على منطقة الجيلي ومصفاتها وحصار سلاح الإشارة والقيادة العامة وأنهم مازالوا ممسكين بذمام الأمور في ولاية الخرطوم وذهبوا لأبعد من ذلك بقولهم ان الإنتصارات الوهمية التي يروج لها الجيش جاءت للتغطية على إنتصاراتهم في الفاشر فهنا الشيطان سخر منهم وضحك على إمعانهم في الكذب ، من يسمع لهؤلاء المستشارين يدرك تماما أنهم يطبقون نظرية أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون وفي حقيقة الأمر أن الآخرون لا يصدقونهم فهم يعيشون الواقع فرحاً بإنتصارات الجيش.
ألا يستحي هؤلاء من أكاذيبهم وأساليبهم التي باتت مكشوفة فمن قبل كذبوا على أيام تحرير جبل موية ومدن الدندر والسوكي وسنجة وبالامس القريب مدني واليوم الزحف المبارك وإلتقاء الجيوش مع جيش القيادة وتحرير المصفاة فلو كنت مكانهم لأعتذرت للفضائيات أو أغلقت هاتفي ولكن للأسف هؤلاء يتعاطون حبوب منع الخجل فأصبح الكذب تجارة رابحة يقبضون ثمنها بالدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي فقريباً قريباً ستحرقون او ستستسلمون فيما تبقى من جيوب ولن تجدوا جبلاً يعصمكم من هدير الجيش في أرض السودان …لنا عودة.