وقل اعملوا د. عبدالله جماع يكتب : *حواضن.. العلوم والتكنولوجيا؛؛*
وقل اعملوا
د. عبدالله جماع يكتب :
*حواضن.. العلوم والتكنولوجيا؛؛*

يقال ان( امريكا للسياسة والهند للادارة). نووهذا القول مرجعيته قائمة علي تنمر امريكا وسطوتها سياسيا علي المؤسسات الدولية المعلومة ، مثل البنك الدولي ومجلس الامن وصندوق النقد، وحتي محكمة الجنايات الدولية. وكافة المؤسسات الكبري ذات الصفة العالمية. ولكنها جميعها واقعة تحت النفوذ والسيطرة الامريكية المطلقة. تحركها حسب مزاجها خدمة لمصالحها واهوائها السياسية المدمِرة ومن هم في فلكها. بينما في المقابل تجد ان اضخم واعظم (6) شركات اقتصادية عالمية ، علي رئاسة اداراتها هنود. و هؤلاء هم اصحاب اعلي المرتبات علي مستوي العالم.وجميعهم تخرجوا من الجامعات الهندية العريقة، اذ بينهم اثنان تخرجا من جامعة واحدة. فهذه الجامعات الهندية العريقة، كلها تعتمد في برامجها ومناهجها الدراسية علي احدث وادق ما توصلت اليه التكنولوجيا. فاصبحت عقيدة وطموح لدي اي شاب هندي هو الوصول والانتماء الي هذه الجامعات والكل يسعي ويحلم لاعداد نفسه لدخول هذه الجامعات منذ الصغر. و اذ يعود تاريخ انشاء بعض هذه الجامعات الي القرن السابع عشر الميلادي بل وماقبل ذلك. ولذا كما كانت بغداد هي ( حاضنة) معظم العلوم التي قامت عليها النهضة العلمية في العصور القديمة الاولي والحديثة . و تعتبر هذه الجامعات الهندية هي احدي( حواضن العقول التكنولوجيا) في العصر الحديث. فبذلك نالت سمعة مشرفة اهلتها لكي تقود العالم بلا منافس قديما وحديثا ،و بلا ضجيج او ضوضاء مزيفة ، وانما اثباتا بيانا بالعمل. ويكفيها فخرا ان اقل من عشرة مدراء ( هنود) لاكبر الشركات العالمية تتجاوز مرتباتهم. لنفس هذا العدد من رؤساء اكبر دول اوربية بما فيها امريكا . فكيف لاتكون الهند هي التي( تحكم) ادارة اقتصاد العالم ، بينما امريكا هي التي ( تسوس) . (ولا تقل لي انت قايلني انا هندي). لانه مهما كان الاعتقاد السائد عن ماهية الهندي والرأي السلبي التقليدي النمطي تجاهه، يكفيه انه هو ابن ( حاضنة تكنولوجية). وشتان ما بين حاضنة قبلية تصدر القتلة والشفشافة لتدمير البشرية ، واخري تصدر للعالم العقول التي تتحكم وتدير التكنولوجيا لمنفعة البشرية واصلاح المجتمعات واعمارها ونمائها. وبمناسبة ( الحواضن التكنولوجية) هذه، وما يأتي منها من طيب الرائحة وعظيم المنفعة و الفائدة، هو ما اقدمت عليه مؤخرا جامعة العلوم والتكنولوجيا الطبية، ممثلة في شخص رئيس مجلس امنائها العالم القامة بروف مامون حميدة. وذلك بأصدارها قرارات تحفيزية، شملت منح دراسية واعفاءات للرسوم الدراسية لمنسوبيها من الطلبة واخري مماثلة لمن ينتسب لهذه الجامعة من طلاب الشهادة السودانية الجدد ، وغيرها من حوافز تشجيعية ، شملت حتي العاملين بها. تقديرا وعرفانا لهؤلاء الطلاب ولكل طلاب ابناء السودان الذين لم يلتحقوا بها بعد. بل لقد شمل القرار حتي توظيفهم بعد تخرجهم، وحتي العاملين لديها شملهم القرار بأخذهم موقفا مميزا لديها وذلك كله لدورهم العظيم ومشاركتهم الفعالة في حرب ( الكرامة) ضد الغزاة والمليشيا لتحرير السودان من دنسهم وفجورهم. ولعمري هذه لفتة بارعة سيسجلها التاريخ فخرا واعتزازا لبروف مامون حميدة ذلك الرجل العظيم والقامة السامقة.( ولحاضنته التكنولوجية) جامعة العلوم والتكنولوجيا الطبية. وذلك لمزيد من الاستوثاق والتأكيد بان ( حاضنة) العلوم والتكنولوجيا ، هي اشد نفعا واكثر اثرا علي حياة الشعوب من ( حواضن القبائل) ومدي الفرق بين رابطة الدم والجغرافيا. فهذه تمنح سنن الحياة وسبل التقدم والانسانية. وتلك تهديك اراقة الدم وانقطاع الحرث والنسل والعصبية البغيضة. فهلا علمتم ماهو الفرق بين تحكُم الهند وانفرادها بادارة كبريات شركات العالم، وبين بلطجة امريكا السياسية؟ وبين زعيم قبلي مهبول كل رأسماله هو عمامة وجلابية بيضاء ومركوب نمر؟ قاتل الله كل حاضنة تحمل في احشائها جرثومة التعصب القبلي البغيض.وابقي الله لنا كل (حاضنة تكنولوجية) حتي لو كانت هندية!!
01125315079
Jamma1900@hotmail.com
