منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بقلم توفيق جعفر عثمان قراءة في خطاب الحركة الإسلامية السودانية : ماهي مسببات تداعي تجربة حكم الإسلاميين ؟ (٣/٢)

0

بقلم توفيق جعفر عثمان

قراءة في خطاب الحركة الإسلامية السودانية :
ماهي مسببات تداعي تجربة حكم الإسلاميين ؟ (٣/٢)

وقوع مكان السودان جغرافيا في مدخل افريقيا كان مفتاح ثقافي معرفي لمشروع حراك الوعي، بقدر ما مثل صعوبات للإنتشار في دول، وشعوب اقرب للعروبة من السودانيين، وأفريقيا مثلت ملاذ لهجرة المسلمين الأولي، في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ( لملك في الحبشة لا يظلم عنده أحد) ..
فأسلم النجاشي ملك الحبشة، وحمي الدين وعزز مكانه ..
لكن سؤالا اعتراضيا يفرض نفسه، هل هيأت الحركة نفسها بخطاب يستهدف افريقيا، وهل وظفت حالة للاستجابة الثقافية للسودان عند شعوب القارة، في فنه، ثقافته، اغنياته، هل اتجهت الحركة نحو افريقيا في بكليات خطابها، وهل اتصلت بالدول والحركات المناصرة لها ولو سياسيا؟
يمكننا رصد اتصالات محدودة للحركة في اثيوبيا وارتريا في بدايات ثورة التقراي، بقيادة مؤسس النهضة الاثيوبية ملس زيناوي، فقد اتصلت الحركة بجبهة التقراي الحاكمة، لدعم نظام الحكم آنذاك، واتصالات محدودة بالجبهة الشعبية التي وصلت الحكم في ارتريا في نفس السنة، لكن همة الحركة في التواصل مع تلك الحركات الحاكمة فترت، وانشغلت بالداخل السوداني، واتجهت دول الجوار الشرقي لتقاطعات مصالحها نحو الدول والتكتلات العالمية الأخري المضادة ..!
احتكر موقع القيادة الملهمة والفكرية د. الترابي، وقصر اهتمام اسلامي السودان بالخارج عليه، فكان ناطقا رسميا للحركات الإسلامية في مبادرتها للحيلولة دون وقوع حرب الخليج الثانية ١٩٩١م بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، فصعب علي حركة السودان التواصل مع حركات الإسلام الأخري في العالم الإسلامي، وربما يكون استقلال الحركة عن التنظيم العالمي للاخوان سببا، في بنيانها الفكري، وعزلتها عنه ..!
لم يبن مشروع لدولة متكامل في ادب اسلاميي السودان، فلم يشحذ الذهن، ولم ينقب في الفكر الإسلامي المعاصر، ثم حالة الانقطاع المعرفي التاريخي في عقل أهل السنة، منذ الفتنة الكبري ..!
يحسب لحركة السودان قدراتها التنظيمية، والفكرية في آن واحد، ثم مشاركاتها في الحكم، منذ عهد النميري، حيث شاركت الحركة في الاتحاد الإشتراكي، وعين جعفر نميري بعض عناصرها في وزرات محددة، وكان الدفع الإسلامي لنظام نميري في اعلان تطبيق الشريعة في العام ١٩٨٣م ..
وتلك المصالحة الوطنية في العام ١٩٧٧م مكنت الحركة من تثبيت اقدامها، وتأسيس البنوك الإسلامية ( بنك فيصل)، والإنطلاق في قطاعات الشباب ،( شباب البناء) والمرأة ( رائدات النهضة) …
إستطاع الخطاب الإسلامي النفاذ للمجتمع السوداني، رويدا رويدا ..!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.