د . محمد صالح الشيخابي يكتب: ✍ : *عفوا ً .. محمد هاشم ليس حكيما و ليس محل ثقة !!*
د . محمد صالح الشيخابي يكتب: ✍ :
*عفوا ً .. محمد هاشم ليس حكيما و ليس محل ثقة !!* :
بدون مقدمات أقول أن الشيخ محمد هاشم الحكيم رغم احترامي له و لجهوده في مجال الدعوة إلا أنه عندي غير ثقة و غير صادق او فلنقل غير دقيق و غير جدير بأن تؤخذ أقواله على محمل الجد لعدة أسباب عملية منطقية سأوردها في هذا المقال المختصر إن شاءالله .. ليس من بينها شيء شخصي على الإطلاق ..
أولا قبل كل شيء نقول بأن هناك سبعة مواضع يجيز فيها الفقه التحدث عن شخص في غيابه و منها التحذير .. أي أنه يجوز لك التحدث عن سلبيات شخص ما – في حدود الإحترام – للتحذير من ضرر وشيك قد يحدث بسببه لشخص آخر فما بالك بضرر يهدد الأمة بأكملها ..!!!
لو كنا في دولة غير السودان لتم القبض على محمد هاشم الحكيم و لتم إيداعه السجن قبل عدة سنوات بتهمة ممارسة مهنتي الطب و الصيدلة بغير دراسة علمية و تعريض حياة الناس للخطر .. ذلك أنه في عز الموجة الثانية لوباء الكورونا أعلن في صفحته على فيسبوك بالحرف الواحد أن *(( المرض الحايم دا التهاب ساي!!! ))* و أن *((علاجه عندي و هو تركيبات عسل الحكيم !!! ))* لاحظ أخي القارئ ان الطبيب نفسه لا يستطيع تشخيص المريض إلا بعد الكشف عليه و الفحوصات. فكيف يشخص هو المرض( الحايم) عند آلاف الناس و هو جالس في مسجده او منزله !!! بل و يحدد علاجه أيضا ً و هو عسل النحل الذي يتاجر فيه !!!!!!؟..
في ذلك الوقت تواصلت معه بعد أن تحصلت على رقم هاتفه من أحد الزملاء الأطباء الأفاضل الذي قال لي بالحرف براحة على الشيخ و هو رجل فاهم و سوف يتفهم حديثك و بالفعل شرحت له خطورة إدعاء قدرته على تشخيص الأمراض لآلاف الناس من على البعد و بغير دراسة طبية و أوضحت له أنه حتى الطبيب لا يستطيع التشخيص و العلاج من بعد و الحق يقال أن الرجل رد علي باحترام و قال ما معناه أنه سيعود للتواصل معي لاحقا و لم يفعل و استمر في حملته !!!
عاودت التواصل معه فقلت له يمكنك أن تعمل دعاية لمنتجات عسل النحل بأن تقول أن العسل يقوي المناعة و يعزز مقاومة الجسم للأمراض بصفة عامة بدون أن تدعي أنك تشخص و تعالج من بعد و بدون أن تضلل الناس في عز جائحة الكورونا فلم يرد صاحبنا و إن عاد لمراسلتي بعد فترة في استشارة طبية لحالة شبيهة لأحد أقاربه بل أحد أهل بيته فتساءلت في سري أين عسل النحل الموعود الذي يشفي مثل هذا *(( الالتهابات ال ..ساي ))* ..!!
كل ال screen shots من صفحته موجودة بطرفنا و كل المحادثات كذلك و الصورة المرفقة مع هذا المنشور تؤكد أنه لا يزال يدعي علاج الأمراض بواسطة عسل النحل ..!!
إن الذي يكذب و يخدع الناس مرة ليروج لمنتجاته سيكذب مرتين و ثلاثا ً …
و كلمة تفاوض لم تكن مستخدمة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم بل كان يقال (الصلح) .. و حتى لو افترضنا جدلا ً أن خير الخلق قد أتى للحكيم في المنام و قال له قل للجيش و للد.عم السر.يع أن عليكم أن تجلسوا للتفاوض.. فما أكثر ما ناقش كبار الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم *(( في حياته))* في تدابير الحرب .. نعم ..لقد اعترض الصحابة كثيرا على تدابير الرسول صلى الله عليه وسلم في الحرب و ناقشوه فيها بلطف و أدب و قالوا له مرة *(( اهو منزل أنزلكه الله أم هي الحرب و المكر و الخديعة؟؟ ))*
قال الصحابة هذه العبارة للرسول صلى الله عليه وسلم يستأذنونه إن يكن الموضع الذي نزل فيه الجيش قد نزل به بوحي من الله فلا رأي لهم .. أما إن كان الأمر هو أمر تدابير الحرب فإن لهم رأي آخر فقال لهم بل هي الحرب و المكر و الخديعة فقالوا له ليس هذا بالمكان المناسب لنزول الجيش ثم أشاروا إليه أن الحرب طالما أن فيها المكر و الخديعة فإن عليهم أن يجعلوا الآبار و مصادر المياه خلف ظهورهم فينهك جيش العدو بالعطش و التعب و قد كان و تنازل الرسول صلى الله عليه وسلم عند راي أصحابه…
الآن نحن نقول لقادة الجيش أن محمد هاشم الحكيم ليس نبيا ً و لا رسولا ً و لا يأتيه وحي من السماء و أنه قد كذب على الناس من قبل حتي يقوم بتسويق عسل النحل الذي يتاجر فيه و لا يزال يدعي ذلك و لذا فإن على قادة الجيش السوداني أن يواصلوا بطولاتهم و تضحياتهم لتطهير البلاد من المليشيا حسب تقديراتهم العسكرية داخل الميدان و ألا يكترثوا لرؤيا أو رأي أحد ما لم يخضعوه لمعايير الخطط العسكرية و الحربية و ليتوكلوا على الله الذي وعد بنصر عباده المؤمنين..
لسنا هنا في مقام الإساءة لأحد، لكننا في مقام كشف الحقيقة… احترام الناس لا يعني السكوت عن تضليلهم .. والدعوة لا تبرر استغلال ثقة البسطاء.
نحتاج اليوم إلى حكماء حقيقيين، لا من يتقمصون الحكمة وهم يتاجرون بها.
و قصة الالتهاب الساي و عسل النحل و الإعلان المرفق شاهدة على أن الصمت لم يعد خيارًا.
د. محمد صالح الشيخابي..
غرة يونيو 2025 ..