رفض تعيين إدريس، واستنكر موقف الاتحاد الأفريقي،، حمـدوك،، التآمـر على السودان..* *انتقاد واسع لموقف حمدوك، وتوصيف الخطوة بالغيرة السياسية..* *ناقض دعوته إلى الشراكة الأفريقية، ومعالجة الأزمة بتنسيق إقليمي ودولي..* *السفير نادر: حمدوك وقحت بمسمياتها أصبحوا خارج المعادلة السياسية..* تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
*رفض تعيين إدريس، واستنكر موقف الاتحاد الأفريقي،،
حمـدوك،، التآمـر على السودان..*
*انتقاد واسع لموقف حمدوك، وتوصيف الخطوة بالغيرة السياسية..*
*ناقض دعوته إلى الشراكة الأفريقية، ومعالجة الأزمة بتنسيق إقليمي ودولي..*
*السفير نادر: حمدوك وقحت بمسمياتها أصبحوا خارج المعادلة السياسية..*
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
رفض رئيس الوزراء المستقيل دكتور عبد الله آدم حمدوك، تعيين السفير الدكتور كامل الطيب إدريس في منصب رئيس الوزراء، واعتبر حمدوك في تصريحات نشرتها مجلة أفريقيا كونفيد ينشال ( African Confidentiel)أن خطوة تعيين إدريس تفتقر إلى الشرعية والتوافق الوطني، وتمت في ظروف لا تستند إلى تفويض شعبي، ولا تمثل إرادة الشارع السوداني الذي يطالب بانتقال مدني حقيقي، ومضى حمدوك أبعد من ذلك بقيادة تحركات من أجل حثّ الاتحاد الأفريقي على عدم إعادة السودان وتفعيل عضويته في المنظمة الإقليمية، إلى حين التوصل إلى حل سياسي شامل يفضي إلى تشكيل سلطة انتقالية مدنية تمثل كل أطياف الشعب.
استنكار صمود:
وكان التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” الذي يرأسه دكتور عبدالله حمدوك، قد استنكر ترحيب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السفير محمود علي يوسف، بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء في السودان، واعتبر الخطوة انحرافاً خطيراً عن مبادئ الاتحاد، وقال التحالف في بيان رسمي إن تصريحات المسؤول الأفريقي تتعارض مع مواقف الاتحاد المُعلنة، والتي تنص على عدم الاعتراف بأي حكومة تنشأ عقب الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021م، وهو الموقف الذي ظل سارياً منذ ذلك الحين، وأضاف البيان أن ترحيب رئيس المفوضية يمثل تجاوزاً خطيراً للوائح المنظمة الأفريقية، ومحاولةً لمنح شرعية سياسية لسلطة انقلابية لا تحظى بأي تفويض شعبي أو اعتراف قانوني، ودعا التحالف مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى توضيح موقفها الرسمي من هذه التصريحات، مطالباً بضرورة التمسك بالمبادئ التي أسست عليها المنظمة، وفي مقدمتها رفض الاستيلاء على الحكم بالقوة العسكرية.
غيرة سياسية:
وأثارت تصريحات دكتور عبد الله حمدوك ردود أفعال واسعة في الأوساط السودانية بالداخل والخارج، لكونها صدرت من شخصية كانت تتبنى في خطابها السياسي مبدأ الشراكة الأفريقية، والدعوة لحلول سودانية بتنسيق إقليمي ودولي، حيث رأى مراقبون أن موقف حمدوك فرضته الغير السياسية لاسيما وأن دكتور كامل إدريس حظي بتوافق واسع النطاق بين القوى الوطنية والمجتمعية، في مقابل حالة انقسام رافقت أداء دكتور حمدوك رئيس الوزراء المستقيل، وتحالفاته التي كثيراً ما اعتُبرت عبئاً على مسار الانتقال، فيما يذهب متابعون للأوضاع في السودان إلى أن رفض دكتور حمدوك لا يمكن فصله عن البُعد السياسي الشخصي، خاصة وأن تعيين دكتور كامل إدريس بشخصيته المستقلة وسيرته الذاتية اللامعة على المستويين الوطني والدولي يمثل عملياً قطع الطريق على آمال حمدوك بالعودة إلى ذات المنصب الذي شغله في فترة انتقالية سابقة لم تخلُ من التحديات والإخفاقات، وفي المقابل يرفض مقربون من دكتور عبد الله حمدوك هذا التوصيف، ويؤكدون أن تحفظه على التعيين ينبع من حرصه على ضرورة التوافق الواسع، بيد أن هذا الرأي مردود عليهم باعتبار أن واقع الأمر يشير إلى أن دكتور كامل إدريس قد حظي بتوافق كبير، مقروء مع تفاؤل شعبي، ورغبة سياسية ومجتمعية في تجاوز هذه المرحلة الحرجة من عمر السودان.
تصريحات غير موفقة:
ويقلل الخبير في فض النزاعات والعلاقات الدولية السفير نادر فتح العليم من تصريحات دكتور عبد الله حمدوك ويصفها بغير الموفقة، وقال في إفادته للكرامة إن حمدوك نفسه لم يكن مصدقاً أن يأتي رئيساً للوزراء لو لا الظروف المعينة التي فرضها واقع البلاد وحاجتها، بالإضافة إلى المعلومات الأولية المغلوطة عن حمدوك ووصفه بأنه رجل يتمتع بقدرات مهولة كخبير اقتصادي صاحب اسهامات في المجتمع الدولي، مبيناً أن حمدوك لم يكن سوى نائب رئيس اللجنة الاقتصادية الأفريقية، ونائب الرئيس للمنظمات الدولية، بمعنى أنه كان مسؤولاً من الشأن المالي والإداري فقط، ولم تكن له أي إسهامات سياسية، وقد حاولت قوى الحرية والتغيير من خلال ترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء، أن تستثمر في وجوده، وتمارس السلطة، وتحكم البلاد مستغلةً نقاط ضعفه المتمثلة في عدم القدرة على اتخاذ القرار، وقلة الحنكة السياسية، وعدم الممارسة، وعدم الجدية، والشخصية المهزوزة، مبيناً أن ” قحت” رسمت هالة من حول الرجل، وسوَّقته وسط الثوار الذين كانوا يهتفون باسمه “شكراً حمدوك”.
خارج المعادلة السياسية:
الخبير في فض النزاعات والعلاقات الدولية السفير نادر فتح العليم، يؤكد أن حمدوك و”قحت” بكل مسمياتها أصبحوا خارج المعادلة السياسية، وخارج حسابات الشعب السوداني، وزاد: “بدلاً من استمرار “قحت” في عداء الشعب السوداني، وعداء السلطة الحاكمة عليهم أن يتحلوا بشيء من الوطنية” وقال إن السياسي الواعي لا يعادي بلاده، وإنما يعارض الأنظمة التي تأتي وتذهب، وتبقى البلاد ويبقى الشعب، وأكد أن “قحت” أو “صمود” أو “تأسيس” ليست في موضع للحديث عن دكتور كامل إدريس صاحب التجربة الثرة في الأمم المتحدة، والصيت الواسع في المجتمع الدولي ولا يقارن بحمدوك، مطالباً بإعطاء رئيس الوزراء فرصته كاملة على أن يتم تقييمه بما يقدمه من أداء ونتائج، ودعا السفير نادر فتح العليم الأحزاب السودانية برمتها، والكتل السياسية المختلفة إلى محاولة الإصلاح واستعادة ثقة الشعب السوداني فيها، بتقديم برامجها السياسية خلال الفترة الانتقالية، ليتفرغ رئيس الوزراء إلى معالجة الواقع المرير والمعقد الذي قال إنه يتطلب اجتهاداً من إدريس ليقفز من فوقه بإعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها، ونفخ الروح في حياة الإنسان السوداني من المشردين، والنازحين واللاجئين، وذلك بتسخير إمكانيات السودان من أجل بناء قاعدة اقتصادية قوية ينعم فيها السودانيون بالأمان والرخاء والاطمئنان.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فمن الواضح أن تعيين دكتور كامل إدريس، قد أحدث تغييراً في المعادلات التقليدية، وأعاد خلط الأوراق لدى بعض رموز المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتهم دكتور عبد الله حمدوك الذي يبدو أنه قد فقد البوصلة من خلال تصريحاته التي تعبِّر بحسب مراقبين عن حالة انزعاج سياسي من واقع التوافق الوطني والإقليمي الذي رافق تعيين دكتور كامل إدريس، وهي خطوة تعني عملياً موات فرص دكتور حمدوك في العودة إلى المشهد والجلوس على كرسي رئاسة الحكومة التنفيذية، وعلى نفسها جنت براقيش.