*من الاستجابة إلى الاستدامة .. صحة السودان ستنهض من تحت الركام* ✍ مجدي عبدالعزيز
*من الاستجابة إلى الاستدامة .. صحة السودان ستنهض من تحت الركام*
✍ مجدي عبدالعزيز
▪️في ظل تراكم التحديات على بلادنا التي تخوض حرب المصير لتحقيق السيادة واستقلال القرار السياسي والاقتصادي ، وبعد ان عبثت ببنيتها التحتية آلة الدمار الممنهج التي مارستها مليشيا آل دقلو المدعومة من سلطة ابوظبي ضد الدولة السودانية، يطلّ الأمل من جديد عبر نوافذ وزارة الصحة ومؤسساتها وشركائها الوطنيين والدوليين، في مشهدٍ يؤكد أن السودان ينهض ليبني من تحت الركام نظامًا صحيًا أكثر مرونةً وصلابةً واستدامة.
▪️ففي بورتسودان، التأم امس الثلاثاء 7 أكتوبر المنتدى القومي لشركاء القطاع الصحي بمشاركة واسعة من شركاء التنمية، وقُدمت خلاله خمس أوراق علمية شكلت في مجموعها خارطة طريق لمستقبل النظام الصحي في السودان، ارتكزت على مبدأ “الاتحاد من أجل المرونة الصحية”، وعلى رؤية وزارة الصحة الاتحادية لإعادة بناء ما تهدّم، لا بترميم الماضي فحسب، بل بتأسيس نظامٍ جديدٍ أكثر كفاءة وعدلاً وشمولًا.
▪️احسنت وأجادت الدكتورة آلاء الطيب مدثر – المديرة العامة للصحة الدولية – حين وضعت النقاط على الحروف بتأكيدها أن “إدارة الموارد الشحيحة تتطلب قيادة رشيدة وحوكمة فعالة وتنسيقًا محكمًا بين كافة القطاعات” ومضيفةً أن عبور السودان من مرحلة الاستجابة إلى مرحلة الاستدامة لن يتم إلا عبر بناء منظومة تنسيقية قوية تكون جسر الشراكة الحقيقية بين الحكومة والشركاء والقطاع الخاص.
هذه الرؤية التي طرحتها د. آلاء ستتكامل بوضوح مع ما طرحه الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالسودان، لوكا ريندا، الذي أكد أن الشركاء سيحتشدون خلف الخطة الصحية الوطنية خلال فترة إعادة الإعمار القادمة، وتشديده على ضرورة “إعادة البناء على نحوٍ أفضل” مع وصول الخدمات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، لتكون العدالة الصحية هي القاعدة لا الاستثناء.
▪️ومن المبشر انه وفي ذات السياق المنسجم ، عبّرت ممثلة اليونيسف “ليقول نور فابيلوقا” وممثل منظمة الصحة العالمية “سايمون كادو” عن التزام المنظمات الدولية بالعمل المشترك لضمان وصول الخدمات الصحية لكل السودانيين، وتخفيض نسب الوفيات خاصة بين الأطفال، وتحقيق التمويل المستدام للمشروعات الصحية.
▪️وفي الخرطوم، استعرض مركز عمليات الطوارئ الاتحادي تقارير تؤكد تراجع الكوليرا إلى الصفر في بعض الولايات، وتوالي التدخلات الإيجابية لمكافحة الملاريا وحمى الضنك، وهي مؤشرات تعكس قدرة النظام الصحي على التكيف والاستجابة، رغم ضيق الموارد واستمرار آثار الدمار الذي طال المستشفيات والمراكز الصحية.
▪️أما ملتقى مديري الخدمات الصحية بكسلا، والذي جاء تحت شعار (نحو خدمة صحية أفضل)، فقد ناقش مشروعات الخدمات الصحية للعام 2026، وخطة المائة يوم التي وضعتها حكومة الأمل، مستعرضًا تجارب الولايات والتحول الرقمي في تقديم الخدمات الصحية، بما يؤكد مرونة نظام التأمين الصحي وقدرته على التكيّف مع متغيرات المرحلة.
▪️كل ذلك يبعث برسالة واضحة لا لبس فيها: أن السودان لا يستسلم للخراب، بل يبني على أنقاضه مستقبلًا صحيًا جديدًا، وأن حكومة الأمل برئاسة د. كامل إدريس، ووزير الصحة د. هيثم محمد إبراهيم، يمضيان بعزم وثقة على طريق التخطيط العلمي المدروس لإعادة الاستقرار للنظام الصحي الوطني.
▪️في اعتقادي بهذه الأنشطة الوثابة والعمل الدؤوب لم يعد امر الصحة رد فعل مؤقت ، بل بدأ عهد الفعل الاستراتيجي الهادف، حيث تتجه الدولة نحو إعادة بناء وإكمال النظام الصحي المرن، المتكامل، العادل والمستدام .. نظام يجعل من كل أزمة فرصة لإعادة البناء، ومن كل تحدٍّ منطلقًا جديدًا نحو الإصلاح.
▪️بما عايشت تنفيذيا في فترات سابقة ، وشغفي واهتمامي الخاص بمسألة بناء النظام الصحي الذي يستحقه وطننا ومواطنيه ، وبمتابعتي ومراقبتي الإعلامية لمجريات هذا القطاع اقطع جازماً بان صحة السودان ستنهض تنهض بحول الله من تحت الركام… قويةً بإرادة أبنائها الاكفاء وكوادرها المميزة ، وثابتةً برؤية قيادتها، وماضيةً في طريقها من الاستجابة إلى الاستدامة ..
والي الملتقي،،
*رئيس تحرير موقع “الرواية الاولى”