*هاشم صديق: أنا بخير في كنف أسرة سودانية بضاحية الثورة*
بعدما شغل السودانيين خلال الأيام الماضية بصورته منقولاً على عربة تجرها الأحصنة (تسمى محلياً كارو) من أجل إجلائه من مسكنه في أم درمان، تحت أزيز الرصاص، ظهر فيديو جديد لشاعر الملحمة الشهير هاشم صديق.
وبدا صديق، الذي يوصف بشاعر الشعب، ويعد من أحد أبرز رموز الفن والإبداع في السودان، مستلقياً على سريره، في منزله وبقايا متناثرة من الخشب عليه.
فيما ظهر أحد معه يمسك برصاصة، دالاً على أنها أصابت السقف وجزءاً من سرير الشاعر أيضا.
وكانت مصادر مقربة من أسرة الشاعر أوضحت لـ”العربية.نت” قبل أيام أن الشاعر نقل على عربة كارو تحت ظروف بالغة التعقيد، بعدما بحثوا لأكثر من عشرة أيام عن مركبة “توك توك” لنقله، لأن قوات الدعم السريع لا تسمح بعبور المركبات العادية من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني إلى مناطق سيطرتها، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، فلم يجدوا مفراً من إخلائه إلا محمولاً على ظهر “عربة كارو” خاصّة بعد أن صارت الحياة مستحيلة داخل حي بانت العريق شرق بمدينة أم درمان، إحدى المدن الثلاث المكوِّنة للعاصمة السودانية الخرطوم.
كما أكدت حينها أنه وصل وصل بسلام إلى أحد المنازل بضاحية الثورة بمدينة أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش.
ولاحقا بدوره، روى صديق، تفاصيل خروجه من منزله، وطمأن الجميع عبر مقطع صوتي على تطبيق “واتساب” أنه بخير في كنف أسرة سودانية بضاحية الثورة شملته برعايتها ولم تحوجه إلى شيء.
يشار إلى أن هاشم صديق يعتبر أحد أساطير الثقافة والأدب بالسودان، وقدّم أعمالاً خالدة بشتى مجالات الفن والإبداع.
كما رفد المسرح السوداني بأعمال رائعة مثل مسرحية أحلام الزمان الحائزة على جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973، ومسرحية “نبتة حبيبتي” الحائزة على جائزة النص الأدبي عام 1974 وغيرها، بالإضافة إلى مسلسلات إذاعية وتلفزيونية شهيرة.
وبسبب بعض أعماله الإبداعية، ناصبه نظاما جعفر نميري وعمر البشير العداء، وتعرضت بعض أعماله للإيقاف الأمني.
كما يعد أحد أشهر الشعراء في البلاد، وغنى أشعاره كبار الفنانين كمحمد الأمين ومحمد وردي وأبو عركي البخيت. وأشهر هذه الأعمال هي “أوبريت ملحمة الثورة” أو “الملحمة” التي تروي قصة ثورة أكتوبر 1964 الشعبية بالسودان. وقد كتب صديق نصوصها وهو لا يزال صغيراً في السن لم يتجاوز العشرين عاماً.
كذلك تعد “الملحمة” التي قام بتلحينها الفنان الموسيقار محمد الأمين أول تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي بالسودان، إذ لاقت قبولاً كبيراً لدى المستمع السوداني حتى صارت بمثابة تراث وطني.