*مصعب بريــر* يكتب: *استراتيجية التعامل مع الجثث المجهولة والمقبورين بالمنازل والميادين بعد الحرب (1) ..!*
#البعد_الاخر
– طالبنى العديد من الزملاء بالكتابة عن استراتيجية التعامل مع الجثث المجهولة والمقبورين بالمنازل والميادين بعد حرب ابريل التى عانت من ويلاتها عدد من مدن السودان، بما فى ذلك ولاية الخرطوم ..
– لن اركز فى هذه السلسلة على واقع التعاطى الماثل مع جثث قتلى المعارك الدائرة الان، أو ضحايا الحرب من المدنيين القاطنين بمناطق النزاع المسلح، فقد نظم القانون الدولي الإنساني هذه القضية بتاكيد احترام جثث الموتى وحمايتها في أثناء النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، على النحو المنصوص عليه في أحكام خاصة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1977، والقانون الدولي الإنساني العرفي ..
– ما اود ان اركز عليه الان، هو كيفية التعامل مع الجثث معلومة او مجهولة الهوية، التى قد تتواجد داخل منازل المواطنين التى تم الاستيلاء عليها بواسطة قوات الدعم السريع المحلولة، أو التى قبرت لظروف الاشتباك بمناطق النزاع داخل أو أمام المنازل أو بالميادين أو الساحات العامة أو الطرقات كما وثقت العديد من الفيديوهات المنشورة ذلك ..
– هذه القضية تستدعى ان يتم التعامل معها وفق استراتيجية واضحة و دقيقة، على ان يتم تطبيقها فورا بعد نهاية الحرب، و اود هنا ان اوضح بضرورة انشاء جسم موحد للتعامل هذه القضية، بدا من تلقى بلاغات المواطنين، و الاستجابة السريعة لها، والتعامل الصحيح مع رفات الجثث المنبوشة أو المجموعة، بدا من التوثيق، التجميع واعادة دفن الجثث المجموعة بما يليق بكرامتها الإنسانية ..
– فى البدء اقترح انشاء ادارة التعامل مع الجنازات وتنظيم المقابر، برئاسة وزارات الصحة كاحد ادارات صحة البيئة، وتكوين لجنة ولائية تضم وزارة الصحة (ممثلى ادارات الطب العدلى وصحة البيئة)، ممثل الشرطة، ممثل جهاز المخابرات الوطنى، ممثل القوات المسلحة السودانية، ممثل الدفاع المدنى، ممثل جمعية الهلال الاحمر السودانى، ممثل النيابة العامة يكون رئيسا، واقترح تسميتها الالية الوطنية لاكرام دفن موتى الحرب ..
– تكون هذه اللجنة معنية بوضع واجازة موجهات التعامل مع الجثث بعد الحرب، وتكوين فرق الاستجابة السريعة لبلاغات المواطنين، وانشاء سجل لمعلومات الجثث التى تم التعامل معها عبر هذه الالية، مع تحديد مواقع منفصلة لدفن جثث موتى الحرب بالمقابر .. على ان يكون لهذه الادارة فروع بادارات صحة البيئة بالمحليات باعتبارها مسؤولة عن تنظيم المقابر، وهى مسؤولية لم تجد أى عناية سابقا من نظام حكمنا المحلى الكسيح .. سنعود لهذا الملف لاحقا بمشيئة الله تعالى ..
– ولتسريع وتوحيد منصة الابلاغ عن الجثث والقبور بالمنازل والساحات، اقترح أما إضافة نافذة لهذا الغرض بتطبيق بلاغ الذى طرحته القوات المسلحة السودانية، عبر تحديث لاحق يتضمن الابلاغ عن الجثث المجهولة، أو تصميم تطبيق على مخصص للابلاغ عن الجثث والقبور المجهولة بالمنازل والميادين، يمكن تطويره لاحقا ليكون سجل مستدام للمقبورين العاديين بالمقابر المحلية ..
– يجب تدريب فرق الاستجابة السريعة، وهنالك عدة دلائل تعين على ذلك فضلا عن تطوع خبراء جمعية تعزيز الصحة السودانية لوضع دليل وطنى للتعامل مع الجثث ونبش القبور، مع توفير المعينات اللازمة بهذه الفرق من وسائل الحماية والسلامة الشخصية (8) مكونات، ومعينات نبش، جمع توثيق ونقل الجثث (22) مكون ..
– واقترح بان يكون هنالك فريق بكل محلية ويتكون الفريق من (4) عمال صحة (2) عامل تعقيم (1) ملاحظ أو م. صحة وباشراف ضابط صحة، على ان يكون هنالك ممثلين للشرطة للحماية وفريق من الدفاع المدنى حال وجود حالات تخلص من الجثث داخل ابار الصرف الصحى أو باماكن اختطار يصعب الوصول اليها، بالاضافة لممثلى المنظمات الوطنية والدولية ذات الصلة (الهلال أو الصليب الاحمر) ان دعت الحاجة، خاصة فى مجال تدريب فرق الاستجابة السريعة ..
*بعد اخير :*
خلاصة القول، لابد من التخطيط من الان لوضع استراتيجية التعامل مع الجثث والمقبورين بالمنازل والميادين وفق مرجعيات علمية وعملية محددة، هناك دول سبقتنا من ضمنها (تركيا) التى وضعت نظام متقدم ومحكم لاكرام دفن الموتى، أما (مصر) فقد انشات ادارة للجنازات، و وضعت قانون ودليل للتعامل مع الجثث، وهناك عاملين مصرح لهم بممارسة المهنة، وهنالك دول اخرى صادقت بقيام شركات متخصصة فى دفن الجثث و هكذا .. وسنقوم بالحلقة القادمة بالحديث عن مخاطر الجثث الصحية والنفسية، و كيفية التعرف على الجثث مجهولة الهوية .. ونواصل ان كان فى العمر بقية ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاحد (1 اكتوبر 2023م)
[email protected]