منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻏﺎﺯﻱ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ* ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ” *ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ” :* || *” ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻭﺩﺍﻉ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻜﻤّﺎﻣﺔ ”*

0

ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻤﺘﻌﺾ ﺁﺧﺮﻭﻥ، ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﻻ ﺃﺣﺎﻛﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﻼ ﺷﻚ. ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻧﺪﻉ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ.
ﻓﺪﻳﺪﻧﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ.
ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﺄﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ:
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﻨﻘﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﺪﻝ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ “ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ” ، ﻭﺩﺍﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮﺩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺍﻹﻟﻬﻲ “ ﻭﺭﺣﻤﺘﻲ ﻭﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .” ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﻭﻧﻀﺎﻻﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﺁﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ. ﻭﻫﻮ ﻗﺪ ﻃﻮّﻉ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻓﺬّﺓ، ﻗﻠﻴﻼً ﻣﺎ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﺃﻭ ﺟﻴﻠﻴﻦ.
ﺗﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺑﺴﻄﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺑﺤﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﺧﻔﻬﺎ، ﻓﻴﺘﻐﻠﻐﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﺪﺍﻧﻚ ﻭﻳﻀﻊ ﺑﺼﻤﺎﺗﻪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻭﻡ.
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻓﻴﺤﻴﻠﻬﺎ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﺃﺣﺎﺳﻴﺲ.
ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﻳﺠﺎﺩﻟﻬﺎ ﻭﻳﺴﺄﻟﻬﺎ. ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺛﻴﺘﻪ “ ﻳﺎﺑﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ”:
ﻳﺎ ﻛﺮﺳﻲ ﻭﺳﺮﻳﺮﻭ … ﻫﻞ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺩﺍﻓﻲ
ﻳﺎ ﻣﺮﺗﺒﺘﻮ ﻳﻤﻜﻦ … ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻮ ﻗﺎﻋﺪ
ﻳﻘﺮﺍ ﻭﺫﻫﻨﻮ ﺻﺎﻓﻲ
ﻭﻣﻠﻜﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺗﺤﻴﻞ ﺣﺪﺛﺎً ﻋﺎﺩﻳﺎً ﻛﻤﺠﻠﺲ ﺷﺎﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﺎﺩﺍﺕ: ﻣﻌﺎﻟﻖ ﻭﺗﺮﺍﻣﺲ ﻭﻛﺒﺎﺑﻲ، ﺑﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺠﺎﻟﺲ ﻭﺗﺘﻬﺎﻣﺲ ﻭﺗﺘﻀﺎﺣﻚ ﻭﺗﺜﺮﺛﺮ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ:
ﻳﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﻣﺲ
ﻭﻳﻦ ﺍﻟﺼﻮﺗﻮ ﻫﺎﻣﺲ
ﻛﺎﻟﻤﺘﺮﺍﺭ ﻳﺴﺎﺳﻖ
ﻭﻳﻤﺸﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺤﻔﻴﻒ
ﻭﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻋﺎﻟﻖ
ﺛﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻖ … ﻭﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ
ﻭﺗﺼﻄﻒ ﺍﻟﻜﺒﺎﺑﻲ
ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺻﺒﺎﻳﺎ … ﺑﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻲ
ﻭﺍﻟﻈﻞ ﺍﻟﻮﺭﻳﻒ
ﺃﺣﻤﺮ ﺯﺍﻫﻲ ﺑﺎﻫﻲ .… ﻭﻳﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ
ﻫﻞ ﺳﻜﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻡ ﺳﻜﺮ ﺧﻔﻴﻒ
ﺗﻐﻨﻰ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒ: ﺍﻟﺤﺐ ﻟﺰﻭﺟﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﻫﻖ ﻟﻮﻃﻦ ﻇﻞ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﻭﻃﻨﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎ ً:
ﻭﻃﻨّﺎ
ﺍﻟﺒﺄﺳﻤﻚ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻭﺭﻃﻨّﺎ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻭﺍﺣﺒﻚ ﻣﻼﺫ
ﻭﻧﺎﺳﻚ ﻋﺰﺍﺯ
ﺍﺣﺒﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﻭﺍﺣﺒﻚ ﻣﺠﺎﺯ
ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻮﺭ ﻭﻃﻨﺎً ﻣﺘﺴﻌﺎً ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﻼ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻭﻻ ﻣﻼﻭﺍﺓ:
ﻣﺎ ﺑﺘﺤﺐ ﺗﻔﺮﻕ … ﻣﺎ ﺑﺘﺸﺪ ﺗﻼﻭﻱ
ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ … ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ … ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ . ﻛﻠﻨﺎ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ.
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺇﻟﺤﺎﺩﺍً ﻭﻛﻔﺮﺍﻧﺎً ﺑﻮﻋﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﻟﻄﻴﻔﺔ. ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺛﺎﺋﻴﺔ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ.
ﻳﺎ ﻣﻮﺕ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺘﻮ .… ﻣﻨﻨﺎ ﻗﺪ ﺳﺮﻗﺘﻮ
ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺩﺍ ﻭﻗﺘﻮ؟ .… ﻟﻜﻨﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ “ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺣﻖ ﻭﻗﺪ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.” ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺇﻧﻪ ﺿﺪ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﺗﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ﻭﺗﺤﺎﻭﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺨﺬ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻧﻔﺎﺟﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ:
ﺍﻟﻨﻔﺎﺟﻮ ﻓﺎﺗﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺩﻳﻦ ﻭﺩﻳﻦ
ﻧﻔﺤﺔ ﻣﺤﻤﺪﻳﺔ .… ﻭﺩﻓﺌﺎ ﻛﺎﻟﻀﺮﻳﺢ
ﻣﻴﻀﻨﺔ ﻛﻢ ﺗﻼﻟﻲ .… ﺟﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ … ﻣﺠﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺎﻟﻲ
ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺪﻧﻲ ﺣﻘﺎً ﻭﺩﻓﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﻮ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺤﺖ ﻛﻤّﺎﻣﺔ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ. ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﻳﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻄﺘﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ.
ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ً ﻓﻘﺪ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺰﻳﺢ ﺍﻟﻜﻤﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻵﺧﺮ ﻟﻴﻤﻠﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ ﻭﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ . ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺃﻣﻼﻫﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻪ. ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺒﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺗﻐﻨﻰ ﻟﻬﻢ ﻭﺑﻬﻢ، ﺃﺟﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻟﻬﻢ:
ﺗﻜﺒﺮ ﺳﺒّﺎﻕ … ﺑﺎﻹﻳﺪ ﻭﺍﻟﺴﺎﻕ
ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ … ﻣﻦ ﺳﻬﻞ ﻓﺴﻴﺢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺭﻗﺮﺍﻕ
ﺗﺮﺯﻱ ﻭﺳﻮﺍﻕ … ﺗﻌﻤﻞ ﺯﻗﺰﺍﻕ
ﻣﻦ ﻭﺭﺩ ﺟﻤﻴﻞ … ﺗﻬﺪﻱ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ
ﺑﻞ ﻛﻠﻚ ﺫﻭﻕ … ﻋﻨﺪﻙ ﺃﺧﻼﻕ
ﺑﺘﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ … ﻗﻂ ﻣﺎ ﻓﺮﺍﻕ
ﺑﺮ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ … ﻭﺗﺴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺗﺐ ﻣﺎ ﻧﻘﻨﺎﻕ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺒﻪ ﻳﻮﺿّﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺄﻥ ﻭﻃﻨﻪ ﺳﻴﻨﻬﺾ ﻣﺘﺠﺪﺩﺍً:
ﻣﻦ ﻭﺟﺪﺍﻧﻲ … ﺻﺤﺔ ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ
ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ
ﻳﺎ ﻣﺘﻌﺪﺩ .… ﻭﻣﺎ ﻣﺘﺸﺪﺩ
ﻣﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩ … ﻣﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩ
ﻣﻞﺀ ﺟﻔﻮﻧﻲ ﺑﻨﻮﻡ ﻣﺘﺄﻛﺪ
ﺑﻞ ﻣﺘﺠﺪﺩ .… ﺗﻨﻬﺾ ﺗﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺸﺪﻫﻦ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺣﺐ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﻭﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﺂﺧﺮ ﻫﺪﻳﺔ ﻳﻬﺪﻳﻬﺎ ﻟﺸﺮﻳﻜﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻪ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﺮﻣﻰ ﺣﺠﺮ:
ﺣﺒﺘﻨﻲ ﺣﺒﻴﺘﺎ .… ﺭﺑﺘﻨﻲ ﺭﺑﻴﺘﺎ
ﻣﺎ ﺑﻄﻴﻖ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﺎ
ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﺧﺘﻴﺘﺎ
ﺇﻥ ﺷﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺧﻴﺘﺎ
ﺯﻋﻠﺖ ﺭﺿﺘﻨﻲ … ﺑﺮﺿﻮ ﺭﺿﻴﺘﺎ
ﻧﻤﺖ ﻏﺘﺘﻨﻲ … ﻗﻤﺖ ﻏﺘﻴﺘﺎ
ﻛﺒﺮﻧﺎ ﺗﺎﺗﺘﻨﻲ … ﻳﺎﻣﺎ ﺗﺎﺗﻴﺘﺎ
ﻣﻌﺎﻥ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﺮﻳﺪ. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺾ.
ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻠﻔﻘﻴﺪ ﺣﺴﻨﺔ ﻧﺘﺸﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻲ ﺻﺪﻗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻟﺒﻴﻊ ﺃﻭ ﺷﺮﺍﺀ ﻗﻂ، ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﻣﻌﻪ:
ﻻ ﻛﺮﻳﺖ ..… ﺃﻧﺎ ﻻ ﺍﻧﻜﺮﻳﺖ
ﻻ ﺑﻌﺖ ﺫﻣﺔ … ﻭﻻ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ
ﺳﻨﻴﺖ ﻗﻠﻢ ﺻﺪﻗﻲ .… ﻭﺑﺮﻳﺖ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻌﻤﻠﻪ – ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺑﻌﻤﻠﻪ – ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻓﻰ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﺳﻌﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.

ﻏﺎﺯﻱ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺘﺒﺎنى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.