منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عبد الحافظ عبد العزيز يكتب: *نحن لا نستسلم … ننتصر أو نموت*

0

▪️في تسعينات القرن الماضي قتل الصرب أكثر من 200.000 مسلم في مجازر البوسنة والهرسك، منها 12.000 مسلم بوسنوي في يوم واحد في مذبحة سريبرينيتسا، و٦٠ ألف حالة إغتصاب.

فهل انتهى الإسلام والمسلمين، وهل اختفى البوسنيون المسلمون من تلك البلاد؟

▪️التتار قتلوا ما بين 800 ألف إلى 1.8 مليون مسلم عندما هاجموا بغداد حاضرة الدولة العبَّاسيَّة وعاصمة الخلافة الإسلاميَّة عام 1258م.

حتى قال العلامة ابن الأثير رحمه الله في كتابه القيم الكامل في التاريخ:

“لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها، فأنا أقدم إليه رجلاً وأؤخر أخرى.

ثم يقول كلمة غريبة جداً وعجيبة ومؤلمة، يقول: *فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟*
والذي كان معاصراً لهذه الأحداث ظن أن هذه بداية النهاية، وأنها علامات الساعة الكبرى، وأن الأرض ستنتهي الآن وسيبدأ يوم القيامة، ولم يظن أن أمة الإسلام ستبقى بعد هذه الأحداث.

يقول رحمه الله: فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ *فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.*
ثم ماذا حدث؟ هل ضاعت الأمة، وهل انكسرت شعلة الجهاد والمقاومة؟

لا! بل كانت معركة *عين جالوت في فلسطين المباركة* بقيادة السلطان المملوكي سيف الدين قطز على جيش التتار المغولي بزعامة هولاكو، وكانت النتيجة نصرا حاسما للمسلمين على جيش التتار.

▪️بل إن أعتى الطغاة والظلّام يدخرهم الله لفلسطين، حتى تؤدبهم وهي التي لا يُعمّر فيها ظالم.

فهذا *نابليون* الذي طغى وتجبر واحتل مصر وظل يصول ويجول حتى انكسر وانهزم في فلسطين، وقال كلمته الشهيرة آنذاك:
” *تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، سلاما لا لقاء بعده”.*

نحزن للشهداء والجرحى والدمار، لكن لا ينبغي ذلك أن يشعرنا بالهزيمة، والضعف والهوان، لا ينبغي لنا أن نرفع راية الاستسلام، نحن أمةٌ عزيزة، نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت شهداء.

الكل سيموت، زلزال تركيا وسوريا راح ضحيته أكثر من ٥٠ ألف إنسان قبل عشرة شهور، لكن هناك من ينعم الله عليه بالموت تحت ظلال السيوف، وفي ساحات الوغى شهداء، وهذه بركة فلسطين المباركة في كتاب الله التي باركها سبع مرات.

والله ينعم بالبلوى.. يمحصنا.. من ذا سيرقى ومن منا سيضطرب..
*تمرض أمتنا لكن لا تموت، هذه الدماء الزكية هي قدَرُ الله الذي يوقظ به أمة الإسلام في كل مكان، فلتكن تلك الدماء والضحايا دافعا لإشعال نار التحدي في النفوس، والعزيمة على النصر، والاصرار على الأخذ بالثأر، لا أن تكون مثارا لليأس والإحباط، فلا تيأسوا وأبشروا بالنصر، وبوعد الله،* وكونوا مثل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب، عندما كان المسلمون يخشون قضاء حاجتهم خارج خيمتهم، وبلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا، فبشرهم رسول الله صلى الله عليه بفتح روما والشام واليمن في عز الخوف والحصار.

*(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).*
جمعتكم دعاء لإخواننا في غزة خصوصا وفلسطين عموما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.