منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي عسكوري يكتب : *المركزي: Witch Hunt*

0

من مطار الى مطار، من بلد الى بلد، ما حلوا بعاصمة الآ شدوا رحالهم لأخري، من فندق الي آخر، من قاعة إجتماعات الى أخري، بعضها بي “بروجكتر” وآخري بدون، يتنقل قادة المجلس المركزي للحرية للحرية والتغيير في همة لا تفتر. لا أحد يدرى ما هو سبب كل هذا الترحال و الأسفار المتصلة التي لا تهدأ ولا تتوقف! ما هبطوا بلدا إلا انتقلوا لآخر قبل أن يسلموا علي أهله، ما دخلوا قاعة إلا وخرجوا لأخري في بلد آخر قبل ان يذوي صدي مناكفاتهم من جدرانها.

يرددون نفس الخطب خالية المضمون، نفس المصطلحات، ذات العبارات: الفلول، الحركة الأسلامية، انقلاب 25 اكتوبر، لا للحرب، قوي الثورة وقوى الإنتقال، الفترة الإنتقالية، المؤتمر الوطني، منبر جدة، الحكومة المدنية، الإنتقال المدني الديمقراطي… قف! هل نسيت واحدة ؟ نعم .. الديسمبريون! (وهذه الأخيرة مسروقة من أدبيات الثورة الروسية عام 1905 حيث عرف الشباب الذين قادوا ذلك الحراك الثوري في ديسمبر من ذلك العام بـ الـ Decembrists وكالعادة لم يعلن من يرددها انها تعود للتاريخ الروسي وليس هو أول من صكها، او ربما لايعلم لأنه لا يقراء، أما إن كان يعلم ولم يشر لذلك فالجريمة أشنع)!

لا تخلوا اي خطبة من خطبهم الكثيرة او بيان بلا معني أو روح من بياناتهم الكريرة، من هذه المفردات. تري ما الغرض من كل هذا الترحال والسفر الإبن بطوطي! لقد حفظ الناس عنهم هذه المفردات حتي صار باستطاعة اي سوداني كتابة بيان إجتماعهم القادم بدرجة صحة تكاد تصل التطابق.

مازالوا يدورون في ذات الدائرة رغم تغير الواقع وتبدل الظروف و اختلاف طبيعة الصراع. توقفت حركة التاريخ عندهم في أبريل 2019 و لا زالوا في سباتهم وبياتهم الشتوي الطويل.

ولو حملنا ما يقوله نشطاء الأسفار و الترحال محمل الجد، فليس هنالك ثمة مبرر لما يفعلون من تسفار مستديم. و طالما ظلوا يزعمون إنهم ليسوا الجناح العسكري لمليشيا الدعم السريع، إذن، ما هو مبرر وجودهم خارج البلاد إن كانوا أبرياء من التواطؤ والاشتراك في جريمة الحرب! فإن كانوا ابرياء حسب إدعائهم؛ لماذا لا يعودون ويقودون جماهيرهم في مسيرات واحتجاجات للضغط علي (طرفيَ) الصراع لوقف الحرب بدلا عن جيش من شرق افريقيا؟ مم يخافون! فهنالك الآن داخل السودان غيرهم من الناس يطالبون بوقف الحرب الخ .. ولم يتعرض لهم أحد! يضاف لذلك أن أغلب ولايات البلاد تعيش حاليا حياة مستقرة دون مشاكل، لماذا لا يعودوا لها ويدعوا (الديسمبريين) للخروج للمناداة بوقف الحرب أم ان ديسمبريهم موجودين في الوسائط والقنوات فقط! أكثر من ذلك وبفعل جناحهم العسكرى لا توجد سجون اليوم في السودان، فحتي القتلة و المحكومين أطلقت المليشيا سراحهم. ورغم الحرب، السودان اليوم أكثر بلاد افريقيا خلوا من السجناء السياسيين كما أن أبواب التعبير السلمي مفتوحة علي مصراعيها. هذه حقيقة لا يقولوها لأولياء نعمتهم ولا تقولها منظمات حقوق الإنسان، وبالطبع لا يقولها بلنكن! فالعدد القليل من المعتقلين السياسيين حاليا يعتقلهم جناحهم العسكري، ولم يرد عن الجيش ـ منذ تمرد المليشيا ـ اعتقاله لأي سياسي! لماذا هم في الخارج إذن!
التبرير الوحيد لسلوكهم قدمه لي أحد الأصدقاء:”إنهم فقط يأكلون أموال الإمارات بالباطل”! وربما قريبا سيكتشف داعموهم لعبة (التلاته ورقات) التي يمارسونها عليهم؛ وسينفض جمعهم.
الأمر الآخر الذي يقوله هولاء الناشطون، فهو ما أسمينا به المقال “صيد السحرة” ! فطيف الإسلاميين الذي يطارد النشطاء حتي أصابهم بفوبيا لا يمكن اصطياده في أديس أبابا او نيروبي او القاهرة. فمنازلة الأسلاميين تتم في مدن وقري السودان وحشد ” الديسمبريين” ضدهم، وليس بالخطب الجوفاء اللزجة في قاعات الفنادق! ولسوء حظهم؛ ونتيجة لاخطائهم عاد الإسلاميون اليوم الي ساحة العمل السياسي بقوة أكبر؛ وبقبول شعبي واسع؛ فهم اليوم في مقدمة الصفوف يدافعون عن أعراض الناس وعن ممتلكاتهم، و فوق كل ذلك يدافعون ببسالة عن الدولة ووجودها وقدموا عشرات الشهداء! و بصرف النظر عن موقفك من الإسلاميين، فهذه حقيقة يجب أن تقال، وانا لست منهم، لكنني فقط أشهد بما علمت!

لقد أضاع علينا هولاء الناشطين بسذاجتهم نضال ثلاثين عاما ضد دولة الإسلاميين، فبعد ان سقطت دولتهم كادت ريحهم ان تذهب والكل ينادي “أنج سعد فقد هلك سعيد”، ولكن، وكنتيجة للأخطاء السياسية القاتلة التي ارتكبها هولاء الناشطون، قدموا للإسلاميين طبقا من ذهب لم يكن ليحلموا به وبهذه السرعة علي الإطلاق! المؤلم في كل هذا ان هولاء الناشطين لا يقرّون مطلقا حتي اليوم ان بهلوانيتهم السياسية واخطائهم القاتلة اضاعت ثورة السوادنيين وراحت كل التضحيات المرة التي قدمها الشباب سدى!
لن تفيدهم مؤتمراتهم وارجيفهم وبهلوانيتهم خارج السودان وإن بلغوا بها المريخ! ما يفيدهم هو العودة للسودان واصطياد السحرة في الداخل ودفع ضريبة اخطائهم ومن يعتقد أن اصطياد سحرة الإسلاميين يتم في قاعات الفنادق إنما يخدع نفسه ويخدع ” الديسمبريين”! لقد خسروا كل شيء، و سيتجرعوا ثمن أخطائهم كالسم الزعاف!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.