عزمي عبد الرازق حميدتي_حديث_الصورة
عزمي عبد الرازق
حميدتي_حديث_الصورة
هنالك استماتة غير طبيعية لتأكيد حياة هذا المُجرم، وتحويله إلى أسطورة، غير قابلة للفناء، والهدف من وراء ذلك الاستثمار في تلك الرمزية الدقلاوية، لأطول فترة ممكنة، وضمان تماسك آلاف المرتزقة الذين يقاتلون باسمه، ويكنزون الذهب والدولارات باسمه، ويشفشون باسمه، ليس هذا وحده كل المراد بالطبع، وإنما هنالك أيضًا قوى استعمارية وجدت فيه ضالتها، روبوت آلي يتحكمون فيه عن بُعد، وينفذون عبره لكل أهدافهم ومطامعهم في السودان، ومع ذلك ليس مهما أن يجادل الناس حول التغيرات التي طرآت على شخصيته، ويمكنكم ملاحظتها، طول غير طبيعي، أكتاف غير متناسقة، نحافة مريبة، أزياء نافرة، إنسان بلا حياة ولا مشاعر، ملامح شبحية، كما لو أنه خرج من تحت الأرض لتوه، والأدهى أنهم أظهروه على مراحل، تسجيلات صوتية، تغريدات لا تشبه لغته، مخاطبة من مكان ما خضعت للمونتاج، صور ولقطات من زوايا بعيدة، ومن ثم بدأ منذ يومين في ممارسة مهام رسمية، وهى على الأرجح المرحلة الأخيرة، وربما يتم التخلص من خيال المآتة بعدها، أو تركه لصرف الانظار، ولعل الظهور الأخير وتحريك هذا الشبح جاء بعد أن أدركوا أن الحرب لم تحقق لهم مرادهم، وأن المقاومة الشعبية تتنامى، في المدن والقرى، وهى الإرادة المجتمعية الصلبة التي لا تنهزم بظهور أي شخص، بل تزداد قوة، وعزيمة على رد العدوان، وتحقيق النصر، بإذن الله الواحد الأحد، القوي الجبار.*